CNN.com Arabic
البحـث
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
على حافة حرب
حزب الله .. الفتاوى .. القاعدة.. والأنترنت

0003 (GMT+04:00) - 03/09/06

حسن نصرالله، الأمين العام لحزب اللة
حسن نصرالله، الأمين العام لحزب اللة

دبي، الإمارات العربية (CNN) -- بعد مرور أيام على فتوى الشيخ الوهابي السعودي عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين، بعدم جواز نصرة المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان، لأن حزب الله الشيعي يقودها، انتفضت جماعات إسلامية سنية في دول عربية أخرى معارضة لهذه الفتوى، متهمة الذي أطلقها، ومن يقف وراءها، بالتقاعس.

ما هي تلك الفتوى مدار الخلاف؟

الفتوى التي أصدرها الشيخ عبدالله بن جبرين، على موقعه على الإنترنت تحرم نصرة حزب الله بوصفه "حزباً رافضياً"، على حد تعبيره، وتحظر "الانضواء تحت إمرة الحزب، والدعاء له بالنصر والتمكين"، بل إنها تدعو أهل السنة إلى "التبرؤ منه وأن يخذلوا من ينضمون إليه"، بحسب نص الفتوى.

وأضاف العلامة بن جبرين: "فإن الرافضة دائماً يضمرون العداء لأهل السنة، ويحاولون بقدر الاستطاعة إظهار عيوب أهل السنة والطعن فيهم والمكر بهم، وإذا كان كذلك، فإن كل من والاهم دخل في حكمهم لقول الله تعالى وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ."

الفتوى ورواد المنتديات المتشددة

تلقف رواد المنتديات المتشددة على الإنترنت هذه الفتوى، بتأييد واسع وكلي تقريباً، والتي تقترب في صميمها من التمني بهزيمة حزب الله، ومقتل الشيعة على أيدي القوات الإسرائيلية، رغم أنهم غالباً ما كانوا يهاجمون أمريكا وإسرائيل.

أحد المواقع، وتحت عنوان "كَرَمادٍ اشْتَدّت بِهِ الرّيْح - في سبيل من يقاتل حزب اللات؟! اقرأ وشاهد واستمع"، كتب أحد الأعضاء يقول: "لا يجب أن نجعل الاعتبارات الوطنية والعاطفية سبباً في التقارب بين المسلم والكافر؛ كالثورات والانتفاضات الشعبية وحركات التمرد، أو الأعاصير والزلازل والمجاعات التي تضرب الكفار، لأنها جند من جنود الله تضرب وتجري بأمره لا يجوز الاعتراض عليها."

وأضاف قائلاً: "ومن ذلك ما جرى على أمة الإسلام اليوم من خديعة بعداء الرافضة للإسلام، وخاصةً حزب اللات الرافضي "حزب الله" المرابط في جنوب لبنان (مرابط على راحة اليهود). فلأنه يقاتل اليهود - أو هكذا يبدو - ينتصر أهل الإسلام لهم دعماً وتأييداً وحباً، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم."

وختم قائلاً: "أما الروافض فهم كفارٌ كفروا بما أنزل على محمدٍ صلى الله عليه وسلم وبدلوه وحرّفوه وعادَوا أهله وكادوا لأنصاره."

على أي حال، الفتاوى أثارت غير المتشددين، وربما حتى المتحررين..

مواقع المذكرات الشخصية أو البلوغز

ففي أحد مواقع المذكرات الشخصية (البلوغز)، كتب أحدهم يقول: "إذا كنا متعاطفين مع حزب الله الشيعي لأنه يحارب اليهود، يجب ألا ننسى أن إيران الشيعية، وفيلق بدر الشيعي، وجيش المهدي الشيعي، يقومون بأكبر عملية محو للهوية السنية في العراق، ولا يمكننا نسيان الدور القذر للشيعة - حركة أمل - عام 1982 ضد الفلسطينيين هناك، حيث وقفوا جنباً إلى جنب مع اليهود والموارنة."

