CNN.com Arabic
البحـث
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
على حافة حرب
الجبهة الإسرائيلية- اللبنانية في الصحافة العربية

2000 (GMT+04:00) - 13/08/06

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- خصصت الصحف العربية حيزا كبيرا من أعدادها الجمعة لما يحدث على الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية سواء من خلال نقل وجهات النظر أو من خلال نقل قصص لحياة الناس هناك.

ورأى الكاتب جهاد الخازن وتحت عنوان "الفوهرر الصغير" في جريدة الحياة أنّ "أولمرت يهدد ويتهم سورية مرة وإيران مرة أخرى، ولا يرى انه أبو الإرهاب وأمه، وأن إرهاب إسرائيل هو الذي أطلق الإرهاب المضاد. ثم انه يضرب مطار بيروت، ويحاصر لبنان بحراً، بعد أن دمّر النازيون الإسرائيليون محطات الكهرباء والجسور، فإذا رد الطرف الثاني غداً بعملية ضد مصفاة النفط في حيفا، عاد للحديث عن الإرهاب من دون أن يرى أنه بدأ هذا النوع من الإرهاب ويتحمل مسؤوليته عنه كاملة.

وأضاف "لا أتوقع أن يغلب العقل، والتعقل، ويتم تبادل أسرى، فهناك طرف إرهابي نازي لا يعرف سوى لغة القتل، إلا انه سيجد، ومن يحميه في جرائمه، إن الرد سيتجاوز حدود لبنان لأن حزب الله لم يدخل هذا المدخل، إلا وهو يعرف مخارجه، ومن يعش يَرَ."

أما جريدة الدستور الأردنية فقد كتبت "لو سألنا من يتحمل مسؤولية هذا الوضع فسنسمع أجوبة متناقضة تحمل في طياتها مبررات كل طرف، ولكن حين يقول الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي تقود بلاده خطة خريطة الطريق التي مزقتها إسرائيل بعد قليل من التوقيع عليها "إن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها" وحين ينتقد الاتحاد الأوروبي استخدام إسرائيل المفرط للقوة، فإن تلك التعابير توحي لإسرائيل بان احتلالها للأراضي العربية ليس موضع نقاش، بل إن توجيه أصابع الاتهام لدول في المنطقة بالمسؤولية عن عملية حزب الله الأخيرة يدفع إلى توسيع نطاق العمليات العسكرية "الانتقامية" لتصير حربا تشمل الإقليم كله.

ومضت الصحيفة محذّرة من "احتمالات كثيرة تهدد المنطقة" حيث تساءلت "من يستطيع الآن إجبار إسرائيل على وقف جنونها في غزة وفي لبنان، ومن يستطيع أن يقنع المنظمات الفلسطينية واللبنانية بإعادة جنودها إليها على اعتبار أن هذا هو الحل المناسب للمأزق الراهن، لقد كان زعيم حزب الله وقادة حماس والمنظمات الفلسطينية الأخرى يدركون أهمية العمليات التي قاموا بها، وكانوا يعرفون رد الفعل الإسرائيلي قبل وقوعه، وهذا يعني أن دفع التطورات نحو هذا المأزق لا يأتي من فراغ، وان الأحداث مفتوحة على احتمالات كثيرة."

وفيما كان الموقف السعودي، الذي حمّل، بطريقة غير مباشرة، حزب الله ما يحدث من خلال قيامه "بمغامرات غير محسوبة العواقب" غائبا عن أغلب صفحات المطبوعات العربية، رأت صحيفة الأهرام المصرية بعمود يبدو رأيه متقاربا مع الموقف السعودي، مركّزا على أنّ ما قام به حزب الله اللبناني أعطى الإسرائيليين الذريعة للقيام بعملياتها العسكرية.

وقالت الصحيفة "في الوقت الذي كانت تبذل فيه الجهود من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والتوصل إلى صفقة متوازنة لقضية الجندي الإسرائيلي الأسير...وجّهت عملية حزب الله إهانة جديدة للجيش الإسرائيلي."

