CNN.com Arabic
البحـث
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
على حافة حرب
60 قتيلا في قصف إسرائيلي على "قانا"

0101 (GMT+04:00) - 30/08/06

بيروت، لبنان (CNN) -- قتل ما يزيد على 60 شخصاً، واصيب العشرات، إثر دك المقاتلات الإسرائيلية لمبنى سكني يستخدم كملجأ للنازحين في بلدة "قانا"، جنوبي لبنان صباح الأحد، حسب ما أعلنه نهاد محمود، ممثل لبنان لدى الأمم المتحدة.

وكان الصليب الأحمر اللبناني قد قال لـCNN في وقت سابق إن عدد القتلى في القصف الإسرائيلي لمبنى سكني في بلدة قانا بجنوب لبنان بلغ 54 قتيلاً على الأقل، من بينهم 37 طفلا، علاوة على النساء والشيوخ، والاعداد قابلة للتغيير.

وقالت فرق الإنقاذ إنها انتشلت اكثر من 15 جثة من تحت أنقاض المبنى، مشيرة إلى صعوبة العمل وافتقاد المعدات اللازمة للتعجيل باستخراج قرابة 50 شخصاً مازالوا محاصرين تحت الركام.

وحول إمكانيات موظفي الإغاثة المتواضعة، قال أحدهم "ليس في مقدورهم القيام بأي شيء لانتشال الأحياء من تحت الأنقاض.. فنحن لا نملك المعدات المناسبة."

وصرحت مصادر عسكرية لبنانية أن المبنى، المكون من أربعة طوابق، كان يأوي قرابة 65 شخصاً، غالبيتهم من النساء والأطفال.

وتضاربت التقارير الأولية حول محصلة القتلى والهدف الذي دكته الغارة الإسرائيلية.

وكانت مصادر لبنانية قد أشارت مسبقاً إلى أن الغارة دمرت ثلاثة منازل في البلدة.

التبرير الإسرائيلي للقصف

من جانبه، ادعى مسؤول في الجيش الإسرائيلي أن لديهم إثباتات بأن حزب الله كان يستخدم موقعا يبعد نحو 9 أمتار - 18 مترا تقريباً عن موقع المبنى الذي تم قصفه في قانا.

وأضاف المصدر المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، بسبب سرية الصور التي التقطت من الجو للمنطقة، أنه سيتم نشر بعض تلك الصور قريباً.

وأكد مسؤولون في الجيش الإسرائيلي أنهم لم يكونوا على علم بوجود مدنيين في المبنى.

المتحدثه باسم الحكومة الإسرائيلية، ميري ايسن، قالت في تصريح لشبكة CNN: "المبنى بحد ذاته لم يكن هدفا."

وأضافت أن المبنى كان بالقرب من قاعدة إطلاق صواريخ، "ونحن نستهدف جميع هذه المواقع. قصف المبنى كان خطأ وسيتم التحقيق في هذا الأمر."

كذلك طالب وزير الدفاع الإسرائيلي، عمير بيريتس الأحد الجيش الإسرائيلي بالتحقيق في حادث قانا، بحسب ما أفاد المتحدث باسمه.

حزب الله

حزب الله رد على الفور بمواصلة القصف على مستوطنات في شمال إسرائيل.

وقال الحزب في بيان صدر على تلفزيون المنار التابع له: "إن مجزرة "قانا" لن تبقى دون رد."

وقالت مصادر إسرائيلية إن حزب الله أطلق 134 صاروخاً على البلدات والمدن الشمالية في إسرائيل الأحد، مشيرين إلى أن 48 شخصاً أصيبوا بجروح، إصابة أحدهم خطيرة.

شروط لبنانية تلغي زيارة رايس لبيروت

من جهة أخرى، قال مسؤولون لبنانيون إن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ألغت زياراتها إثر رفض حكومة بيروت استقبالها ما لم يتم وقف فوري لإطلاق النار.

