نتنياهو قد يخلف أولمرت برئاسة الحكومة الإسرائيلية
القدس (CNN)-- اختار الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، زعيم حزب الليكود اليميني، بنيامين نتنياهو، لتشكيل الحكومة الجديدة، وذلك وفق ما أكدته أوساط في مكتب بيريز لشبكة CNN الجمعة، وذلك في خطوة كانت شبه مؤكدة بعد أن أعلن رئيس حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان، انحيازه لصالحه.
وسيكون أمام نتنياهو مهلة ستة أسابيع لجمع تحالف حزبي في حكومته قادر على تأمين الأكثرية في البرلمان، وذلك في وقت يرى فيه بعض الخبراء أن خيار دخول الرئيس المكلف في ائتلاف عريض مع تسيبي ليفني، زعيمة حزب "كاديما" التي تفوقت عليه بفارق ضئيل في الانتخابات النيابية يبقى قائماً.
وكان نتنياهو قد نال دعماً قوياً الخميس، من زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، مما جعله الأقرب لتولي رئاسة الحكومة الجديدة بمواجهة ليفني.
وفيما قال ليبرمان، وهو يميني أكثر تشدداً، إنه يوصي بتكليف نتنياهو لرئاسة الحكومة الجديدة، فقد ربط ذلك في الوقت نفسه، بوعد من رئيس حزب الليكود بالعمل على تشكيل حكومة تستند إلى تحالف أكثر توسعاً، حسبما ذكر متحدث باسم مكتب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز.
وفي الانتخابات البرلمانية التي جرت الأسبوع الماضي، لم يتمكن أي من الأحزاب الإسرائيلية من الفوز بالحد الأدنى من المقاعد التي تمكنه من تشكيل الحكومة منفرداً، أي 61 مقعداً، مما فتح الباب أمام تلك الأحزاب للدخول في تحالفات مشتركة لتشكيل الحكومة الجديدة.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن ليبرمان، الذي التقى الرئيس الإسرائيلي الخميس، قوله إن الأوضاع الاقتصادية والسياسية السائدة، والتهديدات الأمنية التي تواجهها الدولة العبرية، تستوجب تشكيل حكومة واسعة بمشاركة الأحزاب الثلاثة الكبرى، في إشارة إلى "كاديما" و"الليكود" و"إسرائيل بيتنا."
ودعا ليبرمان كل من نتنياهو وليفني إلى الجلوس معاً للعمل على وضع الخطوط العريضة للحكومة الجديدة، مشدداً في الوقت نفسه على معارضته تشكيل حكومة "تناوب"، أو حكومة "على نطاق ضيق" من أحد الحزبين، معتبراً أن حكومة بهذا الشكل "لن تكون قادرة على اتخاذ خطوات سياسية جدية."
وكان نتنياهو قد تلقى في وقت سابق دعماً من زعيم كتلة "شاس" الدينية، إيلي يشاي، خلال لقاء الأخير مع الرئيس الاسرائيلي، الذي بدأ مشاورات مع قادة الأحزاب في وقت سابق الأربعاء، للاتفاق على شكل الحكومة الجديدة، وما زال أمام بيريز ستة أيام قبل اتخاذ قراره بتكليف رئيس الحكومة الجديد.
وبذلك، أصبح نتنياهو أقرب المرشحين لخلافة رئيس الوزراء "المستقيل" إيهود أولمرت، حيث قال في وقت سابق، إن حكومة إسرائيلية بقيادة حزب "الليكود"، هي الوحيدة القادرة على ضمان بقاء مرتفعات الجولان تحت سيطرة إسرائيل، وعدم تقسيم مدينة القدس.
وأعاد التأكيد على أن "القدس لن تقسم مجدداً، وجاملا (الاسم العبري التاريخي للجولان) لن تسقط مجدداً.. ستظل بأيدينا فقط في حال فوز الليكود، وسنغادرها حال فوز كاديما"، بحسب ما نقلته صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية.
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد حصل حزب كاديما، وهو حزب وسط يميني أسسه آرئيل شارون عام 2005، على 28 مقعداً، وهي النسبة نفسها التي يحتلها الحزب في الكنيست الحالي، مقابل 27 مقعداً لليكود، أي ضعف مقاعده التي يحتلها في الكنيست الحالي، إذ يحتل حالياً 12 مقعداً فقط.
أما حزب إسرائيل بيتنا، الحزب المتهم بمواقفه العنصرية تجاه الفلسطينيين والعرب في إسرائيل، والذي يقوده ليبرمان، فاحتل 15 مقعداً، بزيادة 3 مقاعد عما يحتلها حالياً.
وتراجع حزب العمل، بقيادة وزير الدفاع الحالي إيهود باراك، الذي كان يشغل 18 مقعداً في الكنيست المنتهية ولايته، فخسر 5 مقاعد، واحتل 13 مقعداً في الكنيست الجديدة.
وكشفت صحيفة "هآريتس" الإسرائيلية باقي النتائج، مشيرة إلى أن حزب شاس، وهو حزب اليهود الشرقيين، حصل على 11 مقعداً، و"يهوديت هتوراه"، الذي يمثل تحالفاً لعدة أحزاب لليهود الغربيين، على خمسة مقاعد.
وحصلت القائمة العربية الموحدة على 4 مقاعد، وحداش على 4 مقاعد، وحزب بلد على 3 مقاعد، بينما حصل ميرتس، وهو حزب يساري، على 3 مقاعد.