/الشرق الأوسط
 
1800 (GMT+04:00) - 26/05/09

تحليل: بروز حزب الله قد يهز أسس سلام أوباما الشرق أوسطي

لبنان.. ملصقات لمرشحي الانتخابات المقبلة في شوارع بيروت

لبنان.. ملصقات لمرشحي الانتخابات المقبلة في شوارع بيروت

لبنان، بيروت (CNN) -- منذ تولى باراك أوباما مهام منصبه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، بذل مساعي للحديث بشكل مباشر إلى العالم الإسلامي، حتى كلمته التي ألقاها في حفل تنصيبه، وجه رسالة جديدة ومختلفة من الولايات المتحدة.

وقال في كلمته التي ألقاها في العشرين من يناير/كانون الثاني الماضي: "وإلى العالم الإسلامي، نحن نسعى للمضي قدماً بصورة جديدة قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل."

وأضاف: "وإلى أولئك الزعماء في مختلف أنحاء العالم، والذين يسعون لبذر النزاعات أو يلومون الغرب بسبب ما تعانيه مجتمعاتهم، فاعلموا أن شعوبكم ستحاكمكم على ما تبنونه لا ما تدمرونه."

وفي الشهر المقبل، سيلقي أوباما بخطاب طال انتظاره للعالم الإسلامي من العاصمة المصرية، القاهرة.

وسيتناول خلاله الأوقات العصيبة في لبنان، وذلك قبل أيام من الانتخابات التي ستشهدها البلاد، والتي قد تهزّ أسس محاولات أوباما للوصول إلى الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.

إذ قد تفرز نتائج الانتخابات اللبنانية المقبلة سيطرة لحزب الله، الذي يعد أحد أقوى الجيوش في المنطقة، وبالتالي قيادة الحكومة اللبنانية المقبلة، وذلك بمساعدة زعيم المعارضة المسيحية، أو التيار الوطني الحر، الجنرال ميشال عون.

فقد أعلن عون، الذي تلوى أكثر مما تتلوى السمكة خارج الماء، أنه سيتحالف مع كتلة 8 آذار (مارس) بقيادة حزب الله.

وهذا التحالف سيمنح الكتلة الأغلبية التي تريدها للسيطرة على البرلمان اللبناني بعد انتخابات السابع من يونيو/حزيران المقبل.

وشهد لبنان خلال الفترة الماضية العديد من حوادث العنف، ومنها الحريق الذي أتى على مكتب تابع للتيار الوطني الحر قبل أيام قليلة، إلى جانب الاعتداءات التي طالت ملصقات المعارضة وغيرها من الحوادث.

ورغم أن هذه الحوادث ليست ذات شأن كبير بالمقاييس اللبنانية، كما هو الحال في العديد من الحوادث، التي اتسمت بالدموية، لكنها، وبحسب وصف أحدهم: "تذكير مخيف لأحداث مايو/أيار الماضي."

ويقصد ما قام به أنصار حزب الله من استعراض للقوة، وسيطرتهم على شوارع بيروت، وهو الحادث الذي شكل أسوأ مظاهر العنف في لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية في العام 1991.

ورأى العديد أن هذه الأحداث هي تحرش بزعيم كتلة 14 آذار (مارس)، سعد الحريري، ما يعني تقديم تنازلات سياسية كبيرة لحزب الله من أجل أعادة النظام إلى بيروت.

ووصف الأمين العام لحزب الله ما حدث في 7 مايو/أيار 2008 بأنه "يوم مجيد منع حال دون وقوع حرب أهلية."

وبحسب مراسل CNN، كال بري، فإنه في ذلك الوقت، "لم أعتقد أن مسلحي حزب الله سيفرضون سيطرتهم على نصف العاصفة اللبنانية، لكنهم فعلوا ذلك إلى أن خضعت لهم الحكومة، فانسحبوا إلى الضاحية الجنوبية، وسمحوا بعودة الحياة إلى طبيعتها في الأحياء الثرية (نسبياً) خلال فصل الصيف."

