CNN CNN

مصر تحقق باحتجاز مهاجرين كـ"رهائن" بسيناء

الأربعاء، 22 كانون الأول/ديسمبر 2010، آخر تحديث 22:00 (GMT+0400)
الحدود المصرية الإسرائيلية تشهد عمليات تهريب متزايدة لمهاجرين أفارقة
الحدود المصرية الإسرائيلية تشهد عمليات تهريب متزايدة لمهاجرين أفارقة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تجري السلطات المصرية تحقيقات موسعة بشأن تقارير أفادت باحتجاز عشرات المهاجرين الأفارقة كـ"رهائن" لدى من وصفتهم بـ"تنظيمات إجرامية" في شبه جزيرة سيناء، بحسب ما أعلنت مصادر رسمية، في الوقت الذي دعت فيه منظمات حقوقية إلى "سرعة إنقاذ" هؤلاء المهاجرين.

إلا أن مسؤول بمكتب الإعلام الأمني في وزارة الداخلية نفى، خلال اتصال هاتفي مع CNN بالعربية من القاهرة الجمعة، وجود معلومات لدى الوزارة بهذا الصدد في الوقت الراهن، واكتفى بالقول إنه في حالة حدوث "أي جديد" سيتم إبلاغ وسائل الإعلام بها على الفور.

من جانبه، وصف مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين بالخارج، السفير محمد عبد الحكم، التقارير التي أورت أنباء عن احتجاز عشرات من الرعايا الإريتريين بأنها "غير مؤكدة"، وأكد أن الأجهزة الأمنية ما زالت تواصل جهودها للوقوف على حقيقة تلك الأنباء.

وأعرب المسؤول بالخارجية المصرية، بحسب ما أورد موقع "أخبار مصر" نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، عن "اندهاشه من التصريحات التي نسبت لبعض الأطراف، والتي لم تأخذ في الاعتبار أن محنة هؤلاء الإريتريين قد بدأت برفض دول أخرى استضافتهم، وأنهم تسللوا إلى مصر بصورة غير مشروعة."

وفيما دعا عبد الحكم "الأطراف المعنية" إلى "التحلي بالموضوعية، وتحمل مسئولياتها التي تفرضها عليها قواعد القانون الدولي"، فقد أشار إلى أنه "رغم الجهود المكثفة التي قامت بها السلطات الأمنية، إلا أنه لم يستدل حتى الآن على واقعة احتجاز الرعايا الإريتريين المذكورين، أو مقتل بعضهم."

كما جدد تحذير وزارة الخارجية من "مخاطر الهجرة غير الشرعية، واستغلال البعض الأراضي المصرية للعبور إلى الدول الأخرى، وذلك بالمخالفة لكل ما تنص عليه القوانين الدولية"، في إشارة إلى أن هؤلاء المهاجرين كانوا يعتزمون التسلل إلى إسرائيل.

وكانت تقارير إعلامية قد أوردت أن أجهزة الأمن المصرية عثرت على 82 مهاجراً أفريقياً، كانوا يختبئون في أحد الكهوف بشبه جزيرة سيناء، بانتظار حافلة تقلهم إلى إسرائيل، وأشارت إلى أن غالبية هؤلاء المهاجرين يحملون الجنسية الإثيوبية والإريترية.

من جانبها، دعت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الدولية السلطات المصرية إلى سرعة إنقاذ عشرات المهاجرين، الذين قالت إنهم محتجزون مقابل الحصول على فدية، وأضافت أنهم "تعرضوا لإساءات وأذى، على يد "المتاجرين بالبشر" في سيناء.

وبحسب ما أوردت المنظمة، المعنية بمراقبة حقوق الإنسان حول العالم، نقلاً عن اثنين من المهاجرين، فإن "المتاجرين بالبشر" يحتجزون نحو 105 إريتريين، بينهم تسع نساء، للحصول على فدية مقابل الإفراج عنهم، في حوالي عشر حجرات تحت الأرض.

كما أفادت تقارير إعلامية بأن "المتاجرين بالبشر" قاموا بإطلاق النار على ستة إريتريين، أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي ومطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، كانوا بين المئات من "ملتمسي اللجوء"، المُحتجزين في منطقة قريبة من الحدود مع إسرائيل، وأشارت إلى أن هذا الوضع قائم منذ أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومان رايتس ووتش: "كثيراً ما تقول السلطات المصرية إنها تشن حملات على الجريمة المنظمة في سيناء، لكن الحكومة بطيئة في الرد عندما يقوم المُتاجرون بالبشر باحتجاز مئات المهاجرين رهائن مقابل الفدية."

وأشارت المنظمة، في تقرير أصدرته الخميس، حصلت عليه CNN بالعربية، إلى وجود ما وصفتها بـ"شبكة كبيرة" لتهريب المهاجرين من أفريقيا إلى إسرائيل، عن طريق مصر، وأشارت إلى أن هذه الشبكة تنشط في سيناء منذ عام 2007 على الأقل.

وشهدت الفترة الأخيرة تزايداً في عمليات التسلل غير الشرعية إلى إسرائيل من الجانب المصري، إما بهدف تهريب البضائع أو بهدف البحث عن عمل، وتحدث عمليات التسلل عبر نقاط حدودية بها ثغرات أمنية على الجانبين المصري والإسرائيلي بوسط سيناء.