/صحة وتكنولوجيا
 
الجمعة، 07 أيار/مايو 2010، آخر تحديث 18:10 (GMT+0400)

علماء المناخ يدينون اتهامهم بالكذب والتزوير

العلماء أبدوا خشيتهم من حملة ''مكارثية'' ضدهم

العلماء أبدوا خشيتهم من حملة ''مكارثية'' ضدهم

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قام 255 عالماً من أبرز علماء العالم في مختلف الحقول، وبينهم 11 حاملاً لجائزة نوبل، بتوقيع عريضة نشرتها المجلة الأكاديمية القوية للعلوم في الولايات المتحدة السبت، تتهم فيها تيارات سياسية مختلفة بالهجوم على الأبحاث المحذرة من تبدلات المناخ.

واعتبر الموقعون أن الحملة التي يتعرضون لها أسباب أيديولوجية، بدأها أصحاب الحملة منذ الكشف عن ما بات يعرف بـ"فضحية المناخ" التي تمثلت بسرقة أحد قراصنة الانترنت لرسائل إلكترونية بين علماء يتحدثون فيها عمّا يبدو بأنه عملية تلاعب بالبيانات العلمية لتضخيم مخاطر الاحتباس الحراري في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وقال العلماء في عريضتهم إن هناك قوى سياسية دولية تريد مهاجمتهم لإسكات أصواتهم المنادية بضرورة مواجهة ارتفاع حرارة الأرض، وذلك كي يتاح لتلك القوى تأخير إجراءات حماية البيئة التي قد تؤثر على استثماراتهم.

وتحدثت الوثيقة عن ظهور ما وصفته بـ"حملة مكارثية جديدة" (في إشارة إلى عملية ملاحقة الشيوعيين في أمريكا قبل عقود) واعتبرت أن عدم التحرك لمواجهة المخاطر التي قد يمثلها الاحتباس الحراري والتبدل المناخي للأرض هو "أمر كارثي."

وانضم للحملة على المستوى السياسي عدد من نواب الحزب الديمقراطي الأمريكي، وفي مقدمتهم إدوارد ماركي، مسؤول لجنة الاحتباس الحراري والاستقلال في مجال الطاقة التابعة للبرلمان الأمريكي، الذي قال إن على السياسيين الأمريكيين الإقرار بحقيقة أن احتراق الكربون يتسبب في ارتفاع حرارة الأرض.

وكان أحد قراصنة الانترنت قد هز عالم علوم المناخ بنهاية نوفمبر/تشرين الثاني، بعدما اقتحم جهاز الكمبيوتر الرئيسي لمركز أبحاث تبدلات المناخ بجامعة "إيست أنغيلا" أحد أبرز مراكز البحث البريطانية متخصص في الأبحاث البيئية، وقام بنشر آلاف الوثائق والرسائل الإلكترونية التي سرقها لإظهار أن العلماء يخفون معلومات عن الناس حول حقيقة أزمة الاحتباس الحراري ومدى اتساع نطاقها.

وبحسب البيانات التي نشرها القرصان، فإن العلماء تلاعبوا بأرقام البيانات والإحصائيات لإظهار أن ظاهرة الاحتباس الحراري أسوأ وأخطر مما هي على أرض الواقع، ما دفع المشككين في حقيقة هذه الظاهرة يتبادلون تلك الوثائق على نطاق واسع.

وقد أقر المركز بأن المعلومات التي سرقها القرصان المجهول حتى الساعة حقيقية، لكنها قال إنها مجتزأة ومقتطعة من سياقها الأصلي بشكل يفقدها صدقيتها.

وقد جذبت الوثائق والمراسلات المنشورة اهتمام آلاف الأشخاص، وهي موزعة على مدار عقد من الزمن، تظهر ما يبدو أنه تلاعب بأرقام رسمية وإحصائيات.

ففي أحد الرسائل، يقول العالم فيل جونز: "لقد أنهيت الخدعة الطبيعية برفع درجات الحرارة المسجلة خلال العقدين الماضيين، اعتباراً من عام 1981، بعدما تسلمتها من مايك (مايكل مان، مدير مركز نظام الأرض بجامعة بنسلفانيا الأمريكية،) وكذلك بالنسبة لتلك التي سلمني إياها كيث للعام 1961 لإخفاء الانخفاض."

advertisement

وفي رسالة أخرى، يطلب جونز من مان حذف بعض المعلومات والرسائل الإلكترونية التي قد يُضطر المركز لاحقاً لكشفها، عملاً بقانون حرية الوصول إلى المعلومات.

وتسبب ذلك في عدد من الملاحقات القضائية لعلماء المناخ في بريطانيا والولايات المتحدة، وقد انتهى بعضها بتبرئة العلماء، بينما ما يزال بعضها الآخر مستمراً، غير أن الإحصائيات تدل على أن القضية دفعت ملايين الناس إلى التشكيك في حقيقة الاحتباس الحراري ومدى خطورته.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.