وأضافت "عملية من هذا النوع كان معروفا أنّها ستفقد قطاعا من القادة الإسرائيليين لصوابهم ...ويبدو واضحا أنّ ما جرى من قبل حزب الله سوف يدفع بقطاعات في إسرائيل للمطالبة بتصعيد العدوان وعدم التقيد بأية حدود."

وخلصت الصحيفة إلى أنّ ثمّة من يرى في لبنان أنّ هناك من يضحي بأمن لبنان لمصلحة حسابات إقليمية أكثر اتساعا ولخدمة مصالح دول أخرى.

أما جريدة النهار اللبنانية فقد عرضت قصة مؤلمة لعائلة فقدت عددا كبيرا من أفرادها في القصف، حيث قالت "كأن قصة الجنوب مع المجازر والعدوان الإسرائيلي كتب لها الا تنتهي. وحشية لم تميز مرة اخرى بين جندي وطفل ورضيع. بربرية كانت نتيجتها ان اختلطت الاشلاء بالحجارة لتودي بعائلة بأكملها."

وأوضحت الصحيفة "لقد أغار الطيران الاسرائيلي على منزل السيد عادل عكاش في بلدة الدوير المكون من ثلاثة طبقات، واستهدفه بأربعة صواريخ أسفرت عن مقتله وزوجته رباب ياسين فقيه (39 عاما) وأولاده العشرة محمد باقر (18 عاما) ومحمد حسين (7 اعوام) وعلي رضا (12 عاما) وفاطمة الزهراء (17 عاما) وغدير (10 اعوام) وزينب (13 عاما) وسارة (5 اعوام) وبتول (4 اعوام) ونور الهدى (عامان) والرضيعة صفاء (شهران). وتناثرت اشلاؤهم في ارجاء المكان ودمر المنزل بالكامل."

وقالت جريدة السفير اللبنانية تتأسف سهى لما يحصل للبنان، الذي ما لبث أن وجد لنفسه موطأ قدم على خارطة أجمل البلدان السياحية الآمنة، أما اليوم فتنبغي عليه إعادة الانطلاق من الصفر، وكأنه يعود خمس عشرة سنة الى الوراء. لا تدين سهى عمليات المقاومة، هي فقط لا تفهم التوقيت السيئ الذي تمّ اختياره، ولا تدري اذا كان يمكن القيام بحسابات أفضل، تؤدي الى أضرار أقل، لا تُخسر لبنان شبابه، بناه التحتية ووحدته الداخلية.

تتلوّن الصورة قليلاً في الأشرفية، التي شهدت شوارعها حركة شبه طبيعية، يشوبها بعض الحذر، يعزو يوسف رحمة سببه الى كون اللبناني بطبعه مسالماً، ولا علاقة له بالحرب. يقول رحمة إن المواجهة بين إسرائيل والمقاومة الاسلامية غير مقبولة، ولن تؤدي الا الى دمار البلاد، وبالنهاية يدفع الشعب الثمن. لدى رحمة قاعدتان أساسيتان، فهو على قناعة تامة بهما، أولاً: "لا يجوز تدمير لبنان ووقوع عشرات الشهداء من أجل تحرير الأسرى، حتى لو كانوا بالعشرات أيضاً"، وثانيا:ً "لا يمكنني المحاربة عن أي بلد آخر غير بلدي.. فأنا لا أموت من أجل غيري.. أنا أريد أن أعيش مع أهلي، مسلماً كنت أم مسيحياً."

كما نقلت الصحيفة عن شخص آخر قوله "ما يحصل كارثة الكوارث" يشرح وهو يكمل سيره مستعجلاً لمتابعة نشرة أخبار الواحدة في منزله، "كلنا ندرك أن الدول العربية مجتمعة ضعيفة أمام إسرائيل، وبالتالي ما يحصل لن يزيد لبنان إلا خراباً."

 وقالت الصحيفة إنّ متري يرى أنّه "ربما من نفذ العملية مستعدّ لتحمل الأضرار، ولكن الشعب غير مستعد."

