/الشرق الأوسط
 
1800 (GMT+04:00) - 13/04/09

"حماس" ترفض التزامات منظمة التحرير والاعتراف بإسرائيل

شعث يأمل في أن تثمر الجهود المصرية الجمعة

شعث يأمل في أن تثمر الجهود المصرية الجمعة

القاهرة، مصر (CNN)-- قال نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ورئيس وفد الحركة في لجنة الحكومة بمؤتمر "الحوار الوطني الفلسطيني"، الذي يُعقد في القاهرة، إن السبت سيكون الموعد الأخير لاجتماعات اللجان الخمس (الأمن والانتخابات والحكومة والمصالحة الوطنية ومنظمة التحرير)، لتنقل الأمور التي لم تنجز لرؤساء الوفود.

وأضاف شعث أن مصر اقترحت صيغة جديدة، وبموجبها تسلم اللجان الخمس العمل السبت للجنة العليا السادسة، من أجل إتمام المناقشات، في حين أشارت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى أن الخلاف يتركز حول المعتقلين، و"المرجعية المؤقتة" بانتظار معالجة ملف منظمة التحرير، إلى جانب رفض الحركة التزام الاتفاقيات الماضية، التي تنطوي على اعتراف بإسرائيل.

وقال شعث إنه ما من حاجة لبقاء حوالي مائتي شخص ممن يعملون في اللجان، وأن الأمور ستقتصر عقب انتهاء اجتماع اللجان الخمس على 13 رئيس وفد، واثنين أو ثلاثة من المستقلين، بالإضافة لوفد المخابرات العامة المصرية، أما بقية الوفود فستغادر مصر.

ولفت شعث إلى وجود ثلاث مسائل ما تزال عالقة، وهي تحديد ما إذا كانت حكومة الوحدة ستشكل من مستقلين أم من الفصائل، إلى جانب البرنامج السياسي الذي ينص على الالتزام بما التزمت به منظمة التحرير الفلسطينية، بالإضافة إلى تحديد موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية المتزامنة، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية.

وحول طبيعة الأجواء التي سادت اجتماعات اللجان، قال شعث: "صحيح أنها أجواء صعبة، لكنها إيجابية، والمهم أن لا أحد يريد أن يفشل هذا الحوار، لأن لا مصلحتنا ولا شعبنا ولا أمتنا تقتضي إفشاله، بل تستدعي إنجاحه،" مضيفاً أنه تم تحديد  22 مارس/آذار الجاري لانتهاء عمل اللجنة الإشرافية العليا على أمل حل المسائل العالقة، ليتم بعد ذلك البحث في آليات تطبيق الاتفاق على أرض الواقع.

بالمقابل، كشف رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد، أن حركة "حماس" طرحت في لجنة الحكومة العودة لبرنامج حكومة الوحدة الوطنية، معتبراً أن ذلك لا يساهم بإنجاح عمل الحكومة الانتقالية، باعتبار أن البرنامج الماضي لم ينجح "بفك الحصار" عن الشعب الفلسطيني وعن حماس نفسها.

وتابع: "كنت خلال عملي في حكومة الوحدة الوطنية أشعر بالضيق عندما يأتي مبعوث أوروبي أو أميركي يلتقي معي ويرفض لقاء وزير من حماس، ونحن نريد أن يلتقي المبعوث مع الحكومة كحكومة، وليس مع شخص فلان وتنظيمه، وبالتالي نحن نبحث عن حل جذري لهذه المسألة."

من جانبها، حذرت "حماس" من تأثير ما قالت إنها "شروط" قد تفرضها حركة فتح، على مجريات الحوار وعلى برنامج الحكومة، وقال فوزي برهوم، المتحدث باسم الحركة "حماس"، إن هناك "بعض الاشتراطات من قِبل فتح على برنامج الحكومة المقبلة كالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية، والتي تتضمن الاعتراف بإسرائيل، وبشروط الرباعية، وهذا ما ترفضه حركة حماس."

أبو مرزوق وقريع يتحاوران بالقاهرة

أبو مرزوق وقريع يتحاوران بالقاهرة

وأشار إلى أن هناك محاولة من قِبل حركة فتح تتمثل في "التهرب من ملف المعتقلين السياسيين، والتهرب مما تعهدت به حركة فتح أمام مصر والفصائل الفلسطينية في 26 فبراير/ شباط الماضي بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين بين يدي مجريات الحوار،" وفقاً للمركز الفلسطيني للإعلام.

وأضاف: "بالتالي الإبقاء على المعتقلين السياسيين، وتهرب فتح من هذا الملف، وتنصلها من التزامات القاهرة يخلق أجواء سلبية أمام مجريات الحوار ويعيقها، وفتح ما زالت ترفض تشكيل مرجعية وطنية عليا مؤقتة تشرف على إعادة انتخاب مجلس وطني فلسطيني جديد لحين الانتهاء من ملف منظمة التحرير."

وكانت محادثات الفصائل الفلسطينية قد اتجهت إلى المزيد من التعقيد الجمعة، فقد اعترف رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية بصعوبات يواجهها الحوار الوطني الفلسطيني، مقراً كذلك بوجود ثغرات وعقبات.

وقال عباس رداً على أسئلة للصحفيين بعد وضع حجر الأساس لمركز درويش الثقافي، في رام الله، بالضفة الغربية: "لا نريد أن نقول إن هناك ثغرات وعقبات، والمفاوضات صعبة وتحتاج إلى جهد وإرادة ونوايا حسنة ورغبة حقيقية للمصالحة الوطنية الفلسطينية، ونتمنى للمفاوضين النجاح"، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."

وفي الإطار عينه، قال شعث آنذاك إن الحوار "يمر بلحظة حرجة، ويواجه صعوبات جدية في قضايا رئيسية"، مثل موقف حكومة التوافق المزمع تشكيلها.

وكانت جلسات الحوار الوطني بين الفصائل الفلسطينية قد انطلقت في العاصمة المصرية الأربعاء، وعلى رأسها حركتي فتح وحماس، كبرى تلك الفصائل، وبمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، ومدير الاستخبارات المصري عمر سليمان، الذي افتتح جلسات الحوار.

وفي كلمته أمام المشاركين، قال وزير الخارجية المصري إن تراجع وتآكل الدعم الدولي للقضية الفلسطينية أمراً محزناً، مشيراً إلى أن "المقاومة لإنهاء الاحتلال إنما هي عمل سياسي."

أما عمر سليمان فقال إن وجود "حكومة توافقية غير فصائلية قادرة على التواصل مع كل العالم لفك الحصار، والوصول لحل للمشاكل الفلسطينية. وهذا يتطلب أن يكون أعضاء الحكومة من ذوي الكفاءات العالية."

advertisement

وأشار إلى أن الجامعة العربية ستتابع ما يتفق عليه في الحوار، وعبر عن أمله في أن تنجر اللجان الخمسة مهامها بسرعة.

يذكر أن رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض، قدم استقالته إلى رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، السبت، مبرراً ذلك  بأنه يريد دعم الجهود المبذولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية في الأراضي الفلسطينية.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.