دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- شكك فاهان زانويان، الرئيس التنفيذي لمصرف الطاقة الأول، في صحة الكثير من الأرقام المعلنة حول احتياطيات النفط لدى منظمة الدول المنتجة "أوبك،" معتبراً أنها أرقام قديمة وغير علمية، وقد وضعت في الأساس لأسباب تتعلق بسعي كل دولة لزيادة حصتها الإنتاجية.
واعتبر زانويان، في حديث لبرنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN،" أن مشروع العراق لرفع إنتاجه إلى 12 مليون برميل خلال عقد قابل للتحقق، إن تمكنت بغداد من حل عقبات لوجستية متعلقة بالبنية التحتية، مضيفاً أن المانع الأساسي لتطور إنتاج النفط الإيراني مرتبط بطبيعة بيئة الأعمال في ذلك البلد أكثر من العقوبات الدولية.
ولدى سؤاله عن أسعار النفط الحالية ووجود ما يبررها اقتصادياً على مستوى الطلب قال زانويان: "المستويات السعرية ما بين 70 إلى 80 دولاراً للبرميل باتت عادلة على المستويين المتوسط والبعيد."
لكن زانويان اعتبر أن الزيادة الحالية في الطلب ليست وليدة النمو الاقتصادي بل عمليات التخزين قائلاً: "على الأمد القصير، أعتقد أن كميات كبيرة من النفط المباع حالياً، وهي تفوق الطلب العالمي، تذهب لصالح عمليات التخزين على أمل ارتفاع الأسعار مع النمو الاقتصادي المقبل."
وأعرب رئيس مصرف الطاقة الأول الذي يتخذ من البحرين مقراً له أن الأسعار مستقبلاً ستتحدد "بناء على التصحيحات المرتقبة في العرض وليس في الطلب،" في إشارة إلى وصول الإنتاج بمرحلة ما إلى قدراته القصوى.
وعن حقيقة الاحتياطات النفطية الموجودة اليوم لدى دول "أوبك،" قال زانويان: "هذا سؤال صعب، لا أظن أن كميات الاحتياطي قد تحددت أو أعلنت عبر التاريخ بأسلوب علمي في دول أوبك."
وأضاف: "عندما جرى وضع نظام الحصص النفطية للإنتاج في المنظمة قبل أربعة عقود كانت الكميات المسموحة لكل دولة مرتبطة بحجم احتياطها، ولذلك بالغ البعض في تحديد ما يمتلكه من كميات ليتمكن من زيادة الإنتاج، وهذه الأرقام لم تخضع لتدقيق في وقت لاحق، وبالتالي نحن ننطلق من بيانات مشكوك فيها."
وتابع زانويان بالقول إنه متأكد من أن "أوبك" تمتلك حالياً النسبة الكبرى من احتياطي النفط في العالم، بينما تمتلك السعودية الاحتياطي الأكبر داخل المنظمة، إلى جانب وجود كميات كبيرة وواعدة في العراق، غير أن أضاف أن "تحديد الكميات بأرقام أمر صعب."
وعم خطط العراق الطموحة لزيادة إنتاجه من النفط من 3 ملايين برميل إلى 12 مليون برميل خلال عقد، قال: "لو أن الأمر مرتبط بالاحتياطيات الموجودة فحسب فهذا ممكن، ولكن في الأمر جانب لوجستي وآخر يتعلق بالنية التحتية، وإذا تمكن العراق من تجاوز هذه التحديات عندها قد يتمكن من الوصول إلى حاجز 12 مليون برميل."
أما عن إيران وتأثير العقوبات على قدراتها الإنتاجية فقال زانويان: "أعتقد أن المشكلة الأساسية في إيران التي تحول دون تطوير العمل هو القوانين الموجودة التي تصعب العمل، وإذا تمكنت إيران من تغيير ذلك واجتذاب الشركات الكبرى لتمكنت من تجنب (تأثير) العقوبات."
يذكر أن أسعار النفط ما تزال عند مستويات 80 دولاراً رغم القلق الاقتصادي في أمريكا والغرب، وقد سبق لعدة دول تتصدر قائمة المنتجين أن أعربت عن رضاها لهذا الأمر.