الصفحة الرئيسية لمدونة الملوحي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- طالبت منظمة حقوقية دولية، الاثنين، الأجهزة الحكومة السورية بالإفراج عن طالبة في المرحلة الثانوية، قالت إن السلطات الأمنية تحتجزها منذ نحو تسعة شهور بسبب مدونتها على الإنترنت.
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش،" المعنية بحقوق الإنسان، إن الطالبة "طل الملوحي.. البالغة من العمر 19 عاماً، محتجزة بمعزل عن العالم الخارجي دون توجيه اتهامات إليها منذ القبض عليها في 27 ديسمبر/كانون الأول 2009."
وجاء في بيان المنظمة الذي وصل إلىCNN بالعربية إن "أمن الدولة، أحد أجهزة سوريا الأمنية العديدة، استدعى الملوحي إلى دمشق للاستجواب في ديسمبر/كانون الأول، وسرعان ما ألقى القبض عليها.. وصادر عناصر الجهاز الأمني حاسبها الآلي، وبعض الأقراص المدمجة، وكتب وأغراض شخصية أخرى."
وفي وقت لم تتمكن فيه CNN بالعربية من الوصول إلى مسؤولين في الأجهزة الأمنية السورية، قالت المنظمة: "لم تسمح الأجهزة الأمنية لأسرتها بالاتصال بها، كما لم تبد أية أسباب للقبض عليها."
من جهته، قال نديم حوري الباحث في المنظمة الحقوقية، في اتصال هاتفي مع CNN بالعربية من بيروت، إن احتجاز الملوحي يعد "لغزا" بالنسبة للمنظمة، مضيفا بأن "قضية هذه الطالبة تثير تساؤلات كثيرة، فلا سبب واضح لاعتقالها، وعزلها عن العالم بهذا الشكل."
ووفقا للمنظمة الحقوقية، فإن سبب احتجاز السلطات للملوحي غير معروف، فهي لا تنتمي لأي فصيل أو تجمع سياسي، وكانت في عامها الدراسي الأخير بالثانوية.
وتضم مدونة الملوحي على الإنترنت أشعاراً وتعليقات على قضايا اجتماعية، تركز بالأساس على القضية الفلسطينية، ولا تتعرض لقضايا سياسية سورية، بينما تظهر صفحتها الرئيسية على المدونة صورة للزعيم الهندي الراحل غاندي، وفوقها كتبت "ستبقى مثلا."
وأشار حوري إلى أن "الإصلاحات في مجال حرية التعبير عن الرأي في سوريا غير جدية، وعلى الحكومة بذل المزيد من الجهد"، لافتا إلى أن "الاعتقالات ما تزال تتم في سوريا بسبب مقال أو قصيدة أو مدونة."
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، نشر على موقعه الإلكتروني رسالة بعثتها والدة طل الملوحي إلى الرئيس السوري بشار الأسد، طلبت منه فيها بالتدخل للإفراج عن ابنتها المعتقلة لدى جهاز امن الدولة في دمشق.
ونقل المرصد، الذي يضم أبرز جماعات حقوق الإنسان في سوريا، عن والدة طل قولها: "إن ابنتي من مواليد 4/11/1991 وكانت طالبة متفوقة في دراستها، ولا علاقة لها بأي تنظيم سياسي سوري معارض أو غير معارض، وجدها محمد ضيا الملوحي، شغل منصب وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد."
وقالت الأم في رسالتها للرئيس السوري: "منذ تسعة أشهر اعتقلت ابنتي طل الملوحي، الطالبة في الثانوية العامة من قبل احد الفروع الأمنية لأسباب نجهلها وحتى هذه اللحظة لا اعلم أي شيء عن مصيرها."
وتابعت: "سيدي الرئيس.. طرقت أبواب جميع الأجهزة الأمنية والقصر الجمهوري وجميع الطرق الرسمية الممكنة في سبيل الاطمئنان عن ابنتي أو معرفة أي شيء عنها أو سبب اعتقالها ولكن بلا جدوى.. أخيرا تلقيت وعدا من إحدى الجهات الأمنية بان ابنتي سيفرج عنها قبل شهر رمضان المبارك."
ومضت الأم تقول: "السيد الرئيس.. لا استطيع أن اصف لكم اثر هذه الكارثة على عائلتنا بأكملها وحجم المعاناة التي لحقت بنا جميعا. أن ابنتكم طل طالبة ذكية ومحبة لوطنها وناسها تكتب ما يخطر ببالها بصدق وشفافية وبما يتلاءم مع عمرها."