/منوعات
 
1900 (GMT+04:00) - 20/01/09

فنادق الشريعة.. سياحة "محافظة" دون راقصات ولا كحول

فندق ''غراند حياة'' كان قد حظر تقديم الكحول لفترة

فندق ''غراند حياة'' كان قد حظر تقديم الكحول لفترة

أتلانتا، الولايات المتحدة (CNN)-- في محاولة لخدمة الطبقة المحافظة الإسلامية، بدأت مجموعة من رواد قطاع الضيافة في العالم بإنشاء فنادق تتبع قواعد الشريعة الإسلامية، فباتت هذه المنشآت صيحة تنتشر بسرعة في البلاد العربية وتطمح للوصول إلى بلاد أخرى، حتى غير الإسلامية منها كأوروبا وأمريكا وشرق آسيا.

وتتبع هذه النوعية من الفنادق قواعد إسلامية، يعتبرها البعض متشددة، كعدم تقديم المشروبات الكحولية، والحرص على توفير أطعمة "حلال"، ومنع غير المتزوجين من دخولها، بالإضافة إلى غياب برامج التسلية، كالسهرات ووصلات الراقصات التي عادة ما تستضيفها الفنادق.

وقال رئيس مجموعة "الملا للضيافة"، عبد الله الملا، الذي يعتزم إنشاء 150 فندقاً "إسلامياً"، إن نسبة السياح العرب والخليجيين "تصل إلى 10 في المائة من إجمالي السياح في العالم، ينفقون ما يعادل 12 مليار دولار"، وأضاف الملا: "زاد ثراء المسلمين في العالم، وزاد سفرهم، وطلبهم لتطبيق شريعتهم."

وكان النقاش حول هذه الفنادق قد خرج إلى العلن بقوة مؤخراً، عندما قام المالك السعودي لفندق "غراند حياة" في مصر بالفعل بتطبيق القواعد الإسلامية في فندقه، حيث أمر بالتخلص من جميع المشروبات الكحولية التي تقدر قيمتها بمئات الآلاف من الدولارات.

إلا أن وكالات السياحة في مصر أكدت أن المئات من السياح ألغوا حجوزاتهم في الفندق فور صدور القرار، ما دفع السلطات المصرية، التي خشيت من تأثير هذه الخطوة بشكل سلبي على السياحة، إلى خفض تصنيف الفندق من خمس إلى أربع نجوم، لتضطر إدارة الفندق بالتالي للتراجع عن قرارها.

وقامت تلك الإدارة بتوفير خدمة طلب المشروب إلى الغرف، وتقديمه في واحد من مطاعمها فقط.

وقال المسؤول في مؤسسة الفنادق المصرية، فتحي نور: "من واجبنا أن نعطي صورة واضحة للسياح والمسافرين، بأن مصر بلد منفتح، ولهم الحرية في فعل ما يريدون."

لكن الفنادق الإسلامية وجدت طرقاً أخرى لتعويض خسائرها الناجمة عن منع المشروبات الكحولية.

ففندق "تماني" الإسلامي مثلاً، الواقع في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، عوض عما كان سيربحه من بيع المشروبات الكحولية، عن طريق فرض رسوم إقامة باهظة. 

ورحب كل من فندق "كيمبنسكي" ومجموعة "كي إم" القابضة، بفكرة الفنادق الإسلامية، التي رأت أنها قد تحمل فوائد كثيرة، وأبدت رغبتها في إيصال المفهوم إلى أوروبا وآسيا ونيويورك، ومناطق في الشرق الأوسط.   

advertisement

يُذكر أن نسبة كبيرة من السياح العرب القادمين من بلاد محافظة يقصدون السفر لبلاد أكثر تفتحاً كمصر مثلاً، من أجل الاستمتاع بأشياء تعتبر محظورات دينية أو اجتماعية في بلادهم.

هذا الأمر قد يدفع بعض الهاربين من قيود مجتمعاتهم، إلى التفكير ملياً قبل اتخاذ قرار السفر إلى بلد توجد فيه هذه الفنادق، لأنها قد تجبرهم على الإقامة فيها بحكم تقاليد مجتمعهم.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.