| تقرير يشير إلى أن متقي يتوقع رداً إيجابياً على الحوافز |
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية(CNN)-- حاول الرئيس الأمريكي، جورج بوش، الأربعاء التخفيف من حدة التوتر المتزايد بين بلاده وطهران، على خلفية تسارع ترجيح وقوع ضربة عسكرية لمنشآتها النووية من قبل واشنطن أو حليفتها، تل أبيب. وأكد بوش على أن بلاده ستتابع "ضغطها الدبلوماسي" على إيران لتشجيعها على التخلي عن برنامجها المثير للجدل. وقال بوش، لقد أعلنت مراراً أن جميع الخيارات ما تزال مطروحة على الطاولة، لكن الخيار الأول بالنسبة للولايات المتحدة يتمثل في حل هذه الأزمة دبلوماسياً." الرئيس الأمريكي، الذي كان يرد على أسئلة الصحفيين، تابع بالإشارة إلى ضرورة دخول أطراف أخرى على خط التفاوض مع طهران، قائلاً: "كما أوضحت أيضاً أننا لن نكون قادرين على حل المشكلة دبلوماسياً ما لم يكن هناك أطراف أخرى على الطاولة، ومن هنا يأتي سعينا للاستعانة بالدبلوماسية المتعددة الأطراف." وبعد دقائق من إعلان بوش لمواقفه، خرج قائد الأركان الأمريكية، الأدميرال مايكل مولن، بتصريح أتى بمثابة الترجمة العسكرية لما قاله البيت الأبيض، إذ أشار إلى أن ضرب إيران، إلى جانب الحرب في العراق وأفغانستان، ستضع الجيش الأمريكي تحت "ضغط هائل." وتابع مولن بالقول: "فتح جبهة ثالثة الآن سيكون منهكاً جداً لنا.. وستكون عواقب ذلك صعبة التوقع." ولم يخفف المسؤول العسكري الأمريكي انتقاداته لطهران، بل وصفها بأنها "مركز حالة عدم الاستقرار في ذلك الجزء من العالم،" غير أنه أعرب عن أمله في أن تستعمل واشنطن "عناصر أخرى من القوة الأمريكية" وفي مقدمتها الوسائل المالية والدبلوماسية ضدها. يذكر أن مولن زار مؤخراً نظيره الإسرائيلي، الجنرال غابي أشكينازي، حيث أكد المسؤول الأمريكي أن الحديث تناول الموقف من إيران، إلا أنه رفض الدخول في التفاصيل، مكتفياً بالإشارة إلى التطرق للدعم الإيراني إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وحزب الله، واصفاً إياه بأنه "مزعزع للاستقرار." متكي يرحب بالاتصال مع أمريكا، ويتوقع رداً إيجابياً على الحوافز بالمقابل، برز موقف إيجابي من وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متقي، الذي يزور نيويورك حالياً، حيث رحّب بفكرة إجراء اتصالات بالولايات المتحدة، معتبراً أنها "خطوة جيدة لخلق فهم متبادل لدى الشعبين"، ومعرباً عن احتمال أن تنظر بلاده بالفكرة. متكي، الذي يزور الولايات المتحدة لحضور اجتماعات خاصة بالأمم المتحدة، قال في حديث للصحفيين إن بلاده "تشجع الاتصال الرياضي والأكاديمي" مع أمريكا. ويأتي موقف متقي بعد أيام عن كشف مصادر في الخارجية الأمريكية عن طرح فكرة أقامة نوع من التمثيل الدبلوماسي مع إيران عبر مكتب لرعاية المصالح الأمريكية في طهران، وهو اقتراح قال مؤيدوه إنه ما يزال في مراحله الأولية. وتمتلك إيران مكتباً مماثلاً في واشنطن، تديره عبر موظفين إيرانيين في مبنى السفارة الباكستانية، في حين ترعى واشنطن مصالحها من خلال السفارة السويسرية، ودون حضور لدبلوماسيين أمريكيين. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية أن طهران "تقدمت باقتراح" لعودة الرحلات الجوية بين إيران ونيويورك، واضعة ذلك في إطار "تسهيل تنقل العائلات الإيرانية المقيمة في الولايات المتحدة." ولربما شكل ذلك ردة فعل على إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، أن بلادها ترغب في إجراء "المزيد من الاتصال بالشعب الإيراني"، معربة عن أملها في رؤية فنانين ورياضيين إيرانيين في الولايات المتحدة. من جهتها، أعدت مجلة "تايم" على موقعها الإلكتروني دارسة مطولة عن مسار التفاوض مع طهران حول برنامجها النووي، قالت خلالها إن متقي ألمح إلى انفتاح طهران على رزمة الحوافز والعروض الجديدة المقدمة من الاتحاد الأوروبي لها لوقف تخصيب اليورانيوم. وأضاف التقرير أن متكي أعاد إحياء الأجواء الإيجابية التي كانت قد رجحت قبول طهران بالعرض، مشيراً إلى أن الأخير وصف رزمة الحوافز بأنها "بناءة،" وأن بلاده سترد عليها خلال أسبوعين. ووفقاً لبنود الاتفاق التي أوردتها "التايم" فإن الحوافز تتضمن الجوانب السياسية والإقتصادية والأمنية لإيران، وتقوم على عرض "تجميد متبادل" يقوم خلاله الجانب الإيراني بوقف زيادة أجهزة الطرد المركزي في مفاعل ناتنز، على أن يوقف المجتمع الدولي فرض العقوبات لمدة ستة أشهر. وترتكز الخطة على نقطة أساسية تتمثل بعدم الطلب من إيران التوقف فوراً عن التخصيب، وهي مسألة كان لها الدور الأكبر في إجهاض رزم الحوافز السابقة التي قدمتها الإدارة الأمريكية. ولايتي: قبول الحوافز من مصلحة إيران وعلى خط مواز، قال علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، علي خامنئي، في مقابلة صحفية إن مصلحة إيران تتمثل في قبول الحوافز الأوروبية لأن الإدارة الأمريكية ترغب أن ترى فشل هذا المسعى. وقال ولايتي إن الأوربيين يرون وجود فرصة لحل الأزمة من خلال المباحثات، بينما يريد الجانب الأمريكي أن ترفض إيران الطلب لاستغلال ذلك ذريعة لإثبات وجهة نظرة القائلة بعدم جدوى التفاوض مع طهران. |