/العالم
 
الاثنين، 21 كانون الأول/ديسمبر 2009، آخر تحديث 15:00 (GMT+0400)

واشنطن تنفي تحذير الصين من ضربة إسرائيلية ضد إيران

واشنطن تحذر إيران من عقوبات مشددة عليها

واشنطن تحذر إيران من عقوبات مشددة عليها

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- وجهت الولايات المتحدة تحذيرات شديدة اللهجة إلى إيران، هددتها فيها بالدفع نحو فرض عقوبات "فائقة الشدة" على المستوى الاقتصادي عليها، وذلك بعد ساعات من صدور قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي، يتضمن انتقادات شديدة إلى إيران، بسبب إصرارها على المضي قدماً في برنامجها النووي المثير للقلق.

وقال مسؤول في البيت الأبيض رفض الكشف عن اسمه، إن واشنطن "تجد نفسها ملزمة بوضع حزمة جديدة من الإجراءات،" نافياً في الوقت عينه الأنباء التي تشير إلى أن الصين وافقت على القرار بعد تحذير أمريكي من ضربة إسرائيلية ضد طهران، في وقت انتقدت تقارير إيرانية قرار الوكالة الدولية، معتبرة أنه مؤشر على "استسلامها" أمام الضغوط الغربية.

وذكر المسؤول الأمريكي أن أهمية قرار الوكالة الدولية ينبع من واقع أنه جاء نتيجة تصويت الدول الخمس الكبرى زائد ألمانيا إلى جانبه، ما يدل على أنه يحظى بدعم كامل العواصم المؤثرة في القرار الدولي، بما في ذلك تلك التي تربطها علاقات صداقة مع إيران، مضيفاً أن على طهران التنبه إلى هذه "الرسالة الواضحة"

ونفى المسؤول أن يكون للخطوات الأمريكية المرتقبة تأثيرات سلبية على الشعب الإيراني الذي قال إنه يعاني أصلاً جراء القمع الممارس ضده من قبل النظام منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة وما أعقبها من احتجاجات، مضيفاً أنه بلاده ما تزال مصرة على مقاربة جديدة تشمل "الانخراط" في مباحثات مع إيران.

ورفض المسؤول تأكيد صحة التقارير التي ذكرت أن ممثلين عن الولايات المتحدة دفعوا الصين إلى الموافقة على القرار بعد تحذيرها من نية إسرائيل تنفيذ ضربة عسكرية بقرار منفرد ضد منشآت إيرانية.

ولكنه ألمح إلى وجود "عواقب" لتعنت إيران عبر قوله: "آخر ما يحتاجه الشرق الأوسط اليوم هو المزيد من عدم الاستقرار في ظل التحديات التي يواجهها حالياً، ولكن استمرار تعنت إيران سيقودنا بهذا الاتجاه."

من جانبها، قالت وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية، إن مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية تبنى قرارا يدين إيران على أنشطتها النووية "استسلاما للضغوط التي مارستها ضده أمريكا وحلفاؤها في الغرب."

أما وكالة مهر شبه الرسمية أيضاَ، فنقلت عن مندوب إيران لدى الوكالة، علي أصغر سلطانية، قوله إن طريقة إعداد تقرير مدير عام الوكالة الدولية، محمد البرادعي "يتناقض مع ميثاق هذه الوكالة" لأنه "يتضمن تفاصيل فنية سرية واسعة النطاق أوجدت لدى الجميع ممن طالعوا التقرير من دبلوماسيين وعامة شبهات ومتاهات كثيرة."

كما أكد سلطانية "عدم وجود أي سبب منطقي وقانوني لتعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم ومشروع مفاعل المياه الثقيلة اللذان يتطابقان مع ميثاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومعاهدة حظر الانتشار النووي،" مضيفاً أن بناء منشآت فوردو "يأتي من باب الاحتياط ودعما لمنشآت نتنز التي تتعرض دوما للتهديدات العسكرية."
 
وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد قراراً جديداً الجمعة، يتضمن انتقادات شديدة إلى إيران، بسبب إصرارها على المضي قدماً في برنامجها النووي المثير للقلق، كما يطالب طهران بوقف العمل في منشأة "فوردو" النووية، قرب مدينة "قم"، وهو المفاعل الذي كشفته عنه إيران مؤخراً.

ومن بين ممثلي 35 دولة يشكلون مجلس محافظي الوكالة الذرية، صوتت 25 دولة لصالح القرار، الذي تقدمت به مجموعة (5+1) التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا، في خطوة تعكس مدى قلق المجتمع الدولي من أن يكون البرنامج النووي الإيراني يتضمن أهدافاً عسكرية.

جاء التصويت على القرار وسط انتقادات حادة، وجهها مدير عام وكالة الطاقة الذرية، محمد البرادعي، أثناء تقديم تقريره النهائي لمجلس محافظي الوكالة حول المفاوضات مع إيران، بقوله إن "محاولات الوكالة لجمع الحقائق اللازمة عن البرنامج النووي الإيراني، وخطة الخروج من الأزمة، وصلت إلى طريق مسدود."

وترفض إيران خطة وضع مسودتها البرادعي، وتبنتها مجموعة (5+1)، تقضي بأن ترسل إيران حوالي 75 في المائة من اليورانيوم منخفض التخصيب لديها إلى روسيا وفرنسا، حيث يتم تحويله إلى وقود خاص لمفاعل في طهران ينتج نظائر طبية.

ويعني الرفض الإيراني إحباط هدف ست قوى عالمية، هي بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وروسيا والصين، لخفض مخزونات إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب، إلى أقل من الكمية اللازمة لصنع رأس حربي نووي.

والأسبوع الماضي، جددت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تحذيراتها إلى إيران بشأن برنامجها النووي، في الوقت الذي أعرب فيه البرادعي، عن أمله في تسوية الملف النووي الإيراني قبل نهاية العام الجاري.

advertisement

ورداً على تصريح لوزير الخارجية الإيراني، منوشهر متقي، ذكر فيه أن طهران لن ترسل اليورانيوم لتخصيبه في الخارج، قالت الوزيرة الأمريكية إنها لا تعتبر تلك التصريحات "موقفاً نهائياً."

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، قامت مجموعة من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة جديدة لمفاعل "فوردو" النووي، الواقع بالقرب من مدينة "قم" الإيرانية، وفقاً لما أكد مسؤولون بالوكالة الدولية لـCNN، في خطوة من شأنها تخفيف قلق الغرب إزاء المنشأة السرية، التي كشفت عنها السلطات الإيرانية مؤخراً.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.