/منوعات
 
1000 (GMT+04:00) - 12/09/09

الرقص الصوفي: دائرة تثير الجدل حول "شرعية محيطها"

الرقص بالتنورة يثير جدلا ويستقطب مريدين

الرقص بالتنورة يثير جدلا ويستقطب مريدين

(شاهد التقرير)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- من نقطة ما، من قلب حركة دورانية، وابتهالات، ومناجاة، ينبع جدل بين علماء الدين الإسلامي وجماعة المتصوفين حول شرعية رقصة يدعي القائمون عليها بأنها "وسيلة يتقربون عبرها من الله عز وجل،" متخذين من مبدأ الدوران في حد ذاته حجة لتبرير شرعيتها.

ويعمد متصوفون إلى تنظيم رقصات يرتدون فيها تنانير واسعة، ويقومون بحركة دورانية، يقولون إنها جزء من "مناجاة الخالق."

ففي وقت يعتبر فيه القائمون على تلك الرقصة بأن ارتباط التنورة بالدين ناتج عن الحركة الدورانية "تلك التي يكون فيها الراقص على اتساق مع حركة الكون،" يقول رجال دين إن "الرقص، والتصفيق، والتمايل لا أصل له في الشرع إطلاقا."

ويقول أستاذ الشريعة في جامعة الشارقة، الدكتور عثمان ضميرية "هذا كله من الأمور المحدثة والمبتدعة في الدين التي تخالف أصل الدين وتخالف كذلك الآداب والأخلاق."

إلا أن وحيد رمضان، وهو منتج سينمائي يعمل في تنسيق الحفلات، يصر على رفضه لمثل تلك الاتهامات قائلا "كلا،هي ليست بدعة، لا يمكننا القول إنها بدعة لأن فيها نوعا من التجلي، وهو من أنواع العبادة والتقرب إلى الله."

ويضيف "التقرب بالدوران والنظر إلى السماء وكأن هنالك رابط بين الفرد وربه، ومناجاة، فهو يدعو الله، والدعاء واجب فكلنا ندعو ربنا.. فمهما تزينت ومهما تزخرفت.. هي روحانية ودينية."
 
ومن جهته، يصف سيد الدسوقي، الذي تعلم الرقص الصوفي منذ أن كان ابن 12 عاما، ما يقوم به بأنه "مناجاة وتجلي وليس عبادة،" بدليل أنه "لا يقوم بتأدية التنورة بدلا عن الصلاة مثلا."

advertisement

ويعتبر راقصو التنورة أن في دورانهم "تجسيدا للفصول الأربعة،" وأن "الصلة بين العبد وخالقه تنشأ عندما يقوم الراقص أو اللفّيف، برفع يده اليمنى إلى الأعلى وخفض اليسرى إلى الأسفل متخففا من كل شيء بقصد الصعود إلى ربه."
 
وعن شعوره وهو يدور، يقول الدسوقي "هو إحساس يكون بداخلي أنا لا يمكنني وصفه إلى أي شخص آخر.. ولكن يمكنني القول إنه إحساس رائع.. أن أكون في حالة مناجاة مع ربي سبحانه وتعالى.. هذا شيء في حد ذاته عظيم."

وكان الرقص الصوفي، أو ما عرف لاحقا بالميلوية أوالتنورة نشأ من قلب الأناضول، على يد الشاعر الفارسي والفقيه الإسلامي جلال الدين الرومي، ليصل إلى الشام ومصر، حيث غمره الفاطميون بالألوان الزاهية وأضافوا آلة الناي إلى موسيقاه حتى صار ضيفا، لا بد من تواجده في أعياد المصريين ومناسباتهم.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.