بانكوك: نواب الحزب الحاكم يتجمعون في حزب جديد

دخلت الاحتجاجات ضد رئيس الوزراء التايلاندي أسبوعها الثاني

بانكوك، تايلاند (CNN) -- أعاد نواب الحزب الحاكم الذي حلته المحكمة العلي في تايلاند الأربعاء تنظيم أنفسهم ضمن حزب جديد، في خطوة ستسمح لهم بإعادة الإمساك بالسلطة، الأمر الذي يرى الخبراء أنه سينعكس تصعيداً في الشارع، بعدما تراجع المتظاهرون خلال الساعات الماضية، سامحين بفتح مطار بانكوك.

وانضم النواب بشكل جماعي إلى حزب "بابوا تاي" الذي كانت أوساط مقربة من الحزب الحاكم قد أسسته في سبتمبر/أيلول الماضي، عندما كانت بوادر الحكم القضائي قد بدأت تظهر في الأفق.

وكان مطار بانكوك قد استقبل أولى الرحلات الجوية الأربعاء، بعد حصار المتظاهرين له لقرابة أسبوع، غير أن الأنباء عن عودة نواب الحزب الحاكم للتجمع في إطار جديد قد تثير الاضطرابات مجدداً.

وكانت المحكمة الدستورية في تايلاند قد أمرت الثلاثاء بحل حزب قوى الشعب الحاكم وحظرت على رئيس الوزراء، سومشاي وونغساوات، ممارسة أي نشاط سياسي لمدة خمسة أعوام.

وجاء قرار المحكمة إثر اتهامات للائتلاف الحاكم بتزوير الانتخابات، وفي وقت تفاقمت فيه الاحتجاجات والتظاهرات المناوئة لرئيس الوزراء، والتي توجت بالسيطرة على مطارين رئيسيين في البلاد ومنع الحركة فيهما.

ودخلت التظاهرات والاحتجاجات ضد الحكومة الحالية أسبوعها الثاني، حيث بدأت التظاهرات في السادس والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وكان المتظاهرون قد سمحوا الاثنين لنحو 37 رحلة جوية بالسفر من مطار سوفارنابومي، ومنها رحلة لطائرة دون ركاب إلى شنغهاي بالصين، بالإضافة إلى عدد من الرحلات الجوية للحجاج المسلمين المتوجهين إلى مكة لأداء فريضة الحج.

والسبت الماضي، أجبر متظاهرون يعتصمون بمطار بانكوك الدولي قوات الشرطة على التراجع بعد أن حاولت وقف مزيد من المتظاهرين من الالتحاق بالاعتصام، مما أدى إلى إصابة حركة النقل الجوي بالشلل التام.

وفرّ نحو 100 من ضباط الشرطة تاركين خلفهم تسعة حافلات تابعة لهم، سرعان ما أطلق المتظاهرون الهواء المضغوط من إطاراتها المطاطية.

وأوقف المتظاهرون سياراتهم على الطريق الرئيسية المؤدية إلى مطار سوفارنابومي، وأقاموا ما يشبه نقاط تفتيش حوله، مستخدمين سيارات متروكة هناك، وتجهيزات عادة ما يستخدمها المطار.

وتولى عشرات الملثمين الحراسة، مستخدمين عصيّ كرة البيسبول، وأخرى حديدية ومطاطية.

وقبل ذلك، أعلن مسؤول حكومي أنّ السلطات ستبدأ عملية لتطهير المنطقة المحيطة بالمطار السبت.

وكانت الخطة تقضي بأن يوقف رجال الشرطة أي شخص يدخل إلى المطار ومعه غذاء أو مياه للخمسة آلاف متظاهر الذين يتحصنون بداخله.

حواجز أقامها المتظاهرون قرب المطار

ويسعى المحتجون من حزب التحالف الشعبي من اجل الديمقراطية إلى عزل رئيس الوزراء التايلاندي سومتشاي وونغساوات، في أحدث تصعيد للأزمة السياسية التي تفجرت منذ فترة طويلة.

وبعد يوم واحد من عزل قائد الشرطة التايلاندية لسوء معالجته للاحتجاجات، قال قادة الشرطة على الأرض، إنهم لن يحاولوا إجلاء آلاف المحتجين في مطاري سوفارنابومي، ودون موانغ، بالقوة.

وقال رئيس الوزراء التايلاندي سومتشاي وونغساوات في خطاب، إنّ أعضاء التحالف الشعبي من أجل الديمقراطية المتحصنين في المطار يلحقون أضرارا فادحة بالاقتصاد، ولكنه سيتجنب استخدام العنف لإنهاء الاحتجاجات.
 
ويرفض التحالف الشعبي من أجل الديمقراطية إنهاء الاعتصام في المطارين، والذي أدى إلى إلغاء مئات الرحلات، وتقطع السبل بآلاف السائحين الأجانب، وتعطيل شحنات جوية بملايين الدولارات.

وتفاقمت الأزمة السياسية التي تشهدها تايلاند منذ ثلاث سنوات، بعد أن بدأ التحالف الشعبي من أجل الديمقراطية غير المنتخب ما أطلق عليه "معركة أخيرة" الاثنين للإطاحة بسومتشاي، الذي يتهمه بأنه "تابع" للزعيم السابق تاكسين شيناواترا.