وفي موقع آخر، كتب أحدهم بشأن الفتوى: "لا تستغرب يا أخي فنحن في الخليج تعودنا على هذا الطرح من الوهابيين التكفيريين.. مذهبهم يكفر المقاومين المؤمنين بالله والمدافعين عن شرف وكرامة الأمة، ويمجد حكامهم.. هذا هو المذهب الوهابي السلفي التكفيري."

وقال آخر: "أين العجب من عدم نصرتنا لحزب حسن نصرالله، ألا تسمعون ما يجري على يد إخوانه في العقيدة في العراق.. من ذبح وتشنيع بأهل السنّة.. ووالله إن تمثيلهم بجثث أهاليكم تستحي اليهود من فعله.. هل تعلمون أنّهم يتقربون إلى الله بذبحكم يا أهل السنّة."

ورد ثالث: "إن ما يحصل بين العرب اليوم شيء يدعو إلى الضحك لحد البكاء.. إسرائيل وقوى الشر جميعاً متحالفة لتدمير لبنان وحرق أرضه.. أما الأنظمة العربية فهي في خلاف وتنافر، فلا موقف حقيقي، أو حتى إنساني لها، ما عدا المساعدات الطبية مقابل صواريخ الجحيم التي تطلقها إسرائيل.. فتباً للمذاهب والطائفية.. إسرائيل تقتل الشعب والأرض، والعرب يتقاتلون ويتفتتون طوائف ومذاهب.. الغرب يتقدم ويتطور، ونحن ما زلنا جامدين في قعر القهر والاستبداد الديني والسياسي وفتاوى أجهل الجهلاء."

أيمن الظواهري ونصرة المستضعفين في العالم

لا شك أن المعارك في لبنان، بين حزب الله وإسرائيل، أثارت تناقضاً عند العديد من مؤيدي تنظيم القاعدة، الذي يرفض، بل ويكفر الشيعة ويتهمهم بالتآمر مع إسرائيل "الصهيونية" وأمريكا "الصليبية".

فها هو الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، وبعد دخول المعارك في لبنان أسبوعها الثالث، وعبر شريط فيديو بثته قناة الجزيرة الفضائية، ومواقع متشددة على الإنترنت، يقول إن القاعدة لن تسكت إزاء ما يتعرض له المسلمون في لبنان وغزة، ودعا إلى نصرة المستضعفين في العالم.

وتأتي هذه الدعوة في أعقاب دعاوى كثيرة صدرت عن تنظيم القاعدة، الذي يتزعمه أسامة بن لادن، والتي اعتمدت على التحريض الطائفي، إلى درجة المطالبة بقتال الشيعة، وحزب الله منهم بالطبع.

الغريب أن هذه المعارك أوجدت شكلاً من أشكال التقارب والالتقاء في وجهات النظر بين المتشددين والوهابيين من جهة، ووجهة النظر الإسرائيلية والأمريكية من جهة أخرى، ذلك أنها دعت إلى القضاء على "حزب الله الرافضي" عند المتشددين والوهابيين و"الإرهابي" عند إسرائيل وأمريكا.

وهذا الأمر كان يتكرر في كلمات الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، أبو مصعب الزرقاوي، حيث كان يصفهم بالروافض أحياناً، وأبناء العلقمي في أحيان أخرى.

ويبدو أن دعوة الظواهري زادت الأمور تعقيداً عند البعض، عوضاً عن أن تنهي الخلاف أو تتجاوزه.. إلى حد أنها دفعت أحد رواد مواقع الإنترنت المتشددة إلى التساؤل: "كيف نقتل الروافض في العراق وندعمهم في لبنان؟"

مراقبون اعتبروا أن دعوة الظواهري الأخيرة، جاءت بعد أن خفتت الأصوات المؤيدة في الشارعين العربي والإسلامي لهذا التنظيم، الذي يحظى بدعم كبير في أوساط المتشددين في بعض دول الخليج، وبخاصة في السعودية، حيث ينتشر المذهب الوهابي.



قصص ذات العلاقة

ملاحظة : تفتح الصفحات في نافذه جديدة. CNN غير مسؤوله عن مضمون المواقع الأخرى.
البحـث
     
© 2010 Cable News Network.
جميع الحقوق محفوظة .A Time Warner Company
التي بموجبها تقدم لك هذه الخدمة.