وقالت المصادر إن لبنان أبلغ رايس، التي كان يتوقع وصولها بيروت في وقت لاحق اليوم، بموقفه عقب غارة "قانا."

وصرح رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، أن لبنان لن يناقش "سوى وقف فوري وغير مشروط" لإطلاق النار.

وطالب السنيورة بوقف فوري لإطلاق النار وإجراء تحقيق دولي حول ما جرى في "قانا."

وفي هذا السياق قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، إن إسرائيل ليست في عجلة لوقف إطلاق النار في جنوب لبنان وحتى تحقيق أهدافها هناك.

هذا وقد عبرت وزيرة الخارجية الأمريكية عن "حزنها الشديد على الخسارة المؤسفة في أرواح الأبرياء" في قانا.

اولمرت: نحتاج إلى 10-14 يوما لإنهاء مهمته

وبدوره أكد أولمرت مزاعم الجيش أن إسرائيل طالبت سكان "قانا" بمغادرة البلدة قبيل الغارة.

وقال في تصريحات تقلها مكتب اولمرت عنه اثناء لقاء رايس، وكررها خلال اجتماع مجلس الوزراء الاحد، إن هناك حاجة لنحو 10-14 يوما لقتال حزب الله.

ورد رئيس الوزراء اللبناني على تصريحات أولمرت باستنكار، قائلاً إنه بحاجة لهذه الأيام من إجل إنهاء اللبنانيين وقصف الأطفال.

رايس تتوقع جولة مفاوضات شاقة

إلى ذلك، قال مسؤولون في الخارجية الأمريكية إن وزيرة الخارجية، كوندوليزا رايس، ستعود من القدس إلى واشنطن الاثنين.

وقال المسؤولون إن رايس ستعمل على مناقشة مسودة قرار سيقدم إلى مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع بهدف التوصل لوقف لإطلاق النار في منطقة الشرق الأوسط.

وكانت رايس، قد صرحت الأحد، وللمرة الأولى منذ اندلاع النزاع قبل 18 يوماً، بأن الآوان قد حان لوقف إطلاق النار، غير أنها لم توضح ما إذا كان الموقف الأمريكي من وقف لإطلاق النار قد تغير.

وأضافت رايس "كما نضغط من أجل وقف عاجل للاعتداءات الحالية، غير أن وجهات الأطراف المعنية حول كيفية تحقيق ذلك مازالت متباعدة."

وقالت رايس، التي طالب لبنان بإلغاء زيارتها إلى بيروت، إنها ستبقى في القدس في الوقت الحالي.

وكانت رايس قد قالت قبيل لقائها رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مساء السبت إنها تتوقع جولة مفاوضات شاقة ومكثفة، في الوقت الذي قدم تفيه فرنسا مسودة قرار إلى مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري للقتال بين إسرائيل وحزب الله وخلق فاصل أمني جديد واسع في جنوب لبنان.

وفيما قالت رايس إنها لا تحمل "خطة شاملة" إلى المنطقة حيث تتوقع محادثات "عسيرة خاصة وأن جميع الأطراف المعنية تتعرض لضغوط قوية للغاية"، عبرت إسرائيل عن تفاؤلها.

وجاء على لسان الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية، آفي بازنر، "حضرت هذه المرة وفي معيتها أفكار ملموسة.. سيكون في مقدروها إخبارنا بدقة حول نوعية القوات الدولية التي ستنشر هنا وماهية القرارات التي ستجيزها الأمم المتحدة."

وطالبت إسرائيل، في وقت سابق، بنشر قوات دولية لحراسة الفاصل الأمني على حدودها الشمالية مع لبنان لضمان عدم استخدام حزب الله المنطقة لشن ضرباته الصاروخية عليها.

وقال بازنر "نطالب بوقف الهجمات على إسرائيل.. نريد أن يُحرر جنودنا."

