رجح مختصون ارتفاع أسعار النفط خلال فترة الصيف
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بعد استكانة استغرقت زهاء عام، يتوقع اقتصاديون استئناف أهم السلع الأساسية في العالم، تسلقها للأعلى حيث يتوقع أن يصل برميل النفط إلى 100 دولار هذا الصيف، على أبعد تقدير.
ويرى المراقبون أن سبب القفزة الكبيرة المتوقعة لأسعار النفط المتوقع تعود إلى الطلب المتزايد من البلدان النامية، التي تقترب من ذات وتيرة التوسع التي استبقت الانهيار المالي في 2008.
وقال ديفيد بامفري، نائب رئيس برنامج الطاقة والأمن القومي بمركز الدراسات الدولية والإستراتيجية بواشنطن: "التعافي الآسيوي يقبل سريعاً، وتقوده الصين والهند."
وبدوره، ذكر الخبير الاقتصادي، بيتر ترتزاكيان من "ARC فاينانشيال كورب" شركة استثمار في مجال الطاقة بمحفظة أصول قدرها 2.8 مليار دولار: "سوق النفط يتحرك للأعلى مجدداً.. يريد الاندفاع للأعلى لكن هناك ما يثبته،" في إشارة للركود الاقتصادي وتراجع الطلب لدى مجموعة السبع ما نجم عنه فائضاً بلغ نحو 6 ملايين برميل في اليوم.
وفي الوقت ذاته، يبلغ الاستهلاك العالمي 86 مليون برميل يومياً، وفق مجلة "التايم."
وساهمت استثمارات ضخمة خصصها عمالقة شركات النفط، أماثل "أكسون موبيل" و"شل" و"بريتيش بتروليوم" في مصادر طاقة جديدة، في ذروة فقاعة سوق الأخيرة، في هذا الفائض الضخم المؤقت.
واستبعد الخبراء أي تأثير يذكر على أسواق النفط العالمية من كارثة انفجار منصة نفطية تابعة لبريتيش بتروليوم في خليج المكسيك، وخسارة نحو 5 آلاف برميل من النفط تتسرب يومياً، وهو ما يهدد بتفاقم الكارثة البيئية في المنطقة.
ومن المتوقع أن يبدأ النفط مجدداً، وخلال الأشهر القليلة القادمة، عكس الأنماط المتغيرة للطب العالمي، وضعاً في الاعتبار تراجع الاستهلاك اليومي في الولايات المتحدة بواقع 5 في المائة إلى 18.7 مليون برميل على مدى العقد الماضي المنتهي في 2009، وفق وزارة الطاقة الأمريكية.
وعلى النقيض، قفز الاستهلاك اليومي في الصين بنسبة 73 في المائة إلى 8.2 مليون برميل، خلال نفس الفترة، وهو نمط لا تبدو عليه بوادر تباطؤ.
ويعني هذا التباين، إقبال الأسواق الناشئة سريعاً على هامش الفائض اليومي الحالي، وهو ما سينعكس سريعاً على الأسعار.
وهذا يعني أن من المرجح أن تتجه أسعار الوقود في محطات البنزين نحو التصاعد بقوة، وحتى اللحظة حافظ أسعار البنزين في أمريكا على أسعارها المنخفضة نسبياً، جراء وفرة المعروض، كما حافظ المنتجون على الأسعار المتدنية وذلك بتشغيل المصافي بكامل طاقتها، ودفع المنتج إلى السوق رغم تراجع الطلب الاستهلاكي.
ومن المتوقع أن تبدأ حركة التصحيح التصاعدية خلال الأشهر المقبلة، مدفوعة بفترة الصيف وحركة التنقل بالسيارات بالإضافة إلى ارتفاع أسعار النفط.