CNN CNN

دفتريوس: مجلس التعاون بلغ الـ30 فهل يحقق أحلام شباب الخليج؟

الخميس ، 07 شباط/فبراير 2013، آخر تحديث 15:23 (GMT+0400)

الزميل جون دفتريوس، معد ومقدم برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" يقوم بتسجيل انطباعاته ومشاهداته أسبوعياً، ويطرح من خلالها، وبلغة مبسطة، رؤيته لاقتصاد المنطقة، انطلاقاً من خبرته الطويلة في عالم الصحافة الاقتصادية.

من اجتماعات قمة الكويت
من اجتماعات قمة الكويت

(CNN) -- يمكن لكل من بلغ العقد الثالث من عمره أن يدرك حجم التبدلات التي يمكن أن تجري في الحياة، إذ ويميل كل من بلغ هذه السنة إلى القيام بما يحبه، وأن يسأل نفسه ما إذا كان مقتنعاً بما وصل إليه.

وبما أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد بلغ هذه السن، فإنه يواجه الأسئلة نفسها، وما لا شك فيه أن قمة قادته الأخيرة التي عقدت في الكويت جرت في أجواء تخيم عليها أزمة نهاية العام التي تعرضت لها دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديداً خطوة حكومة أبوظبي التي تدخلت في اللحظة الأخيرة لضخ 10 مليارات دولار في أوصال جارتها دبي الاقتصادية.

ولا أتصور أن ما جرى كان من قبيل الصدفة، فمن المؤكد أن رئيس دولة الإمارات وحاكم أبوظبي، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أراد الانتهاء من هذا الملف قبل أن يسافر الكويت للقاء نظرائه في المنطقة.

لقد جرى تأسيس مجلس التعاون خلال الحرب العراقية الإيرانية، وذلك بهدف خلق مظلة اقتصادية وأمنية مشتركة، وقد ساهم المجلس في تشديد أواصر العلاقة بين دوله، على غرار النموذج الأوروبي.

ويبدو أن دول المجلس تتوق إلى إطلاق عملة واحدة، مثل اليورو الأوروبي أيضاً، وذلك اعتباراً من العام المقبل، ونحن ندرك أن دولتين من المجلس سبق لهما إعلان تخليهما عن المشروع، وهما الإمارات وسلطنة عمان.

ولم يتضح، بنهاية القمة، ما إذا كان هذا الاتحاد النقدي سيسير وفق الخطط الموضوعة له، كما لم تتوفر تفاصيل حول إمكانية الحفاظ على الرابط القديم بين عملات دول المنطقة والدولار بسبب تعدد الآراء.

وخلال إدارتي لإحدى جلسات الحوار في منتدى "فكر" السنوي بالكويت، شاركت في نقاش عميق حول العوامل الرئيسية التي يمكن لها أن تلعب الدور الأساسي في مشاريع الوحدة النقدية، وقد شدد ضيوف المنتدى الذين قدموا من أوروبا على عاملين أساسيين هما الأمن وسهولة التنقل.

وقد قام أولئك الضيوف أيضاً بإثارة دور خطة "مارشال" الأمريكية لإعادة بناء أوروبا في ظهور الوحدة بين دولها لاحقاً، وكذلك في ضم ألمانيا إلى المحور الغربي، وشرحوا كيف ساعد ذلك على ظهور الوحدة الأوروبية التي تضم 27 دولة بعد أربعة عقود من ذلك التاريخ، مشددين على أن حجر الأساس في ذلك تمثل في بناء شبكات متطورة من سكك الحديد والطرقات لتسهيل التواصل ونقل البضائع والمسافرين.

أما المشاركون العرب في الحوار، فقد أكدوا على أهمية هذه العوامل، كما تمنوا أن تكون حرب الخليج قد ساعدت على تقريب دول المنطقة من بعضها البعض.

وأنا أرى أن ذلك قد حدث بالفعل، لكن بعض أوجه التنافس القديم وتحديد أولويات محلية على حساب القضايا الإقليمية كان له تأثير سلبي على مشاريع المستقبل التي ترى الأجيال المقبلة أنها بالغة الأهمية للاستفادة من عوائد ثروات النفط والغاز.

وما يجهله البعض حول المنطقة هو أن فئة الشباب فيها كبيرة للغاية، ويرجح أن ربع السكان تتراوح أعمارهم ما بين 15 و 30 عاماً، وسيفتح هذا الأمر الباب أمام ارتفاع البطالة مستقبلاً، خاصة وأن الخليج فيه أحد أعلى معدلات التزايد السكاني في العالم.

وقد خمسة أعوام، وقّع قادة الدول العربية على اتفاقية لتعزيز التواصل التجاري بينهم وتخفيف القيود الجمركية، ولكن مع ذلك، فإن ساعات الانتظار على الحدود البرية بين الدول العربية تتراوح ما بين خمس ساعات وخمسين ساعة، ورغم الدهشة التي قد تعلو وجوه البعض لدى سماع هذه الأرقام إلا أنها حقيقية، بل إن هذا التأخير قد يحدث حتى بين الدول الخليجية نفسها.

ويعيدنا هذا الأمر إلى الموضوع الأساسي، وهو محاولة فهم السبب الذي يجعل دخول مجلس التعاون الخليجي عقده الثالث مناسبة عادية لا تنطوي على منعطفات يمكن لها أن تحقق أحلام بعض سكان دوله، لكن الأهم هو أن هناك رؤية مشتركة لدى الجميع والعقبات قابلة للتجاوز بهدف الوصول إلى توحيد الأسواق والعملة والأهداف لتوفير الفرص لكل من يحتاج إليها من سكان الخليج.



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.