/الشرق الأوسط
 
الأربعاء، 03 شباط/فبراير 2010، آخر تحديث 19:00 (GMT+0400)

هل تظهر القاعدة باليمن أنيابها أم أن القبائل تصفي حساباتها؟

تقرير: مصطفى العرب

قيادي من القاعدة في اليمن يتعهد بالثأر لغارات ''أبين''

قيادي من القاعدة في اليمن يتعهد بالثأر لغارات ''أبين''

صنعاء، اليمن(CNN) -- لم تزد البيانات الأخيرة الصادرة سواء عن تنظيم القاعدة أو الحكومة اليمنية ملف التنظيم في ذلك البلد وتهديداته المتزايدة إلا غموضاً.

ففي حين تؤكد التقارير الاستخبارية تغلغل التنظيم بالبلاد بسبب تركيبتها القبلية والأمنية الهشة، قال قائد جهاز الأمن القومي، علي الأنسي، إن ما يقال عن وجود القاعدة بالبلاد "مبالغ فيه"، ويصب في استهداف اليمن، كما حدث بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول.

بالمقابل، كانت تصريحات وزير الخارجية اليمني، أبوبكر القربي، تصب في إطار مختلف تماماً، إذ حذر من تطور كبير في خطر التنظيم، وتمدده للدول المجاورة.

وتزامنت التصريحات مع إعلان أجهزة الأمن الاثنين أنها قتلت عنصرين من القاعدة وجرحت آخرين يتحملون مسؤولية التهديد الذي تلقته السفارة الأمريكية بصنعاء، في حادث ربطته معلومات بخلافات قبلية على خلفية توقيف متشدد هو شقيق لنائب عن حزب الإصلاح.

وقالت أجهزة الأمن إنها القتيلين كانا يرافقان القيادي محمد الحنق، وفق ما ذكرت تقارير إعلامية، وذلك في اشتباكات وقعت بمديرية أرحب في محافظة العاصمة صنعاء. إلا أن الحنق قد تمكن من الفرار

وحسب مصادر أمنية، فإن تلك المجموعة التي اشتبكت مع الأمن كانت وراء التهديد التي تلقته السفارة الأمريكية وأدت إلى إغلاقها.

وأضافت المصادر أن أحد القتلى هو ابن الحنق نفسه، حيث جرت اشتباكات بين قوات الأمن وعناصر مسلحة من القاعدة بمنطقة زندان أيضاً، وفقاً لموقع "نيوزيمن."

القاعدة أم صراع قبلي؟

ولكن مقتل الحنق لم يزد قضية تهديد القاعدة إلا غموضاَ.

فبمراجعة تطور الأحداث، تبرز إشكالات قبلية تعود لدور الحنق في الاحتجاجات التي قامت بها قبائل أرحب الاثنين الماضي، وسط إطلاق نار كثيف، حيث عقد مشايخ وأبناء القبيلة لقاء حاشدا شمال مطار صنعاء.

وخصص الاجتماع للنظر في "كافة القضايا والانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل أجهزة أمن الدولة،" وبين آخر تلك "الانتهاكات" اختفاء محمد علي الحنق، شقيق الشيخ منصور علي الحنق، عضو مجلس النواب عن حزب التجمع الوطني للإصلاح المقرب من الإخوان المسلمين، وإصابة ابنه الطفل إبراهيم، 11عاما.

وقال مقربون من محمد الحنق، وهو أحد المقاتلين السابقين في أفغانستان، أن الأجهزة الأمنية اعترضته وأطلقت النار عليه، بينما قال شقيقه النائب، خلال اللقاء القبلي إنه يجهل مكان وحالة شقيقه محمد، ولا يعلم ما هي الجريمة التي ارتكبها.

وأكد النائب الحنق لجميع المشايخ أن أفراد القبيلة "تعرضوا لعدد من الانتهاكات من قبل أجهزة الأمن، والتي لا يقرها أي قانون او عرف أو شرع ، مرورا بحبس عشرات الرجال من أبناء القبيلة عبثا في أقسام شرطة أمانة العاصمة، حد قولهم.

وكان من المقرر أن يعود قادة القبيلة للاجتماع اليوم الاثنين "لتدارس الأمور والخروج برؤية واضحة للتعامل مع كل المشاكل والمستجدات"، دون أن يتضح ما إذا كان الحادث الذي تعرض له الحنق على صلة بهذا الاجتماع.