وقالت مصادر أمريكية مطلعة إن هدف جولة وزيرة الخارجية هو دمج المقترحات المختلفة بشأن وقف القتال بين الجانبين للخروج بحزمة حلول شاملة توافق عليها لبنان وإسرائيل.

وتتطلب الخطة الأمريكية من لبنان نشر قواته، وبمساعدة قوات حفظ سلام دولية، في المنطقة وموافقته على دعوة حزب الله على نزع سلاحه واستيعاب مقاتليه في الجيش اللبناني، وذلك قبيل الإعلان بصورة رسمية عن وقف لإطلاق النار، وفي المقابل يتوجب على إسرائيل حل النزاع القائم بشأن مزارع شبعا.

ومن جانبه رهن حزب الله نزع سلاحه بمغادرة القوات الإسرائيلية للمنطقة المتنازع عليها بالقرب من الحدود السورية، والتي تعترف بها الأمم المتحدة كأراض سورية.

مجلس الأمن ينظر في مسودة قرار فرنسي

قدمت فرنسا إلى مجلس الأمن الدولي مساء السبت مسودة قرار يطالب بوقف فوري للمواجهات العسكرية بين الطرفين، وذلك قبيل اجتماع متوقع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن لمناقشة الأزمة في وقت لم يحدد الاسبوع المقبل، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

ويشدد المقترح الفرنسي على ضرورة "خلق ظروف مواتية لإعلان وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حلول جذرية للأوضاع الراهنة بين إسرائيل ولبنان فضلاً عن الحاجة إلى إنهاء العنف المتصاعد بين الجانبين.

ورفض المسؤولون الفرنسيون مناقشة تفاصيل المقترح.

وأشار الناطق باسم البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، بنجامين شانغ، إلى أن أحداً غير الجانب الجانب الأمريكي لم يتلق نسخة من المسودة حيث تعكف واشنطن حالياً على دراستها.

إلى ذلك، الأحد بناء على دعوة من لبنان، حيث أدان الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان، القصف الإسرائيلي لقانا، وما نجم عن ذلك من قتل عشرات المدنيين.

بلير: نتوقع اتفاقاً خلال أيام

وعلى صعيد مواز، استبعد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الأحد إمكانية التوصل لحل دائم للأحداث الدائرة على طول الحدود اللبنانية-الإسرائيلية.

وقال بلير، إثر مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء اللبناني، إن "ما حدث في قانا يظهر أن هذا الوضع لا يمكن ببساطة أن يستمر."

وأضاف قائلاً "أعتقد أن هناك أساس للاتفاق الذي يسمح لنا للوصول إلى حل دولي، ولكن علينا أن نفعل ذلك الآن."

ووصف ما حدث في قانا بأنه "مأساوي على نحو مطلق"، لكنه أضاف "علينا أن نضمن أن المحادثات التي نقوم بها والمفاوضات التي نجريها ستقود إلى وقف عام للاعتداءات بطريقة تسمح لنا أن نضع حداً لها."

وكان بلير قد رجح السبت حدوث إجماع دولي يقود إلى وقف لإطلاق النار خلال الأيام القليلة القادمة.

وصرح بلير في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية قائلاً "أعتقد أنه في إمكاننا إصدار قرار دولي.. إذا ما تسنى للجميع رؤية سبيل إلى قرار مناسب، عندها بإمكاننا التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.. علينا العمل بجد وجهد خلال الأيام المقبلة."

وقال الناطق باسم رئيس الحكومة البريطانية إن رئيس الوزراء البريطاني أجرى محادثة هاتفية مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك بشأن الأزمة.

وكان بلير قد أجرى محادثات مع الرئيس الأمريكي جورج بوش حول الوضع اللبناني-الإسرائيلي المتأزم الذي يدخل يومه التاسع عشر.