أما صحيفة الشرق الأوسط فقد عرضت قصة أخرى على علاقة بالأحداث لها أبعاد أخرى ليس أقلها الاقتصادي حيث قالت إنّ "إغلاق مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت أدّى  بعد قصفه بخمسة صواريخ إسرائيلية على الأقل، الى وقف حركة الطيران كليا من وإلى لبنان، فيما سارع آلاف السياح لا سيما من دول الخليج، إلى معبر المصنع الحدودي الرئيسي بين لبنان وسورية للخروج من البلاد خوفا على حياتهم.

وأكدت مصادر أن 12 الف سائح خليجي غادروا لبنان، عن طريق معبر المصنع الحدودي مع سورية.

كما أضافت أنّه شوهدت حافلتان كبيرتان مركونتين أمام السفارة الإماراتية في منطقة الجناح الساحلية. كما شوهد رجال باللباس الخليجي التقليدي ونساء محجبات وأطفال يركبون الحافلتين بعد ان وضعوا امتعتهم في المكان المخصص لها في الحافلتين.

أما جريدة الخليج الإماراتية فقد اعتبرت الحكومة اللبنانية  سحبت وللمرة الأولى منذ الشروع باتفاق الطائف في 1990  "بساط الشرعية" الذي كانت تسبغه على المقاومة أمام المجتمع الدولي، وعرّتها إلى حد كبير من الغطاء السياسي، بفعل ضغوط أمريكية وغربية مباشرة على "الأكثرية" النيابية والوزارية.

وأضافت أنّه على الرغم من "فداحة" هذا التحول السياسي، فإنه لا يعني إطلاقاً أن الطريق بات قصيراً جداً لبلوغ هدف إجبار "حزب الله" على التخلي كرهاً عن ترسانته، وإلقاء سلاحه، واستطراداً لتحقيق الهدف "الإسرائيلي" المعلن لتغيير قواعد اللعبة جنوباً.

وقالت "فالواضح أن "حزب الله" كان يعي لحظة قرر خوض مغامرته العسكرية مع الآلة العسكرية الصهيونية أن الأمور ربما تتطور إلى النحو الذي بلغته. وبمعنى آخر، ربما ستلجأ "اسرائيل" المطعونة بكبريائها العسكري في الجنوب، وقبله في غزة إلى النهج الذي سلكته بهدف تغيير "قواعد اللعبة". وأبعد من ذلك، الثابت أن حزب الله وضع نفسه أمام التحدي الأكبر في تاريخ مسيرته، خصوصاً وأنه دأب منذ زمن على تسليط الضوء واسترعاء الانتباه إلى مدى التطور الكبير في ترسانته على نحو يجعله قادراً على "ردع" أي عدوان "إسرائيلي"، أو على الأقل جعل العدو يعيد النظر مئات المرات قبل الإقدام على أي عدوان على لبنان.

أما الكاتبة عائشة سلطان فقد رأت في زاويتها بصحيفة البيان الإماراتية أنّ " الحكاية ليست حكاية جنود ثلاثة فقط، لكنها إشارة إلى أنكم أيها المواطنون العرب جميعاً في كل الوطن العربي، برجالكم ونسائكم وأطفالكم وجيوشكم ومدنكم وقراكم وحكوماتكم وإعلامكم ونفطكم وثرثرتكم الفارغة، لا تساوون شيئاً أمام جندي من جنود «شعب الله المختار»، وعليكم أن تختاروا بين طريقين: أن تسكتوا وتقبلوا بالذل والإهانة والمهانة وبكل شروطنا وعجرفتنا في مقابل السلام والهدوء، أو ترفضوا وتحتجوا وترفعوا أيديكم لتصفعوا العملاق على وجهه، وساعتها فكل الوطن العربي عليه أن يدفع ثمن الصفعة!



قصص ذات العلاقة

ملاحظة : تفتح الصفحات في نافذه جديدة. CNN غير مسؤوله عن مضمون المواقع الأخرى.
البحـث
     
© 2010 Cable News Network.
جميع الحقوق محفوظة .A Time Warner Company
التي بموجبها تقدم لك هذه الخدمة.