/منوعات
 
الأربعاء، 24 شباط/فبراير 2010، آخر تحديث 14:01 (GMT+0400)

هل يمكن للحمامات التركية أن تندثر نتيجة التشدد؟

 

هل تختفي الحمامات التركيا بسبب التشدد؟

هل تختفي الحمامات التركيا بسبب التشدد؟

اسطنبول، تركيا (CNN)--منذ آلاف السنين، كانت الحمامات التقليدية ملجأ الرجال والنساء على السواء، ليس فقط للنظافة، بل للجلوس، والتعارف، والتمتع براحة جسدية لا تشبهها أي راحة.

ويعود تاريخ الحمامات العامة إلى عصر اليونان والرومان، رغم أنها لم تلق رواجا كبيرا لدى الغرب، إلا أنها شهدت انتعاشا كبيرا في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا خلال عهد العثمانيين، وهو السبب وراء شهرتها باسم "الحمامات التركية".

ماجدة سبلي، أستاذة الآثار في جامعة ليفربول البريطانية، قالت في هذا السياق: "حافظ المسلمون على هذه الحمامات بسبب ارتباطها الوثيق بالعادات الدينية،"، وذلك نسبة إلى أهمية الوضوء قبل الصلاة في الإسلام.

واليوم، ترى سبلي أن معظم الحمامات القديمة بدأت بالاندثار لعدم وجود أي اهتمام بها، وتضيف: "لم يتم ترميم الحمامات القديمة، وفي مدن مثل دمشق والقاهرة، الكثير منها محي عن وجه الأرض."

وقد بنيت أولى الحمامات قرب المساجد لتسهيل عملية الوضوء ومن ثم الصلاة، وأصبحت لاحقا واحدة من أهم المرافق الموجودة في المجتمع، لتعزيزها فكرة النظافة والصحة، ولتوفيرها فرصة للقاءات الاجتماعية، خصوصا بين النساء.

وتتنوع الحمامات فيما تقدمه للعامة، إلا أن جميعها تتقيد بأهمية الفصل بين الجنسين، واحتوائها على ثلاث حجرات: الأولى حارة، والثانية دافئة، والثالثة باردة.

فالغرفة الحارة، هي من أجل التعرق، بينما تستخدم الغرفة الدافئة من أجل التنظيف، والغرفة الأخيرة للراحة والاستمتاع.

ورغم أن بعض الدول تشتهر هي الأخرى ببناء الكثير من الحمامات فيها، كسوريا والمغرب وتركيا واليمن، بدأ هذا الطقس بالانحدار شيئا فشيئا.

فوفقا للمصور الفوتوغرافي باسكال ميونير، الذي نفذ مشروعا توثيقيا لهذه الحمامات في الشرق الأوسط، فقد شهد القرن العشرين انحدارا في نسبة التردد إلى هذه الحمامات بسبب النزعة الإسلامية التشددية التي ظهرت مؤخرا، مما جعل من مثل هذه المرافق مواقع محرمة للزيارة للبعض.

advertisement

ويرى هؤلاء المتشددون، وفقا لميونير، أن هذه الحمامات تهيئ أجواء مناسبة لممارسة الرذيلة أو تعطي مجالا للنساء للتسكع من دون أزواجهن.

ورغم كل ذلك، يرى ميونير أن هذه الحمامات قدمت قالبا مثيرا للحياة الاجتماعية في هذا الجزء من العالم.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.