/منوعات
 
2311 (GMT+04:00) - 10/05/09

اليهود والبابا.. قلقون من موقفه "الرمادي" وخائفون مما بعده

أعد التقرير: مصطفى العرب

البابا لا يعتزم زيارة متحف الهولوكوست

البابا لا يعتزم زيارة متحف الهولوكوست

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- مع زيارة البابا بندكتس السادس عشر إلى الشرق الأوسط، أعاد عدد من المراقبين طرح الأسئلة حول ملف علاقات الفاتيكان باليهود والديانة اليهودية، والموقف الحقيقي للبابا حيال هذه القضية، خاصة وأن الفترة الفاصلة ما بين هذه الزيارة والضجة التي أثارها الأسقف ريتشارد وليامسون، بإنكاره للهولوكست، لا تتجاوز بضعة أشهر.

وقد أثارت قضية وليامسون، الذي جاءت تصريحاته بعد فترة من رفع البابا لحظر كنسي كان مفروضاً عليه، ردات فعل كثيرة، دفعت حتى بالمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، التي غالباً ما تتجنب الخوض في القضايا المتعلقة بالكنيسة، إلى الطلب من البابا رفض أفكار الأسقف علناً.

ويرى البعض أن زيارة البابا بندكتس السادس عشر إلى إسرائيل ستكون نسخة مكررة عن زيارة سلفه، يوحنا بولص الثاني، الذي كان أول بابا يزور كنيساً يهودياً، ويعترف بدولة إسرائيل، ويعتذر عن دور المسيحيين في الهولوكوست.

لكن، وبخلاف ما كانت الحال عليه مع بولس الثاني، يشعر اليهود بأن مواقف البابا الحالي ما تزال رمادية حيالهم.

وفي هذا السياق، يقول مؤلف كتاب "حكم بندكتس" ديفيد غيبسون: "نحن أمام بابا ترعرع في ظل الحكم النازي وشهد كل الأمور، وهو رجل على دراية واسعة باللغات ولديه الكثير من الخبرات، ومع ذلك فإن واحدة من أكبر مآسي القرن الماضي (الهولوكوست) تبقى غير ظاهرة في أحاديثه."

لكن الدائرة المحيطة بالبابا تنفي أن يكون له مواقف سلبية حيال اليهود، ويستدل الكاردينال ويليام ليفادا، خليفة بندكتس السادس عشر في منصب مسؤول شؤون العقيدة في الفاتيكان، على صحة ذلك بالتذكير بكتابات البابا الحالي، التي تناولت أهمية الديانة اليهودية بالنسبة للمسيحية.

من جهته، قال الحاخام جيمس روبن، مستشار شؤون الأديان لدى الهيئة الأمريكية اليهودية، إن بعض المشاكل كانت تحدث مع البابا يوحنا بولس الثاني، لكن اليهود كانوا على قناعة بأن الأخير ملتزم بحلها، بينما مع خليفته تسود حالة من "الترقب القلق" على حد تعبيره.

وتبدي أوساط يهودية قلقها من مستقبل العلاقات مع الفاتيكان بعد البابا الحالي، حيث أن مركز الثقل في الكنيسة الكاثوليكية يتحول منذ عقود نحو أفريقيا وأمريكا الجنوبية، ما يعني أن بندكتس السادس عشر قد يكون أحد آخر الأوروبيين الذين يُنتخبون لهذا المنصب.

ومن المعروف أن قيادات الكنيسة في العالم الثالث لا تشارك القيادات الغربية الحماسة نفسها حيال المسألة اليهودية، بل إن أحد الأساقفة في أمريكا الجنوبية شن قبل فترة حملة عنيفة على اليهود بدعوى أنهم "يسيطرون على الإعلام،" وفقاً لمجلة "تايم."

وفي هذا الإطار، تحدثت أبي فوكسمان، مسؤولة عصبة مكافحة التمييز الأمريكية، عن مستقبل العلاقات اليهودية - المسيحية بعد البابا الحالي، بالقول: "لن تكون اليهودية خارج جدول الأعمال فحسب، بل قد تواجه معارضة."

وأضافت قائلة: "قد يكون هناك بعض الرعونة في كيفية تعامل بندكتس مع بعض القضايا، لكننا نأمل أن يقوم بحلها ما دام موجوداً في منصبه، لأن خليفته قد لا يفعل ذلك."

ويعيد بعض الخبراء في الشأن الديني القلق اليهودي حيال مواقف البابا إلى فترة زيارته معتقل "أوشفيتز"، الذي كان مخصصاً لليهود في الحرب العالمية الثانية، حيث ألقى كلمة تجنب فيها انتقاد العداء للسامية، واعتبر أن سعي النازيين لقتل اليهود يعود إلى رغبتهم في "تمزيق جذور الإيمان المسيحي."

كما خلت كلمته من الإشارة إلى دور ألمانيا في إبادة اليهود، حيث اكتفى بالقول إن تلك الأحداث هي من مسؤولية "حلقة من المجرمين، الذين وصلوا إلى السلطة من خلال الوعود الكاذبة والإرهاب."

advertisement

وإلى جانب قضية "أوشفيتز" أثار قرار البابا بإعادة العمل بالقداس اللاتيني ريبة اليهود، خاصة وأن إحدى فقراته التي تُتلى في احتفالات الجمعة العظيمة تدعو إلى طلب "هداية اليهود."

ويشير البعض إلى ضرورة العودة لسيرة حياة جوزيف ريتزنغر، قبل أن يصبح البابا بندكتس السادس عشر، إذ أنه أدى الخدمة العسكرية الإلزامية في حقبة هتلر ضمن ما يعرف بـ"وحدات الدفاع"، وقد قام مركز "ياد فاشيم" لضحايا الهولوكوست والشرطة الألمانية بفتح تحقيق في هذا القضية، قبل أن يتم ختمه لاحقاً دون اكتشاف معلومات تشير إلى تحمّس ريتزنغر الشاب للمبادئ النازية.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.