/العالم
 
0900 (GMT+04:00) - 22/04/09

خبير: إستراتيجية أوباما لـ"تصفية" القاعدة وطالبان محكومة بالفشل

أوباما يرى التحدي الحقيقي في أفغانستان

أوباما يرى التحدي الحقيقي في أفغانستان

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- شكك مختص في الشؤون السياسية في إمكانية نجاح إستراتيجية الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الجديدة حيال أفغانستان وباكستان في شقها السياسي، وذلك بسبب عدم تقديمها لحلول ناجعة للقضاء على تمركز عناصر تنظيم القاعدة وحركة طالبان في باكستان.

وقال الخبير السياسي في شؤون آسيا والباحث في ملف تنظيم القاعدة، بيتر بيرغن، إن سياسة أوباما حيال المنطقة "محكومة بالفشل" إذا استمر الشلل السياسي في باكستان وواصل الجيش إدارة الشأن الأمني والتعامل مع منطقة القبائل التي باتت خاضعة لسيطرة التنظيمات المتشددة بشكل عسكري، دون إيلاء أهمية لمطالب سكانها المعيشية.

ويشير بيرغن إلى أن الجيش الباكستاني وحكومة إسلام أباد لم يشرحا بصورة وافية للشعب خططهما لمواجهة القوى المتشددة، كما لم يقدما أسباباً مقنعة لذلك.

ويلفت بيرغن، صاحب كتاب "أسامة بن لادن الذي أعرف: التاريخ المروي لزعيم القاعدة" إلى أن الانتخابات الأخيرة أثبتت توجه الناخبين الباكستانيين بعيداً عن خيارات التنظيمات المتشددة، التي تراجعت حصتها التمثيلية من 11 إلى اثنين في المائة بالبرلمان فقط.

غير أنه شدد على أن الحل العسكري لم يجد نفعاً، حيث قاتل الجيش الباكستاني الحركات المتشددة في إحدى مناطق القبائل عام 2005، لكن المعارك انتهت بسيطرة ما يعرف بـ"طالبان باكستان" على كامل المناطق القبلية، ومد نفوذها على كامل الأراضي المتاخمة لأفغانستان، وصولاً إلى بيشاور.

وحض بيرغن الحكومة والجيش في باكستان على الخروج بمقاربة أمنية وخدماتية لمناطق القبائل تسمح بمواجهة تنظيم القاعدة وحركة طالبان، باعتبار أن هناك مئات آلاف اللاجئين الذين فروا من المنطقة وهم بحاجة لمساعدة، ورأى أن دون إصرار وخطة باكستانية واضحة لمواجهة القاعدة في البلاد، فإن إستراتيجية الولايات المتحدة حيال أفغانستان وباكستان ستكون "محكومة بالفشل."

وكان أوباما قد كشف الجمعة عن إستراتيجية جديدة لـ"تصفية" قادة ومسلحي تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان" في أفغانستان، داعياً في الوقت نفسه الحكومة الباكستانية إلى القيام بدورها لإلحاق الهزيمة بمن وصفهم بـ"المتشددين."

ووصف الرئيس الأمريكي في كلمة نقلتها شبكة CNN من البيت الأبيض، تنظيم القاعدة بأنه "مرض سرطاني" يهدد المجتمع الباكستاني من الداخل، ويجب على إسلام أباد أن تكون "شريكاً قوياً" لملاحقة تنظيم القاعدة وإلحاق الهزيمة بها، مشيراً إلى معلومات استخباراتية تفيد أن زعيم التنظيم، أسامة بن لادن، والرجل الثاني أيمن الظواهري، متواجدان حالياً في باكستان.

كما طلب أوباما من الكونغرس سرعة الموافقة على مشروعي قرارين بتوفير مخصصات مالية إلى كل من أفغانستان وباكستان، موضحاً أنه طلب توفير خمسة مليارات دولار على مدى خمس سنوات، لتعزيز البنية الأساسية في أفغانستان، مشيراً إلى أنه سيطلب أيضاً من المانحين زيادة مساعداتهم إلى كابول.

كما أوضح الرئيس الأمريكي أنه طلب أيضاً من الكونغرس الموافقة على مشروع قرار بزيادة المساعدات الأمريكية إلى باكستان، بمعدل ثلاثة أضعاف، لتصبح 1.5 مليار دولار سنوياً على مدى خمس سنوات، قائلاً إن هذه المساعدات لدعم الديمقراطية في إسلام أباد.

وتابع في كلمته المتلفزة، بينما كانت على يمينه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، وعلى يساره وزير الدفاع روبرت غيتس، أنه أمر بإرسال 17 ألف جندي أمريكي إضافي إلى أفغانستان، قائلاً إن هؤلاء الجنود سيعملون على "نقل الحرب إلى مواقع المتشددين."

كما أشار إلى أنه بصدد إرسال أربعة آلاف جندي آخرين، لتولي مهام تدريب قوات الأمن الأفغانية، وزيادة قدراتهم لملاحقة المسلحين في مناطق الحدود، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه سيطلب من قادة دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، زيادة حجم قواتهم في أفغانستان.

وكان مسؤولون أمريكيون قد ذكروا في وقت سابق الخميس، أن الرئيس أوباما يخطط لإرسال أربعة آلاف جندي إضافي إلى أفغانستان، مع مئات من الخبراء المدنيين، في محاولة لمواجهة ما يعتبره "التحدي الرئيسي"، الذي تواجهه القوات الأمريكية في الدولة الآسيوية.

وفي منتصف فبراير/ شباط الماضي، أقر أوباما إجراء زيادة كبيرة على عدد القوات الأمريكية العاملة في أفغانستان تقدر بنحو 17 ألف عنصر، بناء على طلب من قائد القوات الأمريكية بأفغانستان، الجنرال ديفيد ماكيرنان، الذي يتولى أيضاً قيادة القوات الدولية.

وقال أوباما حول هذا القرار: "إن هذه الزيادة ضرورية لتحقيق الاستقرار في أفغانستان، التي تشهد تدهوراً في الأوضاع الأمنية، والتي لم تتلق الاهتمام الإستراتيجي الكافي، ولا التوجيه والموارد التي تحتاجها بصورة عاجلة."

وأضاف "إن حركة طالبان تستعيد قوتها ونشاطها في أفغانستان، كما أن مؤيدي وأنصار تنظيم القاعدة يشنون تمرداً مسلحاً ويهددون أمريكا من ملاذهم الآمن على طول الحدود الباكستانية الأفغانية."

advertisement

وكانت الإدارة الأمريكية قد راجعت مؤخراً العديد من المقترحات حول السياسة الأمريكية في أفغانستان، بما فيها مراجعة قدمها الجنرال ديفيد بيتريوس، القائد الأمريكي في المنطقة.

ومن المقرر أن تتجه هذه الزيادة في القوات الأمريكية، إلى جنوب أفغانستان وبالقرب من الحدود مع باكستان، بهدف رئيسي هو وقف تدفق المقاتلين الأجانب عبر الحدود.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.