/الشرق الأوسط
 
1500 (GMT+04:00) - 31/01/09

عبد ربه: عباس لمجلس الأمن ولن يعود إلا بقرار "وقف العدوان"

الغارات استمرت بغزة الخميس

الغارات استمرت بغزة الخميس

غزة (CNN)-- أكد أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، أن رئيس السلطة الوطنية، محمود عباس، سيقود وفداً عربياً إلى مجلس الأمن، ولن يغادر نيويورك إلا بقرار يوقف إطلاق النار وينهي الحصار على غزة.

وأكد عبد ربه أن الوفد سيطلب بالتزامن مع ذلك إصدار قرار آخر يتعلق برفع الحصار، مضيفاً أن السلطة لا ترغب في أن تكون قضية معبر فتح محل خلاف مع المصريين والأوروبيين.

وأعرب عبد ربه عن ترحيب القيادة الفلسطينية بمقررات وزراء الخارجية العرب، غير أنه تمنى لو أن ذلك ترافق مع الدعوة لعقد قمة عربية، كما رحّب بدعوة وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، لحوار وطني عاجل وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

واعتبر القيادي الفلسطيني أن ذلك سيسمح للفلسطينيين "بالذهاب أمام العالم إلى مجلس الأمن،" واعداً بالعمل خلال الأيام المقبلة من أجل إطلاق حوار جدي.

وتناول موقف حركة حماس من الحوار قائلاً: "بعض قادة حماس يطرحون وجود ملفات تحتاج للحل قبل الدخول للحوار ونحن نقول كل طرف لديه ملفات، لكن كلها قابلة للحوار على طاولة المفاوضات، وإذا دخلنا بهذه الدوامة لن نخرج منها."

وأضاف: "أليس هناك مئات من عناصر فتح في سجون حماس؟ ونحن طلبنا الإفراج عنهم من سجني المشتل والسودانية، والصليب الأحمر نقل تحذيرات لحماس حول نية إسرائيل ضرب السجون، وجرى ضربها بالفعل، وشاهد الناس عشرات من السجناء يخرجون من تحت الأنقاض، ولا ندري من ظل تحتها."

وشن عبد ربه هجوماً عنيفاً على بعض الفضائيات العربية التي لم يسمها، قائلاً إنها حجبت صور سجناء فتح، وهمها: "أن يأكل الفلسطيني لحم الفلسطيني وأن يمزق صورة الآخر ويستبدلها بصورة العدو،" داعياً إلى: "وقف التلاعب بنا من قبل بعض الفضائيات والأنظمة والعواصم."

وختم عبد ربه بأن عباس أصدر قراراً بوقف كل الحملات الإعلامية من طرف واحد، وحظر على كل المسؤولين في السلطة أو منظمة التحرير أو حركة فتح أو أي مؤسسة رسمية الدخول في أي اشتباك إعلامي مع ممثلي حماس أو الجهاد أو أي من القوى المنضوية معهم.

وأضاف: "حتى إذا تعرضنا لحملات تشهير أو تخوين أو تكفير، فلن نرد، حتى يعود من فقد الرشد إلى رشده، ويرى أن الطريق الوحيد أمامنا هو طريق فلسطين والوحدة الوطنية والحوار.

أمريكا تعارض مشروع قرار قدمته ليبيا بمجلس الأمن

وتستمر المشاورات في مجلس الأمن حول مشروع قرار تقدمت به ليبيا بدعم عربي لطلب الوقف الفوري لإطلاق النار، غير أن الموقف الأمريكي منه كان سلبياً، حيث قال ممثل واشنطن، زلماي خليل زاد، إن نصه "غير متوازن" بينما توقعت بريطانيا أن يصار إلى التصويت عليه الأسبوع المقبل.

وقال خليل زاد، في حديث للصحفيين بعد الجلسة الطارئة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، إن بلاده تعارض المسودة التي قدمتها ليبيا، وتراها "غير مقبولة،" علماً أن المشروع الليبي "يدين بشدة" العملية العسكرية الإسرائيلية،" ويطلب من تل أبيب "الوقف الفوري للهجمات على المدنيين."

