/الشرق الأوسط
 
1300 (GMT+04:00) - 25/07/09

لبنان: بري رئيسا للبرلمان والأمير مقرن وفريد الأطرش لنيابته

من موفد موقع CNN بالعربية: مصطفى العرب

 

نبيه بري رئيسا للبرلمان اللبناني للمرة الخامسة

نبيه بري رئيسا للبرلمان اللبناني للمرة الخامسة

 بيروت، لبنان (CNN)-- أعاد مجلس النواب اللبناني الخميس انتخاب زعيم حركة أمل، نبيه بري، رئيساً للبرلمان بأغلبية 90 صوتاً، وذلك في الجلسة المخصصة لانتخاب رئيس للبرلمان ونائبه وهيئة المجلس.

وما أن أعلنت النتيجة، حتى بدأ بري بتلاوة كلمته، فيما سمعت في أرجاء العاصمة أصوات رشقات ومفرقعات نارية، احتفاء بفوزه للمرة الخامسة على التوالي رئيسا للمجلس النيابي. 

وجاء انتخاب بري، وهو أحد الأركان الشيعية للمعارضة، بعد موافقة أقطاب في الغالبية النيابية، بينهم الزعيم السني، سعد الحريري، والدرزي، وليد جنبلاط، وقد اختار النواب فريد مكاري نائباً لبري، وهو من قوى الغالبية، وسط بروز أوراق تحمل أسماء تنطوي على تعليقات ساخرة، أبرزها الأمير مقرن بن عبدالعزيز، رئيس المخابرات السعودية، والفنان الراحل فريد الأطرش. 

وبدأت الجلسة بحضور رئيس الوزراء الحالي، فؤاد السنيورة، والوزراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية، ورئيس الاتحاد البرلماني العربي أحمد العيسائي. 

واستهلت الجلسة، التي ترأسها رئيس السن، النائب عبد اللطيف الزين، بتلاوة أسماء النواب المنتخبين، وفقاً لوكالة الأنباء اللبنانية. 

يشار إلى أن نبيه بري كان آخر من دخل قاعة المجلس حيث جلس إلى جانب النائب سعد الحريري. 

وبعد تلاوة المادة 44 من الدستور اللبناني، والمواد 1 و2 و3 و11 و13 من النظام الداخلي، أكد النائب الزين أن "توافقنا هو مصدر قوتنا"، داعياً إلى "الخروج من خنادق الخصومات إلى رحاب المصالح الوطنية، ومن التراشق بالاتهامات إلى سلام الكلمة الطيبة." 

ثم بدأت عملية الاقتراع لانتخاب رئيس المجلس النيابي، والتي حصل فيها بري على أغلبية 90 صوتاً، في حين نال مكاري 74 صوتاً. 

وأشارت وكالة الأنباء اللبنانية إلى أن عدد أوراق الاقتراع بلغ 127 ورقة، وبعد فرزها نال بري 90 صوتاً، و28 ورقة بيضاء. 

ونال النائب عباس هاشم 3 أصوات، وورقة كتب عليها لا أحد، وورقة كتب عليها المجلس سيد نفسه، وأخرى باسم عقاب صقر، وورقة باسم غازي يوسف، وواحدة باسم الراحل صبري حمادة. 

وألقى بري بعد انتخابه كلمة شكر فيها الذين انتخبوه، وتوجه نحو الذين صوتوا بورقة بيضاء احتجاجاً على سياسته أو على استمراره في منصبه منذ عام 1992، بالقول: "أشكر الذين صوتوا لي، أما الذين وضعوا أوراق بيضاء فأنا أكيد أنهم بعد 4 سنوات سيصوتون لي." 

وعدد بري الجلسات التي انعقدت في عهد المجلس النيابي السابق والتشريعات التي صدرت عنه، وأعرب عن أمله في التوصل الى اصدار قانون انتخاب يعتمد النسبية، كما دعا إلى إنشاء وزارة خاصة بالتخطيط والتصميم وإلغاء كل المجالس والهيئات، وصياغة قانون عصري للأحزاب، ومتابعة تنفيذ قوانين الخصخصة. 

وأثنى بري على دور المقاومة في التحرير مشددا على رفض التوطين، وقال:"لمجلس معني بتحرير أجزاء لبنان التي يحتلها العدو الاسرائيلي ووقف العدوان الاسرائيلي على لبنان باحترام القرار 1701"، الذي أنهى مواجهت يوليو/تموز 2006 بين حزب الله وإسرائيل.

وحض على "تعزيز دور الجيش اللبناني ودعم المقاومة باعتبارها حاجة ضرورية طالما أن إسرائيل تهددنا وتلجأ للعدوان ولا تعمل إلا من أجل العدوان. إن تحدي التوطين على ضوء ما يخطط له نتنياهو يدعونا إلى العمل على المحافظة وتقوية عناصر وحدتنا كشعب وجيش ومقاومة." 

وبرز في انتخاب بري ومكاري كثرة الأوراق البيضاء من جهة، ما يظهر رغبة بعض القوى في الاعتراض دون تعطيل الانتخاب، إلى جانب بروز الترشيحات الساخرة، مثل الصوت الذي ناله الرئيس الراحل صبري حمادة، لرئاسة المجلس، إلى جانب الأصوات التي نالها كل من الأمير مقرن بن عبدالعزيز، رئيس المخابرات السعودية، والفنان الراحل فريد الأطرش والفنان زياد الرحباني لمنصب نائب الرئيس، وهو ما أثار ضحك النواب. 

ومن المقرر أن يرفع مجلس النواب بعد انتهاء الجلسة المخصصة لانتخاب الرئيس ونائبه وهيئة المجلس، إلى رئيس الجمهورية تقريراً بالنتائج مع الأسماء الكاملة للكتل النيابية تمهيداً لبدء الاستشارات الملزمة التي سيتحدد بموجبها هوية رئيس مجلس الوزراء. 

وكان النائب سعد الحريري، رئيس قوى الأكثرية النيابية في لبنان، قد أكد أنه سيدعم اختيار بري، لولاية جديدة في جلسة الانتخاب، واضعاً قراره في سياق الحفاظ على "الاستقرار ومصلحة السلم الأهلي"، الأمر الذي يحسم هوية رئيس البرلمان المقبل. 

وجاء قرار الحريري لينهي الجدل حول الخيار الذي سيتخذه الزعيم السني حيال منصب رئاسة مجلس النواب الذي يعود للشيعة، خاصة وأن تأخير إعلان القرار فتح الباب أمام تحليلات ذهب بعضها إلى طلب "ضمانات" من بري، الذي شاركت عناصر تابعة له في اقتحام أحياء سنية من بيروت في مواجهات مايو/ أيار 2008، فيما لوح بعضها الآخر باستبداله، بحسب مراقبين. 

advertisement

ونفى الحريري وجود خلافات بين قوى الأكثرية على خلفية قراره بدعم ترشيح بري، معتبراً أن تلك القوى "تتفق على أمور وتختلف على أخرى،" وذلك في إشارة منه إلى التحفظات العلنية التي عبرت عنها القوى المسيحية في تحالف الأكثرية حيال إعادة انتخاب بري. 

وكانت بعض القوى المسيحية، قد ذكرت الخميس أنها ستضع أوراق بيضاء، تعبيراً عن تحفظها على إعادة انتخاب بري.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.