/صحة وتكنولوجيا
 
الأربعاء، 03 آذار/مارس 2010، آخر تحديث 16:01 (GMT+0400)

تقرير: تراكم مخلفات إعدام الخنازير بمصر "عار قومي"

أعدمت مصر جميع قطعان الخنازير لمنع انتشار المرض

أعدمت مصر جميع قطعان الخنازير لمنع انتشار المرض

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يرى خبراء ومسؤولون أن قرار الحكومة المصرية بإعدام جميع الخنازير في البلاد الذي أصدرته في مايو/أيار 2009 كان خطأ جسيماً، حيث تتراكم أكوام النفايات العضوية التي كانت الخنازير تتغذى عليها في السابق في شوارع القاهرة معرضة السكان لمخاطر صحية كبيرة، وفق تقرير. 

ورغم إعدام كافة الخنازير في مصر - 300 ألف رأس - إلا أن أنفلونزا الخنازير "H1N1" فتك بأكثر من 200 شخص، وأصاب عدة آلاف آخرون.

وبينما كان السبب الظاهري لإعدام الخنازير الذي استمر شهراً كاملاً هو وقف انتشار انفلونزا H1N1، إلا أن الحكومة قالت فيما بعد أنه مجرد إجراء للحفاظ على الصحة العامة.

وكانت عمليات الإعدام قد أضرت بسبل عيش نحو 70,000 شخص من مربيي الخنازير وجامعي القمامة غير الرسميين وأسرهم في منطقة القاهرة، وفقاً لمنظمة حماية البيئة.

وخلال جلسة ساخنة عقدها البرلمان المصري مؤخراً، قال محافظ القاهرة عبد العظيم وزير أن قرار ذبح الخنازير "خطأ" في الوقت الذي وصف فيه النائب حمدي السيد، رئيس لجنة الصحة القرار "بالعار القومي" مشيراً إلى أن النفايات تملأ الشوارع وأن الوضع أصبح كارثياً.

وأخبر فتحي شبانة، وهو خبير طبي مصري، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "قرار إعدام الخنازير كان خاطئاً ومتسرعاً... فقد كانت هناك بدائل أفضل كأن يتم نقل الخنازير من مزارعها في المدن إلى الصحراء.

وقد حذر شبانة من أن بعض شوارع القاهرة المملوءة بالقمامة قد تصبح مرتعاً خصباً للأمراض مثل التيفوئيد والكوليرا. وتعتبر مناطق وسط القاهرة والجيزة والدقهلية في محيط العاصمة هي الأكثر تضرراً من ذبح الخنازير.

"الزبالون"

كانت سبل عيش جامعي القمامة غير الرسميين والمعروفين بالزبالين ومربيي الخنازير في القاهرة مترابطة إلى حد بعيد حيث يقوم جامعو القمامة بجمع النفايات العضوية من شوارع العاصمة وبيعها للمزارعين لتغذية خنازيرهم.

ومع إعدام الخنازير، يقول الزبالون أنهم فقدوا مصدراً رئيسياً من مصادر دخلهم ولم يعد لديهم حافز لجمع النفايات من الشوارع.

وقال إسرائيل عياد، الذي كان يعمل في جمع القمامة وتربية الخنازير وهو ناطق غير رسمي باسم الزبالين أن "جامعي القمامة هم من الفقراء وقد كانت النفايات العضوية تجلب لهم بعض المال بعد بيعها لمربيي الخنازير. ولكن لا توجد أسواق الآن سوى للبلاستيك والورق والزجاج".

وقال عياد أنه كان يملك في السبعينيات 50 ألف خنزير كانت "تستهلك آلاف الأطنان من النفايات العضوية كل يوم".

مشاكل التخلص من النفايات وإعادة التدوير

وتقول وزارة البيئة أن القاهرة تنتج 25 ألف طن من النفايات يومياً وهو ما يشكل 55 في المائة من نفايات البلاد.

كما تشكل النفايات العضوية نحو 70 بالمائة من القمامة في القاهرة بينما يشكل كل من البلاستيك والورق والزجاج النسبة المتبقية، وفقاً لأحمد نصار، نائب رئيس هيئة النظافة في العاصمة.

وما يفاقم المشكلة الخلافات التعاقدية بين الحكومة والشركات الأجنبية التي تم تكليفها بجمع القمامة من شوارع العاصمة منذ سنوات، وفقاً لمحمد عبد الرازق، وهو مسؤول في هيئة النظافة.

وأضاف أن هذه الشركات توقفت عن العمل ريثما يتم التفاوض على العقود من جديد.

ويقول أعضاء في الحزب الوطني الحاكم أن مصر بحاجة إلى مبلغ 2.5 مليار جنيه (460 مليون دولار) مبدئياً لمعالجة مشكلة القمامة. كما يرون أنه لا بد من بناء المزيد من مصانع تدوير النفايات بالإضافة إلى الـ 160 الموجودة حالياً والتي لا تستطيع معالجة سوى ربع القمامة التي تنتجها البلاد، وفقاً لوزارة البيئة.

advertisement

وعلى الرغم من إعدام الخنازير، إلا أن فيروسH1N1 قد أودى إلى الآن بحياة 230 مصرياً وأصاب 15 ألف آخرين، حسب ما أورد التقرير عن وزارة الصحة.

ووفقاً للتحديث الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية في 22 يناير/كانون الثانث حول فيروس H1N1 "بدأت مصر الآن تشهد اتجاهاً منخفضاً بعد زيادة نشاط الأمراض التنفسية خلال شهر ديسمبر الماضي".

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.