CNN CNN

البشير ينهي زيارته لأسمرة بجبهة ضد "دول البغي والعدوان"

الخميس ، 07 شباط/فبراير 2013، آخر تحديث 15:18 (GMT+0400)
استقبال حاشد للبشير في أسمرة
استقبال حاشد للبشير في أسمرة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عاد الرئيس السوداني عمر البشير مساء الاثنين إلى الخرطوم، بعد زيارة رسمية استغرقت عدة ساعات إلى اريتريا تمثل أول جولة دولية له منذ صدور مذكرة التوقيف بحقه من المحكمة الجنائية الدولية على خلفية جرائم وقعت بإقليم دارفور.

وقال وزير الخارجية السوداني، دينق الور، في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم، إن زيارة البشير جاءت تلبية لدعوة من نظيره الاريتري أسياس أفورقي، مشيراً إلى أن "الحشود الجماهيرية التي استقبلت الرئيس البشير في اسمرا كانت تعبر بصدق عن تضامن اريتريا حكومة وشعبا مع السودان ضد قرار المحكمة الجنائية الدولية."

من جانبه أشار محجوب فضل بدري، السكرتير الصحفي للبشير، إلى أن الزيارة "كانت فرصة لتكوين جبهة عريضة لمناهضة دول البغي والعدوان والمنظمات الدولية المشبوهة التي تسعي لتجريم السودان،" لافتاً إلى أن أفورقي "أعلن وقوف بلاده حكومة وشعبا إلى جانب السودان ضد مزاعم المحكمة الجنائية الدولية."

وأضاف أن البشير: "ثمّن الموقف الاريتري وطالب بضرورة فتح الحدود بين السودان واريتريا حتى يتمكن مواطنو البلدين من التنقل بواسطة البطاقة الشخصية باعتبار أن منطقة القرن الأفريقي منطقة تجارية فضلا عن أنها منطقة ترابط بين الشعوب." وفقاً لوكالة الأنباء السودانية.

وكان الرئيس السوداني قد وصل إلى العاصمة الاريترية، أسمرة، صباح الاثنين في زيارة خارجية هي الأولى منذ إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه بدعوى ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.

وجاءت زيارة البشير بعد قليل من إصدار هيئة علماء السودان، فتوى تدعو البشير إلى عدم السفر إلى الدوحة للمشاركة في القمة العربية التي تستضيفها العاصمة القطرية في نهاية الشهر الجاري، كما تلي تشديد مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، لويس أوكامبو، بأن البشير عرضة للاعتقال بمجرد خروجه من الأراضي السودانية.

تقرير: فتوى  تدعو البشير عدم السفر للدوحة

وكانت صحيفة "سودان تريبيون" نقلت السبت أن هيئة علماء السودان، أعلى سلطة دينية في البلاد، أصدرت فتوى تطالب من الرئيس عدم المشاركة في القمة العربية.

وقالت الهيئة إنها ترى أن الدواعي قد تضافرت على عدم جواز سفر البشير لحضور قمة الدوحة طالما أن هناك أحدا سواه يمكن أن يقوم بتلك المهمة، بدعوى أن تعرضه لخطر محتمل هو تعريض للأمة السودانية بأجمعها للخطر.

وأوردت الصحيفة أن التحرك الأخيرة جاء في أعقاب ترك مسوؤولون سودانيين الباب موارباً أمام إلغاء البشير لرحلته المقررة للدوحة.

وكانت الحكومة القطرية قد وجهت في وقت سابق الدعوة للرئيس السوداني حيث بادرت الخرطوم بتأكيد مشاركته.

أوكامبو: طرد منظمات الإغاثة يثبت الإبادة

وإلى ذلك، قال أوكامبو إن قرار الحكومة السودانية طرد منظمات دولية غير حكومية من دارفور يؤكد صواب قرار قضاة المحكمة الجنائية إصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني، وفق الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة.

وأضاف: "لقد قررت المحكمة أن اعتقال البشير ضروري لوقف الجرائم وجاء إبعاد المنظمات الدولية غير الحكومية ليؤكد صواب هذا القرار."

وقال أوكامبو إن المحكمة قررت أن عمر البشير ارتكب جرائم ترهيب ضد المدنيين في دارفور بما في ذلك الإضرار بالظروف الصحية في مخيمات المشردين داخليا، ومضى يقول: "على السودان كدولة كبيرة أن تجد حلا لاعتقال البشير ووقف الجرائم.. عليها القيام بذلك."

وأردف: وفي الوقت الراهن وفي اللحظة التي يدخل فيها البشير الأجواء الدولية يمكن اعتقاله، لقد أثبتت قصة سلوبودان ميلوسيفيتش أن البشير سيواجه العدالة سواء كان هذا بعد شهرين أو عامين، إن هذا يعتمد على الدول وتحركها، ولكن في النهاية سيمثل أمام العدالة".

واصدر قضاة المحكمة الجنائية الدولية في الرابع من آذار/مارس مذكرة توقيف دولية بحق البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية.

ورد السودان بطرد 13 منظمة إنسانية غير حكومية، بدعوى تجاوز التفويض الممنوح لها، والعمل على "سودنة" العمل الطوعي.

ومن المقرر مشاركة الرئيس السوداني في قمة الجامعة العربية في أواخر آذار/ مارس في قطر، علماً أن السودان وقطر لم يوقعا النص المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية.

هذا وقد نفى أكامبو حصوله على تعاون المنظمات الدولية غير الحكومية التي قرر السودان طردها من دارفور، وقال للصحفيين بنيويورك: "صفر..لا شيء.. لا معلومات واحدة، أنا أحترم المعايير ولم أطلب أبدا معلومات من أي من هذه المنظمات أو أية منظمة دولية أخرى تابعة للأمم المتحدة."

ومن جانبها، قالت الحكومة السودانية، وعلى لسان علي عثمان محمد طه نائب الرئيس السوداني، لدى مخاطبته المؤتمر الدوري لمؤسسات المجتمع المدني العربية أن قرار إبعاد بعض المنظات الأجنبية يعتبر قرار سيادي أملته المصلحة الوطنية، "ولن نتراجع عنه مهما كانت الضغوط"،و لن نقبل بأي تهديد أو وعيد"، وفق وكالة الأنباء السودانية، سونا.



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.