لبنان: الرئيس سليمان يكلف سعد الحريري بتشكيل الحكومة

الحريري ''الابن'' يقرأ الفاتحة لوالده وبجواره السنيورة

بيروت، لبنان (CNN)-- كلف الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان رسمياً السبت، النائب سعد الدين الحريري، زعيم كتلة "المستقبل" النيابية، بتشكيل حكومة جديدة، خلفاً لحكومة رئيس الوزراء "المنتهية ولايته" فؤاد السنيورة.

وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية "وطنية" أن النائب الحريري وصل إلى القصر الجمهوري في "بعبدا" بعد ظهر السبت، واجتمع على الفور مع رئيس الجمهورية، الذي أبلغه بمرسوم تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة.

جاء قرار تكليف الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة، بعدما قام العماد سليمان باستطلاع آراء أعضاء مجلس النواب، حيث حصل على تأييد 86 نائباً، وفقاً لما ذكرت الوكالة الرسمية.

كما جاء مرسوم التكليف بعد سلسلة من الاجتماعات عقدها الحريري مع عدد من "خصومه" السياسيين السابقين، من بينهم الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، حيث اتفقا على "أهمية التهدئة وتغليب منطق الحوار."

وكذلك، فقد أعلن رئيس مجلس النواب، نبيه بري، عن تأييده لترشيح الحريري لرئاسة الحكومة، بعدما أعلنت "قوى الأكثرية" تأييدها لهذا الترشيح، وهو ما يعني أن سيحظى بالغالبية داخل مجلس النواب.

وكان تحالف "قوى 14 آذار"، الذي يُعد الحريري (39 عاماً)، أحد أبرز قياداته، قد فاز بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، حيث حصل على 71 مقعداً من مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 128 مقعداً.

ودخل الحريري معترك الحياة السياسية حديثاً، وتحديداً بعد اغتيال والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، في 14 فبراير/ شباط 2005، وهي العملية التي شكلت نقطة تحول في التاريخ السياسي للبنان.

وفي أعقاب تكليفه برئاسة أول حكومة لبنانية بعد الانتخابات التي جرت مطلع يونيو/ حزيران الجاري، وجه الحريري كلمة تعهد فيها بالعمل على تشكيل حكومة "قادرة على الوقوف صفاً واحداً" لإعادة تحريك الاقتصاد، وفي خدمة المواطن اللبناني، وفي وجه "تهديدات إسرائيل"، التي وصفها بـ"العدو" في أول خطاب رسمي له.

وأضاف رئيس الوزراء اللبناني "المكلف" قائلاً: "هذه هي الحكومة التي سأعمل منذ هذه اللحظة على تشكيلها، بكل انفتاح ونية حسنة واحترام للدستور والنظام الديمقراطي، وإنني لن أوفر أي جهد، لسد طريق المخاطر، وفتح آفاق الفرص أمام لبنان واللبنانيين."

وتابع قوله: "أعلن أمامكم جميعاً، أنني لن أبخل على وطني لبنان، القيام بأي خطوة تفتح أمامه طريق الاستقرار وإعادة الاعتبار للدولة والنظام الديمقراطي، وتجديد الثقة باتفاق الطائف"، معتبراً أن "القضية الراهنة أكبر من موضوع تشكيل حكومة وتوزيع حصص وحقائب"، وإنما "تتعلق بمصير وطن، في لحظة إقليمية تكاد أن تكون الأخطر والأكثر دقة في تاريخ المنطقة."

وبعد ذلك توجه الحريري "الابن" لزيارة ضريح والده، حيث التقى هناك برئيس الوزراء "المنتهية ولايته" فؤاد السنيورة، وعدد من أعضاء كتلة "المستقبل" النيابية.

كما صدر عن المكتب الإعلامي للحريري بياناً دعا فيه اللبنانيين إلى "ضرورة اعتماد الأسلوب الحضاري في أية مظاهر احتفالية، بعد تكليفه تشكيل الحكومة العتيدة، والابتعاد نهائياً عن إطلاق النار ابتهاجاً، لأنه من الجرائم التي يعاقب عليها القانون، إضافة إلى كونها ظاهرة لا تمت إلى الأسلوب الحضاري بأي شكل من الأشكال."