وتعيد تلك التطورات إلى الأذهان بيان تنظيم القاعدة الشهر الماضي، عقب الضربة الجوية التي استهدفته في منطقة "أبين"، حيث أشاد التنظيم بما قال إنه "وقوف مشّرف" لقبيلة أرحب في كسر وصد الحملة العسكرية التي تقدمت عبر مناطقها لضرب التنظيم.

القربي: القاعدة قد تهدد الدول المجاورة

وبالعودة إلى مواقف القربي التي نقلتها وكالة الأنباء اليمنية، فقد نفى الوزير اليمني التقارير التي ‏تحدثت عن اتفاق صنعاء وواشنطن على تنسيق أمني ‏للحرب على "القاعدة" يتيح للأخيرة بمرور صواريخ ‏موجّهة وطائرات مقاتلة وأخرى من دون طيار لضرب ‏أوكار القاعدة في اليمن، مؤكدا عدم وجود ‏مشاريع مطروحة للتوقيع بين البلدين بهذا الصدد.

ولكن القربي أقر بوجود تعاون استخباراتي لمواجهة الإرهاب مع الدول الكبرى، غير أنه وضعه في سياق التعاون الدولي الذي تقوم به كل دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد ‏الأوروبي.‏

ولفت القربي إلى أن اليمن سيرفع عدد قوات مكافحة الإرهاب لتتمكن من صد أي ‏اعتداءات على مصالحها والمصالح الغربية من قبل ‏عناصر تنظيم "القاعدة"، وأنها بحاجة إلى دعم دولي من ‏أجل رفع قدراتها في مجالي التدريب ووسائل الاتصال ‏والنقل برا وبحرا.

وحذر القربي من أن خطر تنظيم القاعدة قد ينتشر أكثر في حال لم تتعاون كل الدول لمواجهته، ودعا إلى "جهود عربية ‏مشتركة لمواجهة خطر الإرهاب"، مشيرا إلى إمكانية إنتشاره بشكل أكبر.‏

ولفت إلى أن الجهود المخابراتية وفّرت الكثير من ‏المعلومات لأجهزة الأمن، وكشفت عن مخططات خطيرة ‏لعناصر "القاعدة" التي تستهدف المصالح اليمنية والأجنبية ‏والمرافق الاقتصادية واغتيال مسؤولين أمنيين وعسكريين.‏

وقال الوزير اليمني إن انشغال الجيش اليمني في قتال الحوثيين جعل عناصر القاعدة يزيدون من ظهورهم في محاولة لإعطاء الانطباع بأن الأجهزة الأمنية ضعيفة ‏وإعطاء انطباع للداخل والخارج أن "القاعدة" في اليمن ‏صارت ملاذا آمنا للهاربين من عناصر التنظيم.‏

الأنسي: خطر القاعدة مبالغ فيه

بالمقابل، صبت تصريحات رئيس جهاز الأمن القومي اليمني، علي الآنسي، في إطار مغاير تماماً، حيث قال إن اليمن ليس كما يروج له البعض ملاذاً آمناً للقاعدة، معتبراً أن مثل هذه التوصيفات "نوع من المبالغة المبنية على مناكفات سياسية."

وحول ما يدور عن دور القاعدة في اليمن، اعتبر الأنسي،  في حديث للفضائية اليمنية، أن ما يحدث يذكّر باستهداف اليمن عقب أحداث 11 سبتمبر/أيلول، حيث كانت اليمن ضمن الدول المستهدفة (باكستان، أفغانستان) غير أن الرئيس علي عبد الله صالح "بادر بزيارة واشنطن وأوروبا، ونقل اليمن من مركز الاستهداف إلى موضع الشراكة."

advertisement

وكشف الآنسي أن قوى الأمن اليمنية أفشلت 60 في المائة من إجمالي العمليات الإرهابية- البالغة 61 عملية نفذت في اليمن منذ 1992 وحتى 2009، وقال إن التنسيق الدولي في مكافحة الإرهاب مع الدول المتقدمة يجب أن ينتقل إلى المبادرة بالمعلومات وليس تبادلها فحسب.

ووجه الأنسي انتقادات ضمنية إلى الولايات المتحدة والدول الغربية بعد حديث الرئيس الأمريكي، باراك أوباما عن القاعدة في بلاده، من خلال القول بأن صنعاء لم تكن لتسمح بدخول النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب، الذي حاول تفجير طائرة أمريكية، لولا وجود تأشيرة دخول أمريكية على جواز سفره.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.