ردود الأفعال المختلفة على قصف قانا

وكانت غارة إسرائيلية صباح الأحد على مبنى في بلدة "قانا"، بجنوب لبنان، وأسفرت عن سقوط 65 مدنياً بين قتيل وجريح على الأقل قد أثارت ردود فعل وإدانات دولية وإقليمية.

ولعل أبرز ردود الفعل هذه، إدانة الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته والاتحاد الأوروبي لهذا العمل، وكذلك الرؤساء والملوك العرب، لعل أبرزهم رؤساء مصر وسوريا والسلطة الفلسطينية، لقصف قانا.

التطورات الميدانية

وميدانيا، واصلت إسرائيل الأحد قصفها لمواقع عدة في لبنان، ومن بينها المدخل الشمالي لمستشفى "غندور" في بلدة بنت جبيل، وفقاً لمصادر عسكرية لبنانية.

مصادر اشارت وقوع إصابات في قصف المستشفى، غير أنه لم تتوفر حصيلة بذلك فوراً، فيما لم يؤكد الجيش الإسرائيلي هذا النبأ.

كما اعلن الجيش الإسرائيلي إصابة اربعة من جنوده بجروح جراء قصف صاروخ مضاد للدبابات من قبل حزب الله على دبابتهم في جنوب لبنان.

وكان الجيش الإسرائيلي قد قال الأحد إن قواته تقوم بعمليات في بلدة "طيبة" في الجنوب اللبناني.

وأشار إلى مقتل ثلاثة من عناصر حزب الله والعثور على مخزون من قذائف أر. بي. جي. وصواريخ مضادة للدبابات بجانب مدفع وذخيرة.

وبموازة ذلك، نقلت قناة "المنار" أن مقاتلي حزب الله أطلقوا صواريخ كاتيوشا على مراكز إسرائيلية صباح الأحد.

وقال مسؤولون في الشرطة الإسرائيلية إن حزب الله أطلق 134 صاروخاً على البلدات والمدن الشمالية في إسرائيل الأحد، مشيرين إلى أن 48 شخصاً أصيبوا بجروح، إصابة أحدهم خطيرة.

وأوضح المسؤولون أن 24 صاروخاً سقطت على مدن عكا ونهاريا وكريات شمونة والمطلة ومناطق أخرى في الجليل الأعلى.

وسبق أن صرح الجيش الإسرائيلي بأن عدة صواريخ سقطت في مناطق مفتوحة في "نهاريا" و"كريات شمونة" ومحيط بلدة "معالوت"، وأنه لم تقع إصابات جراء القصف.

إنسحاب إسرائيلي من بنت جبيل

هذا وكانت القوات الإسرائيلية قد انسحبت السبت من بلدة "بنت جبيل" فيما يبدو كخطوة للإستعداد إلى توغل جديد داخل الحدود اللبنانية.

وقال مسؤولون أمنيون لبنانيون إن الآليات العسكرية والقوات الإسرائيلية توغلت شرقاً.

وعلى صعيد مواز، قالت مصادر أمنية إن بلدة الخيام بجنوب لبنان تعرضت الأحد لقصف الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية.

وأضافت تلك المصادر قائلة إن الدبابات الإسرائيلية كانت تنتشر قرب بلدة المطلة الإسرائيلية الحدودية أثناء القصف.

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قد أعلن السبت أن استهداف مدينة العفولة الإسرائيلية بصواريخ حزب الله، هي بداية مرحلة "ما بعد حيفا"، مشيراً إلى أن مدن أخرى في قطاع وسط إسرائيل، ستكون أهدافاً لصواريخ حزب الله في المرحلة المقبلة.



قصص ذات العلاقة

ملاحظة : تفتح الصفحات في نافذه جديدة. CNN غير مسؤوله عن مضمون المواقع الأخرى.
البحـث
     
© 2010 Cable News Network.
جميع الحقوق محفوظة .A Time Warner Company
التي بموجبها تقدم لك هذه الخدمة.