CNN CNN

دفتريوس: دبي تخلد للراحة وتراقب تفتح الأزهار بالصحراء

الخميس ، 07 شباط/فبراير 2013، آخر تحديث 15:12 (GMT+0400)
دبي تراقب تطورات الأزمة العالمية
دبي تراقب تطورات الأزمة العالمية

الزميل جون دفتريوس، معد ومقدم برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" الجديد يقوم بتسجيل انطباعاته ومشاهداته أسبوعياً، ويطرح من خلالها، وبلغة مبسطة، رؤيته لاقتصاد المنطقة، انطلاقاً من خبرته الطويلة في عالم الصحافة الاقتصادية.

وفي هذا الأسبوع، يكتب جون زاويته من دبي، متناولاً تأثير الأزمة الاقتصادية فيها.

مع الانتعاش الذي عاشته أسواق المال خلال الأسابيع الماضية، وتقرير وزارة الخزانة الأمريكية حول المصارف، يرى معظم الناس أننا اجتزنا المرحلة الأصعب في الأزمة المالية العالمية، وأننا بدأنا في سلوك طريق التعافي المفروشة بالورود.

لكن الذين يعرفون التاريخ جيداً يدركون بأن علينا عدم الإفراط في التفاؤل، فخلال الركود الكبير في العقد الثالث من القرن الماضي ظن البعض أن الانتعاش الأولي الذي أعقب الأزمة سيدوم، لكن دوامة التراجع تواصلت لأربع سنوات بعد ذلك.

وخلال هذا الأسبوع، حظيت بفرصة المشاركة في مؤتمر الاستثمار الفندقي العربي الذي عُقد في دبي، وقد قابلت لاعبين كبار على الساحة، في مقدمتهم سلطان أحمد بن سليّم، رئيس شركة "موانئ دبي"، والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية، المعروف بدوره كرائد فضاء في رحلة المكوك "ديسكفري" عام 1985.

وقد تحدث كلٌ منهما أمام الحاضرين في المؤتمر، حيث قدموا تقديرات صريحة للموقف حيال الأزمة، حيث قال بن سليّم إن شركته ستتابع العمل بكافة المشاريع التي بدأت بها، غير أنها ستؤجل القيام بمشاريع جديدة، بينها برج عملاق بطول كيلومتر، كان من المقرر أن يتجاوز ارتفاعه برج دبي.

وأضاف بن سليّم، الذي يدير أيضاً شركة "نخيل" العقارية، التي استغنت عن 15 في المائة من القوة العاملة لديها: "كل ما لا يمكن تمويله حالياً سيصار إلى تأجيله."

أما في السعودية، فتظل الأجواء تميل إلى التوسع الاقتصادي، فبعد ستة أعوام من جمع الفوائض المالية، تقوم المملكة حالياً بالإنفاق بسخاء على التعليم، وكذلك على الصحة والسياحة، ويسعى الأمير سلطان إلى جذب أكبر قدر ممكن من الأموال التي ينفقها السعوديون على السياحة في الخارج كل عام، والتي تقدّر بـ15 مليار دولار.

كما تقوم الرياض بالاستثمار في مجال البنية التحتية، ومع تزايد سكان البلاد الذين تجاوز عددهم 28 مليون شخص، تخطط السعودية لبناء 22 مطاراً محلياً ودولياً، وذلك بالتزامن مع مشاريع بناء أربع مدن اقتصادية جديدة.

وخلال المؤتمر أيضاً، تحدث ماريوس ماراثيفتيس، الخبير الاقتصادي لدى مصرف "ستاندرد شارترد"، الذي قال إن الشرق الأوسط "أكثر مناطق العالم مرونة"، متوقعاً أن تتمكن المنطقة من النمو بنسبة واحد في المائة هذا العام، في حين سيسيطر الانكماش على العالم.

وقد سنحت لي خلال وجودي في دبي فرصة مراقبة الوضع الاقتصادي في البلاد، بالتزامن مع حلول فصل الصيف بحره الشديد، وقد سمعت مجموعة من المحامين وهم يقولون إن شركتهم في وضع جيد لهذا العام، لكنها قد تفشل في الاستمرار إذا استمر تدهور الأوضاع في عام 2010.

ولسوء الحظ، فإن هذا الأمر هو الحقيقة بعينها، لأن دبي ما تزال في قلب المعركة، ولا يبدو أن السنة المقبلة ستكون أفضل من هذه السنة، مع الشح الموجود على صعيد تقديم القروض في الأسواق الدولية، وحلول مواعيد سداد الديون للشركات في الخريف المقبل.

وقد سبق لعدد من المسؤولين الحكوميين أن عبروا عن ثقتهم في أن مبلغ العشرة مليارات دولار التي حصلت دبي عليها جراء طرح سندات، ستُنفق بشكل جيد، وقد كان لسلطان بن سليّم موقف مماثل ومتفائل حيال وضع شركة "دبي العالمية"، التي تحتاج لإعادة تمويل ديون بمبلغ 4.5 مليارات دولار العام المقبل.

من جهته، يبدو جيرالد لوليس، المدير التنفيذي "لمجموعة جميرا" الفندقية، واثقاً من قدرة المنطقة على مواجهة الأزمات، ويرى أن دبي تدرك الواقع الاقتصادي الذي تعيشه حالياً، لكنها تعرف أيضاً أنه كان من الممكن أن تتدهور الأمور أكثر من ذلك.

وعلى غرار الكثير من كبار العاملين في القطاع الفندقي، يحاول لوليس التعاون مع شركات الطيران، مثل "طيران الإمارات" لتنشيط العمل في مؤسسته، وهو يؤكد أن نسبة الحجوزات في غرف فنادق المجموعة كانت 97 في المائة خلال أبريل/ نيسان الماضي، لكن أسعار الغرف تراجعت 20 في المائة خلال الربع الأول من 2009.

ولدى "مجموعة جميرا"، التي تدير أيضاً فندق "برج العرب"، خططاً طموحة للتوسع، بينها ستة فنادق في الصين، جرى تأجيل بدء العمل بها حتى ربيع أو صيف العام المقبل، علماً بأن لوليس يؤكد عزم المجموعة وضع 60 مصرفاً تحت إدارتها بحلول عام 2012.

وبعد انتهاء المؤتمر، خرجت للنزهة في منطقة "الممشى" على شاطئ جميرا، والتي تمتلك إطلالة رائعة وعصرية على مياه الخليج، وتحيط بها المطاعم والمحلات، وقد وجدت الكثير من المتسوقين الذين كانوا يواصلون الإنفاق، لكن بصورة أكثر عقلانية مقارنة بالعام الماضي.

وخلال سيري، رأيت رافعة عملاقة تقوم بهدم منشأة قديمة تمهيداً لوضع أسس بناء جديد مكانها، وأعتقد أن هذا المشهد يشكل انبعاثاً جديداً للحياة في هذه المدينة، التي كانت على عجلة من أمرها، للسير قدماً خلال العقدين الماضيين، غير أنها قررت الاستراحة لبرهة لمراقبة تفتح أزهار الانتعاش مجدداً في رمال الصحراء.



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.