تكريت، العراق (CNN) -- كانت عتمة الليل مع اختفاء ضوء القمر إلى جانب انقطاع التيار الكهربائي، آخر ما يتوقعه الطرفان أن يكونا عونا لهما. فالرئيس العراقي المخلوع صدام حسين أمل أن تساعده في الاختباء من أعين مطارديه، فيما أمل الجنود الستمائة، الذين قدموا ليرفعوه من القبو، أن تساعدهم في إتمام مهمتهم بأقل قدر من لفت الانتباه. وهكذا استطاع الجنود المدججين بالمناظير الليلية الكاشفة العثور على هدفهم يتخذ من حفرة إسمنتية ضيقة بعمق ستة أقدام تحت سطح الأرض ملجأ له. ولربما كانت حفرة بطول ستة أقدام وعرض قدمين وارتفاع ثلاثة أقدام كافية لإيواء الرئيس العراقي السابق ليضجع فيها، بعد أن هجر قصوره التسعة. وفي جولة لمراسل CNN، نيك روبرتسون، في المنزل الريفي الذي أوى آخر رئيس بعثي للعراق في آخر أيام المطاردة، أطلعه جنود- من الذين شاركوا في عملية الاعتقال- على جنبات المنزل الذي عاش فيه صدام لمدة غير معلومة. ويتكون المنزل من غرفتين إحداهما خصصت لمطبخ عثر فيه على دواء وقطعة شكولاته ومصباح ليلي وبعض الفاكهة، فيما ظهرت غرفة النوم وقد عمتها الفوضى. كما ضمت سريرين وبعض القمصان الجديدة المبعثرة وبنطال قصير للرياضة لم يستخدم بعد وثلاجة وسخاناً، بالإضافة إلى خزانة صغيرة فيها بعض الكتب التراثية على غرار "مروج الذهب" لمؤلفه المسعودي، والذي يتناول بعض المعتقدات الشعبية. ووصف روبرتسون الحفرة المؤدية إلى القبو الضيق بأنها ضيقة، حيث وجدت مغطاه بصندوق من الفلّين يستخدم عادة لنقل الخضار، وقد امتلىء بالتراب. وأوضح أن جدران الحفرة صنعت من الإسمنت، وقد علاها الوحل، فيما صنع إطارها العلوي من الخشب. وقال روبرتسون، إن صدام قام برفع يديه إلى الأعلى وقال للجنود الأمريكيين إنه يريد التفاوض. ووفقا لرواية الجنود، فقد بادر صدام الجنود قائلا باللغة الإنجليزية "أنا صدام حسين، أنا رئيس العراق وأريد التفاوض." أما رد الجنود، وفقا للمصادر العسكرية، فكان "الرئيس بوش يرسل إليك بتحياته." وسبق واعلنت القوات الأمريكية ان صدام كان بحوزته مسدسا ورشاشين، ولكنه لم يستعمل ايا منهم، وبالمقابل لم يطلق عليه اية رصاصة. كما افادت انه قبض على حارسين كانا يرافقان صدام. مصادر إخبارية ذكرت انه وجدت سيارة تاكسي خارج المنزل، والتي يبدو ان صدام كان يستخدمها للتنقل متخفيا. | 
