0101 (GMT+04:00) - 07/02/09

إسرائيل تطلق "مرحلة ثالثة" في غزة.. وقصف مكثف على رفح

ما يقرب من ثلث القتلى ونصف الجرحى من الأطفال والنساء

ما يقرب من ثلث القتلى ونصف الجرحى من الأطفال والنساء

رفح، مصر (CNN)-- أطلقت الحكومة الإسرائيلية الأربعاء، ما أسمته "مرحلة ثالثة" لعملياتها العسكرية في قطاع غزة، في الوقت الذي قامت فيه طائراتها القتالية بقصف مكثف على مدينة "رفح"، الواقعة على الحدود مع مصر، بعد قليل من إنذار وجهته إلى سكان المدينة، طلبت منهم إخلاء منازلهم.

ولم تتوافر على الفور تقارير حول سقوط قتلى أو جرحى نتيجة القصف، الذي تسبب في تصاعد كرات من اللهب وسُحب كثيفة من الدخان، حجبت سماء المدينة، وأمكن مشاهدتها تشق ظلام الليل من الجانب المصري على الحدود.

وكشفت مصادر إسرائيلية أن الحكومة الأمنية المصغرة أعطت "الضوء الأخضر" لقوات الجيش بالدخول إلى المناطق السكنية في قطاع غزة، في الوقت الذي ألقت فيه الطائرات الإسرائيلية منشورات على مدينة رفح، طلبت من السكان مغادرة المدينة، قبل أن تبدأ بقصف عدد من المواقع داخل المدينة.

ووفقاً لما جاء في تلك المنشورات، فقد طلبت قيادة الجيش الإسرائيلي من سكان رفح إخلاء منازلهم "بدءاً من شارع البحر وحتى حدود مصر"، بزعم أن مسلحي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" يستخدمون منازل في تلك المنطقة كمخازن للأسلحة، بالإضافة إلى أنها ربما تضم أنفاقاً لتهريب الأسلحة من الجانب المصري.

وقال مسئول بوزارة الدفاع الإسرائيلية، إن وزراء الحكومة الأمنية المصغرة "أقروا مواصلة العمليات البرية، والدخول في المرحلة الثالثة، التي ستوسع إطار الهجوم عبر التوغل أكثر في المناطق المأهولة بالسكان."

جاء القصف الإسرائيلي المكثف على رفح، بعد قليل من دعوة وزارة الخارجية المصرية إلى اتخاذ الإجراءات اللأزمة لتأمين الطريق المؤدية إلى معبر رفح داخل قطاع غزة، للسماح باستمرار نقل المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في قطاع غزة.

إسرائيل تبعث وفداً للتشاور مع القاهرة بشأن التهدئة

أعلنت الحكومة الإسرائيلية الأربعاء أنها "ترحب" بالمبادرة التي اقترحتها كل من مصر وفرنسا للتهدئة في قطاع غزة، في الوقت الذي كشفت مصادر إسرائيلية أن تل أبيب سترسل وفداً إلى القاهرة خلال ساعات، للتشاور مع المسؤولين المصريين بشأن تلك المبادرة.

وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية لـCNN في القدس: "إننا نواصل حوارنا مع المصريين والفرنسيين من أجل التوصل إلى اتفاق تهدئة دائم، يضمن وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل بشكل كامل، كما يتضمن فرض حظر على تزويد (حركة المقاومة الإسلامية) حماس بالأسلحة."

وأضاف المتحدث الإسرائيلي قائلاً: "الاتصالات والحوار مستمرين، ومن الواضح أننا نريد آلية عمل في المنطقة، تتولى منع حماس من إعادة التسلح مجدداً."

إلى ذلك، أفاد مصدر رفيع في الخارجية الإسرائيلية بأن وفداً يضم كلاً من المسؤول بوزارة الدفاع عاموس غيلاد، وشالوم تورغمان، المستشار السياسي لرئيس الحكومة إيهود أولمرت، سيتوجه إلى القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأضاف المتحدث الإسرائيلي أن الوفد قد يبدأ مباحثاته مع المسؤولين المصريين اعتباراً من صباح الخميس، مشيراً إلى أن الاقتراح ما زال في مراحله الأولى.

680 قتيلاً حصيلة "العدوان" على غزة

من جانب آخر، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد ضحايا "الاعتداءات" الإسرائيلية على غزة، والتي دخلت يومها الثاني عشر الأربعاء، بلغ أكثر من 680 قتيلاً، بالإضافة إلى ما يزيد على ثلاثة آلاف جريح.

وبحسب التقديرات، التي أعلنها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، فإن ما يقرب من ثلث القتلى (30 في المائة) من الأطفال والنساء، مشيراً إلى أن تلك التقديرات لا تضمن الضحايا الذين سقطوا الأربعاء.

وأشار المكتب الأممي إلى أن ما يقرب من نصف الجرحى (45 في المائة)، الذين سقطوا نتيجة "الاعتداءات" الإسرائيلية، منذ بدء عمليات القصف الجوي لقطاع غزة في 27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، من الأطفال والنساء أيضاً.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت في وقت سابق الأربعاء، أن عملياتها العسكرية في قطاع غزة ستتوقف لثلاث ساعات يومياً، بهدف إفساح المجال أمام المدنيين في القطاع للحصول على حاجياتهم الأساسية، دون أن تحدد موعد بدء تطبيق ذلك.

كما وافقت إسرائيل الأربعاء على فتح "ممرات إنسانية" لتأمين وصول مواد الإغاثة إلى الفلسطينيين في غزة، بعد 12 يوماً من بدء العملية العسكرية التي تنفذها تل أبيب في القطاع، والتي أدت إلى مقتل 600 فلسطيني وجرح 2750 آخرين.

جاء الإعلان عن فتح هذه "الممرات" عبر بيان حكومي، نُشر على الموقع الإلكتروني لرئيس الوزراء الإسرائيلي، جاء فيه أن أولمرت "وافق على مقترحات مستشاريه" في المجال الأمني.

وذكر البيان أن الممرات ستفتح في أوقات محددة، يُسمح خلالها بوصول المساعدات، مضيفاً أن أولمرت تحدث الثلاثاء إلى وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، "لوضعها في صورة التطورات السياسية والعسكرية."

advertisement

كما تزامنت هذه الخطوة من جانب الحكومة الإسرائيلية مع انعقاد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، وهو الاجتماع الذي استغلته إسرائيل لعرض حسن النوايا، حيث أعلنت أنها ستفتح معابر إنسانية للسماح بمرور المساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة.

يأتي ذلك بعد أن أقدمت القوات الإسرائيلية على قصف ثلاث مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، التابعة للأمم المتحدة، مما أسفر عن سقوط ما يزيد على 30 قتيلاً، وجرح أكثر من 55 آخرين.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.