/اقتصاد
 
الأربعاء، 03 شباط/فبراير 2010، آخر تحديث 12:00 (GMT+0400)

سخرية التاريخ: لعنة ناطحات السحاب تترافق مع الأزمات

برج خليفة يرتفع لأكثر من 800 متر

برج خليفة يرتفع لأكثر من 800 متر

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- تبرز في التاريخ دائماً مفارقات غريبة، تتعلق بطموح البشر وترافقه مع أحداث مؤسفة، وهو أمر يصفه الناس بـ"سخرية الأقدار،" ومنها على سبيل المثال ما لفت إليه البعض على هامش افتتاح "برج خليفة" في إمارة دبي الذي يعتبر المبنى الأكبر في العالم.

وتكمن السخرية كما يشير البعض إلى أن تزامن هذا الافتتاح مع الأزمة المالية التي تمر بها إمارة دبي والعالم ليس فريداً من نوعه، بل إن التاريخ يدل على أن العالم عاش أزمات اقتصادية قاسية في كل مرة كان خلالها البشر يفتتحون ما يوصف بأنه "أكبر مبنى" على وجه الأرض.

وقال محللون إن المرة الأولى التي حدثت فيها هذه المفارقة كانت عام 1907، عندما جرى افتتاح مبنى "سينغر" في نيويورك، وتزامن ذلك مع حدوث حالة "ذعر اقتصادي" كلف أسواق المال في تلك الفترة مبالغ طائلة.

أما أزمة "الركود الكبير" التي جرت بين 1929 و1934 فقد تخللها بدء وانتهاء مشاريع بناء أعلى ناطحات السحاب في الولايات المتحدة آنذاك، وخاصة "أمبير ستيت" في نيويورك ومبنى "كرايسلر."

وخلال فترة "الركود التضخمي" الذي عاشته الولايات المتحدة والكثير من الدول المتقدمة بين 1972 و1974، بنيت مجموعة من أعلى ناطحات السحاب، بينها برجا التجارة العالمية، ومبنى "سيرز."

وفي ذروة أزمة الاقتصاد الآسيوي التي شهدت انهيارات متتابعة في ما يعرف باقتصاديات "النمور" عام 1998، افتتحت ماليزيا برج "بيتروناس" المزدوج.

وكان المحلل الاقتصادي كريستوفر راثيك أول من لاحظ هذه المفارقة في مقال كتبه عام 1980 عن مشاريع بناء ناطحات السحاب في العاصمة اليابانية طوكيو، وتبعه عام 1999 المحلل أندرياس لورنس في هونغ كونغ، الذي كتب بحثاً عن عنوان "مؤشر ناطحات السحاب" ربط فيه بين الأزمات وتزايد ظهورها.

وبالنسبة "لبرج خليفة" في دبي تحديداً، فقد كان قرب افتتاحه بالنسبة للمؤمنين بهذه النظرية بمثابة دليل واضح على اقتراب الأزمة، وهذا ما كتبه المحلل الاقتصادي مارك ثورنتون، الباحث في جامعة "أوبرن" في مقال يعود لعام 2007، عندما كان الاندفاع الاقتصادي في ذروته دون وجود دليل على اقتراب الأزمة.

advertisement

وقال ثورنتون آنذاك إن الأزمة قد تكون محصورة في الإمارات، لكن الأحداث أظهرت لاحقاً أن العالم كان على أعتاب أزمة كبيرة بدأت مثل كرة الثلج في أعقاب سقوط أسواق الرهن العقاري.

ويقول ثورنتون إن الأمر ليس فيه خرافات، وإنما يقوم على تحليلات علمية، مفادها أن بناء الأبراج الشاهقة غالباً ما ينتج عن الفقاعات العقارية التي تشجع ظهور مثل هذه المشاريع العملاقة، وبالتالي غالباً ما يتزامن افتتاح تلك الأبراج مع نضوج الأزمات في تلك الفقاعات.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.