وأضاف ان الحل الأمثل للأزمة يتمثل في دعوة الأطراف المتنازعة إلى عقد اتفاق ثنائي يشمل وقفاً لإطلاق النار، إلى جانب تحديد إطار المعونات الإنسانية، ويمكن إضافة هذا الاتفاق لاحقاً إلى نص قرار يصدر عن مجلس الأمن.

من جهته، رجّح ممثل بريطانيا، جون ساورز، أن يصوّت المجلس على القرار في وقت لاحق من الأسبوع المقبل، غير أنه رأى بأن التصويت لن يتم إلا على قرار "متوازن،" مشيراً إلى أن مسودة القرار الليبي لا تلحظ إدانة الصواريخ التي تطلقها حركة المقاومة الإسلامية "حماس."

وأضاف ساورز: "التحركات الإسرائيلية سببها استفزازات حماس، من خلال الصواريخ التي كانت تطلقها على إسرائيل، ولكننا نعتقد بأن العمليات استمرت أكثر من اللازم وقد قُتل عدد كبير من المدنيين، ويجب وضع حد لذلك على الفور.

وكان مندوب طرابلس، علي العجيلي، قد حمّل إسرائيل مسؤولية تفجّر الأوضاع في غزة، وذلك من خلال الإشارة إلى استمرار الحصار على القطاع لفترة طويلة وتعرضه لعمليات عسكرية إسرائيلية.

يذكر أن ممثلة إسرائيل في المجلس، غابريلا شيليف، تحدثت خلال الجلسة، فقالت إن بلادها "لن تسمح باستهداف المدنيين من مواطنيها،" مشددة على أن تل أبيب: "ستواصل القيام بالتحركات الضرورية لحماية مواطنيها ومحاربة الإرهاب."

واشنطن: إسرائيل أكدت عدم استهداف المدنيين

وفي الولايات المتحدة، قال غوردون غوهاندرو، الناطق باسم البيت الأبيض، إن أولمرت أكد للرئيس الأمريكي، جورج بوش، بأن الغارات على غزة "تستهدف فقط حركة حماس،" وما وصفه بـ"التنظيمات الإرهابية العاملة معها في غزة،" مضيفاً أن العمل يتواصل لضمان تجنّب سقوط خسائر بين المدنيين.

وأضاف غوهاندرو، إن بوش يرغب في رؤية اتفاق وقف لإطلاق النار، لكنه يريده "قوياً وقادراً على البقاء، ومُحترم من قبل حماس."

أما غوردون ديغوب، الناطق باسم الخارجية الأمريكية، فأكد أن بلاده تواصل العمل الجدي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، منتقداً ما يتردد حول تقصير المجتمع الدولي حيال ذلك.

ونفى ديغوب أن تكون بلاده قد اطلعت على التقارير التي تشير إلى أن حركة حماس أبلغت روسيا استعدادها لوقف هجمات الصواريخ على إسرائيل، وتعهد بالضغط على كافة أطراف النزاع لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية.

وكان مجلس وزراء الخارجية العرب قد أنهى اجتماعه في وقت متأخر من مساء الأربعاء، حيث قرر المجتمعون التوجه نحو مجلس الأمن.

وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، إن مجلس وزراء الخارجية العرب "رفض محاولات التطاول أو المزايدة على الدور المصري في القضية الفلسطينية."

ورداً على سؤال حول المطالبات بسحب المبادرة العربية للسلام قال الفيصل: "لماذا نخدم مصلحة إسرائيل في هذا الإطار ونسحب المبادرة إذا أرادت إسرائيل السلام الحقيقي فالمبادرة موجودة أما إذا لم يكن ستكون المبادرة هي 'اللقمة' التي لن تستطيع إسرائيل أن تبلعها."

advertisement

وحول كيفية تعامل مجلس الجامعة العربية مع مجلس الأمن الدولي في حال رفضه عقد جلسة لبحث موضوع غزة وإصدار قرار بوقف إطلاق النار قال الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، إن إسرائيل في كل الأحوال "لا تحترم القرارات الدولية ومسلكها حتى الآن يشير إلى تحديها لكل ذلك."

 وأضاف موسى قائلا: "عملنا الآن على أن نتقدم كمجموعة عربية بطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن للنظر في موضوع غزة وإصدار قرار بشأنه والالتزام بتنفيذه."

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.