وبصرف النظر، فقد شكلت تلك الحادثة استعراضاً للقوة لم ينساها اللبنانيون.

والاقتراب من موعد الانتخابات اللبنانية، الشهر المقبل، يشبه تلك الحالة تقريباً، وفي الأوقات المثالية، ما يشكل السلوك البيروتي الغريب.

فقد اتهم حزب الله كلتة الحريري بإعادة اللبنانيين العاملين في الخارج إلى لبنان لمحاولة قلب نتائج الانتخابات لمصلحتهم، وأي شخص يتوجه إلى مطار بيروت، يمكنه أن يشاهد هؤلاء العائدين من دول المهجر، كالبرازيل وكندا والولايات المتحدة الأمريكية.

وكان الحريري قد وصل إلى قمة الهرم السياسي تقريباً إثر اغتيال والده، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، عام 2005، وهو الاغتيال الذي حمل الكثيرون من اللبنانيين مسؤوليته لسوريا، التي كانت تهيمن على لبنان سياسياً وعسكريا منذ الحرب الأهلية.

وأسفرت عملية الاغتيال عن اندلاع احتجاجات واسعة النطاق، أدت في نهاية المطاف إلى إجراء انتخابات ودخول الحريري الشاب المعارض لسوريا إلى البرلمان وانسحاب القوات السورية من لبنان، فيما أنكرت سوريا مسؤوليتها عن الاغتيال.

ويبدو أن المد يتحول مرة أخرى في لبنان، وهذه المرة لمصلحة حزب الله.

فقبل 3 سنوات، دخل حزب الله، المدعوم من سوريا وإيران، في معارك عنيفة مع القوات الإسرائيلية، لكن الأخيرة فشلت في إضعاف بنية حزب الله.

ومنذ ذلك النصر على إسرائيل، أصبح حزب الله في نظر مؤيديه "المدافع عن لبنان."

لذلك ماذا سيحدث في الثامن من يونيو/حزيران المقبل، عندما يستيقظ العالم ويرى حزب الله المتحالف مع ميشال عون في جانب الأغلبية، ويرى كتلة 14 آذار (مارس) بقيادة الحريري في جانب المعارضة؟

عندما فازت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الانتخابات التشريعية في غزة في يناير/كانون الثاني عام 2006، وصفها الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر بأنها انتخابات "حرة ونزيهة"، إلا أن هذا لم يؤثر في تخفيف قبضة إسرائيل على القطاع، ودخلت حركتا فتح وحماس في اقتتال داخلي في شوارع غزة.

هل الأوضاع تختلف عما هو الحال في لبنان؟ أم ربما يكون الوضع أسوأ من هذا؟

إن الظروف السياسية في لبنان تتحول بعد شهور من تحول مماثل في إسرائيل، فالمقترعون في الدولة العبرية، دعموا بأغلبية أحزاب اليمين والأحزاب المحافظة، وفضلوها على الأحزاب المعتدلة، ما أدى إلى صعود بنيامين نتيناهو إلى سدة الحكم.

وينظر العرب إلى نتنياهو باعتباره من الصقور، ويتفوق على سلفة، إيهود أولمرت، الذي أمر بشن حرب ضد حزب الله في العام 2006، والتي أسفرت عن سقوط ما يزيد على 3000 صاروخ على إسرائيل.

advertisement

ولكن كيف لرجل مثل نتنياهو أن "يبيع" سكان شمال إسرائيل فكرة الأمن والأمان وهم على بعد أمتار من دولة يحكمها حلفاء حزب الله؟

وربما يكون هذا الوضع هو ما يدفع العالم العربي إلى الاستماع عن كثب إلى خطاب أوباما الذي سيلقيه في الرابع من يونيو/حزيران المقبل في العاصمة المصرية، القاهرة، وذلك ليسمعوا ما إذا كانت الولايات المتحدة ستؤيد الديمقراطية، وما يترتب عليها.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.