0101 (GMT+04:00) - 31/01/09

أولمبياد الصين: حضور طاغ للسياسة

 

مجموعة من المشجعين الكوبيين بينما تظهر صورة غيفارا في الخلف

مجموعة من المشجعين الكوبيين بينما تظهر صورة غيفارا في الخلف

(CNN)-- لدورة الألعاب الأولمبية أهمية خاصة كما أنها تعتبر حدثا فريدا من نوعه لكن تتسبب هذه المناسبة في إثارة توترات دولية أيضا، فقبل مائة عام قاطع الرياضيون الايرلنديون الألعاب الأولمبية التي نظمت في لندن بسبب رفض بريطانيا منح ايرلندا الاستقلال.

كما دفع الغزو السوفياتي لأفغانستان الولايات المتحدة لتنظيم حملة مقاطعة للألعاب الأولمبية التي نظمت في موسكو في 1980.

وقد رد السوفيات على ذلك بشن حملة مقاطعة ضد تنظيم الألعاب الأولمبية في مدينة لوس انجلوس في الولايات المتحدة الأميركية في عام 1984.

وخلال فترة الحرب الباردة نادرا ما تم تنظيم الألعاب الاولمبية دون احتجاجات حول السياسات للدول المضيفة لها أو على مشاركة دول بعينها.

أما الألعاب الوحيدة التي مرت دون احتجاجات تذكر هي تلك التي نظمت في كل من سيؤول في كوريا الجنوبية وفي برشلونة في إسبانيا.

والحركة الأولمبية تدعو أساسا إلى السلام والإخاء بين الشعوب، حيث كانت الدويلات والدول أو القبائل والامبارطوريات تعقد هدنة حتى تقام الدورات الأولمبية.

لكن المفارقة أنّ الألعاب الحديثة التي بدأت عام 1896 باليونان تكاد لا تمر دورة  إلا وتطل السياسة برأسها.

وفي القرن الماضي عطّلت الحربان العالميتان الأولى والثانية ثلاث دورات أولمبية.

كما استغل الزعيمان النازي هتلر والفاشي موسوليني أولمبياد برلين عام 1936 وبطولة كأس العالم عام 1934 للترويج لنظاميهما، لكن الأسرة الأولمبية عاقبتهما لاحقا بتغييبهما عن دورة عام 1948.

ثمّ أطل النزاع في الشرق الأوسط في ميونخ عام 1972 بهجوم استهدف البعثة الإسرائيلية.

ثمّ قاطع الأفارقة دورة مونتريال بكندا عام 1976 بسبب التعامل مع جنوب أفريقيا العنصرية وقتذاك، وتصاعد الأمر إلى ذروته بالمقاطعة الأمريكية والغربية لدورة موسكو في سنة 1980، ورد الروس وحلفاؤهم بمقاطعة أولمبياد لوس أنجلوس بعد أربع سنوات.

مع ذلك، كانت الرياضة هي التي أعادت الدفء أو قليلا منه إلى العلاقات بين أمريكا والصين عبر كرة الطاولة، إلا أنّ أحداث التبت جعلت للسياسة حضورا طاغيا في دورة هذا العام.

فلقد أعادت الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة التبت وما ترتب عليها من صدامات عنيفة بين السلطة الصينية والمتظاهرين موضوع مقاطعة الألعاب الأولمبية التي إلى الواجهة، وأعطتها بعدا دوليا.

يذكر أنه في عام 1950 قامت الصين بغزو التبت على اعتبار أن الإقليم، حسب رأيها، جزء من الدولة الصينية منذ القرن الثالث عشر، في حين يري أهالي التبت أن الهضبة مملكة مستقلة منذ قرون عديدة.

وفي عام 1912 أعلن الإقليم استقلاله وتمتع بالحكم الذاتي حتى عام 1950 عندما غزته الصين، ليتمّ طمس حضارة التبت.

ومنذ أن اختيرت بكين لاستضافة الأولمبياد، ثارت ثائرة المنظمات الحقوقية تنديدا بسجل الصين في مجال حقوق الإنسان والإعلام.

واعتبر البعض منح الصين فرصة تنظيم الألعاب مكافأة لحفاظها على هونغ كونغ كقلب للرأسمالية العالمية عقب استعادتها من بريطانيا عام 1997.

فيما رأى البعض أنّ الأمر يتعلق بغلبة المال باعتبار ضخامة السوق الصينية.

ولذلك فقد شكلت الأحداث التي أطلقها تبتيون فرصة لتلك المنظمات لتعيد التنديد إلى الواجهة.

وتعالت الصيحات الداعية إلى مقاطعة الدورة وهي نفس الدعوة التي سبق بها المخرج العالمي الأمريكي الشهير ستيفين سبيلبرغ، الجميع بإعلانه انسحابه من العمل كمستشار فني للدورة، قائلا إنه بذلك يحتج على موقف الصين من الأحداث في إقليم دارفور السوداني.

 

إلا أن الدعوات المتزايدة للمقاطعة بلغت ذروتها عقب أحداث الشغب في التبت، فقد حض البرلمان الأوروبي زعماء الدول الـ 27 الأعضاء في المنظمة الأوروبية على التفكير في مقاطعة جماعية لافتتاح الألعاب الأولمبية.

وبات في حكم المؤكد حضور الرئيس جورج بوش الافتتاح وكذلك جزءا من الألعاب فيما يعد دعما قويا للحكومة الصينية، يعلن عنه البيت الأبيض قبل أيام فقط من انطلاقها، رغم النداءات الكثيرة من داخل الولايات المتحدة التي طالبت الرئيس الأمريكي بالمقاطعة .

وحثت السناتور هيلاري كلينتون، ومن قبلها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، بوش على مقاطعة حفل الافتتاح إذا لم تحسن الصين سجلها لحقوق الإنسان.

advertisement

كما عبر المرشح الرئاسي الديمقراطي باراك أوباما عن انزعاجه مما يجري في التبت، لكنه لم يدعه إلى مقاطعة حفل الافتتاح

ورغم دعوات المقاطعة، رأت دول أنه لا جدوى من مقاطعة الدورة، حيث إنه لا ينبغي خلط السياسة بالرياضة، فقد قال رئيس الوزراء الدنمركي أندرس فوغ راسموسن إن حكومته تعارض مقاطعة أولمبياد بكين، مؤكدًا أن ممثلين سيحضرون من الأسرة الملكية الدنمركية  والحكومة هذا الحدث، وقال "لا يجب خلط الرياضة بالسياسة."

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.