/الشرق الأوسط
 
1000 (GMT+04:00) - 30/07/09

أوباما: من حق العراقيين الاحتفال بانسحاب القوات الأمريكية

أوباما خلال زيارته للعراق ولقائه الجنود الأمريكيين

أوباما خلال زيارته للعراق ولقائه الجنود الأمريكيين

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الاحتفالات التي شهدتها الشوارع العراقية، ابتهاجا بانسحاب القوات الأمريكية من المدن، "خير شهادة على التضحية التي قدمتها تلك القوات في البلاد."

وقال أوباما خلال اجتماع في البيت الأبيض، الثلاثاء، إن الانسحاب "يعني أن مستقبل العراق الآن في أيدي أبنائه وقياداته،" مضيفا أن "من حقهم جميعا الاحتفال."

لكن الرئيس الأمريكي حذر من "أوقات صعبة،" تنتظر العراقيين، مؤكدا أن بلاده ستدعم كل ما من شأنه أن يجعل العراق "ذا سيادة، ومستقرا، ومعتمدا على ذاته."

وقد أكمل الجيش الأمريكي سحب كافة وحداته القتالية إلى خارج العاصمة، بغداد، كما هو مقرر الثلاثاء 30 يونيو/حزيران، مع الالتزام بتقديم الدعم والإسناد للقوات العراقية، وسط مظاهر احتفالية واسعة ومخاوف، في ذات الوقت، مما قد يحمله الانسحاب الأمريكي.

وفي بغداد احتفل المواطنون بالانسحاب وتفاوتت آراؤهم بين من شكك في قدرة القوات العراقية على حفظ الأمن، ومن رأى في الانسحاب فرصة للقوات العراقية لإثبات قدرتها على معالجة الأوضاع الأمنية.

وبدت مظاهر الفرح والاحتفال واضحة في شوارع بغداد والمحافظات، وعلقت اللافتات والعلم العراقي على واجهات الأبنية والدور، احتفاء بتسلم القوات العسكرية العراقية مهام الأمن في البلاد بعد انسحاب القوات الأمريكية.

وقالت المواطنة عواطف جواد: "مشاعري هي ذاتها التي تنتاب أي عراقي.. أشعر بالتحرير والحرية عندما لا أرى أي جندي أمريكي يقف في شارع عراقي."

وبدورها قالت هناء عبدالحسن: "من غير الأمريكان، نحن نخشى بعضنا البعض، والآن مع مغادرتهم سنزداد خشية، نعرف أن الأمريكيين كانوا يحولونهم (دون تحديد من هم) عنا، والآن لا ندري ما سيحدث."

وأوضح المتحدث الرسمي باسم الداخلية العراقي، اللواء عبد الكريم خلف، أن الحكومة ألغت عطلات جميع قوات الشرطة ووضعتها في حالة تأهب قصوى قبيل انسحاب القوات الأمريكية، كما جرى تشديد الإجراءات الأمنية في أنحاء العاصمة حيث أغلقت قوات الجيش والشرطة الطرق وفتشت السيارات تفتيشا دقيقا.

ومن جانبه قال الناطق باسم البنتاغون، جيوف موريل، لحشد صحفيين في واشنطن، إن الانسحاب الأمريكي لا يتسم بالنمط التقليدي، إذ بدأ الجيش في سحب قواته القتالية من المدن منذ أشهر، وأكملوا الانسحاب بحلول يومي السبت والأحد.

وتأتي عملية الانسحاب تنفيذاً لبنود الاتفاقية الأمنية المبرمة بين الحكومتين الأمريكية والعراقية، والتي تقضي بانسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية بنهاية يونيو/ حزيران 2008، ثم الانسحاب الكامل من العراق في 2011.

وحذر رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، إن الإرهابيين مازالوا يستهدفون وحدة العراق وشعبه ويحاولون إعادة الطائفية من جديد، من خلال القيام بعمليات إرهابية.

وكان المالكي قد ترأس الأحد اجتماعاً لخلية الأزمة ضم كبار الضباط في وزارتي الدفاع والداخلية إضافة إلى وزيري الداخلية والدفاع ووزير الدولة لشؤون الأمن الوطني.

وأكد رئيس الحكومة العراقي أن الطائفية انتهت، وأن اليوم بدأت السيادة.
وشهد العراق خلال الأيام العشرة الماضية سلسلة من الهجمات استهدفت المدنيين، وأوقعت أكثر من مائتي قتيل، وأدى انفجار سيارة مفخخة الاثنين إلى مصرع تسعة رجال شرطة عراقيين.

إلا أن الناطق باسم البنتاغون أكد قدرة القوات العراقية على احتواء العنف، الذي قال إنه بلغ أدنى مستوياته "في  تاريخ الصراع."

وكانت القوات الأمريكية قد توغلت إلى داخل العاصمة بغداد في إبريل/نيسان عام 2003، بعد أقل من ثلاثة أسابيع من بدء الغزو الأمريكي الذي أطاح بنظام الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين.

وجزم الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، بضرورة الغزو لإيقاف النظام العراقي من تطوير أسلحة كيماوية وبيولوجية ونووية، وإمكانية تقديم أسلحة الدمار الشامل تلك إلى أيدي جماعات إرهابية.

advertisement

وبعد الغزو، فشل الأمريكيون في العثور على تلك الأسلحة، ليجدوا أنفسهم في مواجهة عدد من الحركات المسلحة، يقف ورائها أنصار الرئيس السابق من البعثيين، والجهاديين السنة بقيادة تنظيم القاعدة، ومليشيات شيعية مسلحة بقيادة رجل الدين المناهض للأمريكيين، مقتدى الصدر.

ولقي أكثر من 4300 جندي أمريكي مصرعهم في العراق منذ الغزو.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.