/الشرق الأوسط
 
2000 (GMT+04:00) - 03/04/09

الصبي محمد.. أنقذته أمريكا.. وعاد للخوف في العراق

محمد يقف حيث قبر ابنة عمه

محمد يقف حيث قبر ابنة عمه

الفلوجة، العراق(CNN)-- "ما زلت أسمع صوت صراخها" .. هذا ما قاله الصبي العراقي محمد رسول، وهو يشير إلى رصيف كان يجلس عليه مع ابنة عمه عندما انفجرت سيارة مفخخة، ما أدى إلى مقتل ابنة عمه، وفقدانه ساقه اليمنى.
 
محمد ذو الـ14 عاما الآن، يرتجف فزعا وهو يقف على الشارع الذي نشأ فيه في مدينة الفلوجة التي مزقها العنف، ويعترف بأنه يخاف من وقوع انفجار آخر.

وكانت شبكة CNN التقت محمد للمرة الأولى قبل عامين، حيث كان آنذاك على عكازين.. ومضى في رحلة مضنية لقبر ابنة عمه ليسقي شجرة زرعها هناك، للفتاة التي قتلت في 13 أكتوبر 2006، بعمر 6 سنوات.  

 قصة محمد جذبت اهتمام الصندوق العالمي للإغاثة الطبية، وهو هيئة خيرية مقرها الولايات المتحدة، وخلال أشهر كان محمد ووالدته جنان محمد، في طريقهما إلى أمريكا في تجربة غيرت حياتهم ونظرتهم للأشياء من حولهما.

وتقول والدة محمد: "قبل أن اذهب إلى أمريكا، كنت لا أعرف غير هذه التي دمرت بيوتنا وحياتنا وأضرت بنا.. ولكن عندما ذهبت هناك، قوبلت بكثير من الإنسانية والتعاطف."

وفي مستشفى شراينر للأطفال في بنسلفانيا، تم تركيب ساق اصطناعية لمحمد، وللمرة الأولى منذ عامين، راقبت الأم ابنها يقف دون مساعده، وعيناها غارقتان في الدموع.
 
وتقول الأم: "حياة ابني تغيرت.. فقد كان يرقب الأطفال وهم يلعبون ويركضون ويشعر بالحزن وهو يقفز بساق واحدة.. أما الآن، فإنه يمشي طويل القامة.. ويشعر بثقة كبيرة."

وعندما عاد محمد إلى العراق، كانت هناك احتفالات بهذه المناسبة، وجاء الأقارب بهدف مشاهدة محمد وهو يمشي.. والجميع يريد أن يعرف كيف كانت الحال في أمريكا.

ويقول محمد: "كان الجميع في غاية السعادة.. وكانوا يحدقون في قدميّ، وكأنهم لا يصدقون أنني أستطيع المشي."

ولكن، وبعد أن جرب الحياة دون خوف في الولايات المتحدة، يعود محمد الآن إلى الفلوجة، حيث الشوارع ما تزال تحمل ندب العنف والحرب.

ويقول محمد إن مخاوفه من تفجير آخر هي الآن أكثر من ذي قبل.

advertisement

ويضيف محمد: "أشعر بخوف كبير.. سيشير الناس إلي قائلين: انظروا، لقد كان في أمريكا.. وكما تعلمون، يقتل ناس هنا من أجل .. إن أسوأ يوم في حياتي كان عندما عدت إلى العراق".

ورغم كل المخاوف، ما زال محمد يقوم برحلته اليومية إلى قبر ابنة عمه، ويسقي الشجرة ويدعو بالرحمة لها ولنفسه.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.