CNN CNN

بوسكي: أفريقيا باتت قريبة من الفوز بكأس العالم

خاص بموقع CNN بالعربية
الجمعة، 10 كانون الأول/ديسمبر 2010، آخر تحديث 11:00 (GMT+0400)
المدير الفني لمنتخب أسبانيا فيسينتي ديل بوسكي
المدير الفني لمنتخب أسبانيا فيسينتي ديل بوسكي

القاهرة، مصر(CNN)-- توقع المدير الفني لمنتخب أسبانيا فيسينتي ديل بوسكي، فوز القارة الأفريقية ببطولة كأس العالم يوما ما، نظرا لما تمتلكه من مواهب وقدرات بدنية كبيرة، بينما تفتقده الخبرة اللازمة لذلك، والتي ستكتسب بمرور الوقت، بدليل أن المنتخب الغاني كان قريبا من الوصول للدور قبل النهائي للبطولة الأخيرة، لولا ضياع ضربة جزاء في مباراته أمام منتخب أوروغواي في دور الثمانية في الدقيقة الأخيرة من اللقاء.

وعن منتخبه، قال المدير الفني للماتدور، في مقابلة مع الـCNN بالعربية، إن فريقه فاز ببطولة كأس العالم الأخيرة لأنه يمتلك أفضل جيل للكرة الأسبانية على مدار تاريخها، كما امتلك اللاعبين الخبرات التي ساعدتهم على تخطي أزمة الخسارة في أولى مبارياته أمام منتخب سويسرا.

وأبدى المدير الفني للماتادور الاسباني استغرابه من غياب منتخب مصر عن كأس العالم 2010 ، رغم فوزه ببطولة كاس الأمم الأفريقية لثلاث دورات متتالية، لأنه إنجاز يصعب تكراره لأي منتخب في العالم.

وأوصى بعدم الانقلاب على الفريق وجهازه الفني لمجرد تراجع مستواه حاليا، مؤكدا أن ذلك أمر طبيعي في كرة القدم، بعدما يصل الفريق لقمة مستواه الفني.

وكان هذا نص الحوار :  
 
كيف تقيم بطولة كأس العالم الأخيرة بحنوب أفريقيا ؟

لاشك أني أسعد إنسان ببطولة كأس العالم بجنوب أفريقيا، خاصة وأن منتخب أسبانيا قد فاز باللقب لأول مرة في تاريخ " الماتدور " الأسباني، بعدما قدم مستوى أبهر العالم، وأثبت أن المنتخب أستحق اللقب العالمي عن جدارة واستحقاق، وهو الفوز الذي أثبت للعالم أن المنتخب الأسباني عندما فاز ببطولة أوروبا قبل عامين كان جديرا بها. والجيل الحالي في الكرة الأسبانية، هو الأفضل مع كامل احترامي لكل الأجيال السابقة، ولكن أن يأتي جيلا يفوز ببطولة أوروبا، ثم كأس العالم بعده بعامين، فمن المؤكد أنه جيل يستحق الإشادة والتقدير والاحترام.

هل تخشى على مستقبل المنتخب الأسباني؟

الفوز بالبطولات الكبيرة، مثل كأس العالم يضع حملا ثقيلا على الفريق كلاعبين ومدربين، خاصة وأن نظرة العالم تختلف، وينتظر منك المزيد من الانتصارات والألقاب. ولكن كمدير فني لمنتخب أسبانيا فأضع أمامي دائما الارتقاء بالفريق للحفاظ على ما وصل إليه. وعندما توليت مسؤولية الفريق بعد بطولة أوروبا عام 2008، قررت تجديد دماء الفريق بضم لاعبين جدد، وبالفعل الفريق الذي فاز بكأس العالم لعب فيه ثمانية لاعبين جدد لم يشاركوا في بطولة أوروبا، وهو ما يساعدني على استمرار الفريق بنفس حيويته.

هل خشيت من فشل أسبانيا في كأس العالم بعد خسارة المباراة الأولى؟

خسارتنا أمام سويسرا في الافتتاح كانت مؤشر غير طيب، ولكن تعاملت مع اللاعبين نفسيا، وأكدت لهم أن الهزيمة في البداية لابد وأن تكون دافعا قويا للانطلاق نحو الفوز باللقب، وكانت مهمتي مع اللاعبين النفسية أصعب بكثير من مهمتي  الفنية، خاصة وأن المنتخب الأسباني يمتلك لاعبين على مستوى عال، ولكن في هذه المرحلة كان العامل النفسي أهم بكثير من العامل الفني، وأكدت ثقتي فيهم وفي قدرتهم على الفوز بلقب بطل كأس العالم، واستنفرت فيهم الجوانب النفسية التي تكون عاملا مؤثرا في البطولات الكبيرة في ظل الضغوط العديدة التي يتعرضون لها.

بماذا تقيم تنظيم جنوب أفريقيا لمونديال 2010؟

لم أتوقع هذا التنظيم الرائع الذي قدمته جنوب أفريقيا، وأثبتت أن أفريقيا تمتلك القدرات لتنظيم الفعاليات الكبيرة، رغم تخوفي في البداية لتكرار ما حدث في الدورات السابقة، ولكنها أثبتت أن القارة الأفريقية كانت تستحق الفوز بشرف تنظيم كأس العالم.

كيف تقيم أداء المنتخبات الأفريقية في كأس العالم؟

قارة أفريقيا تمثل جزءا كبيرا من مستقبل كرة القدم في العالم، بما تمتلكه من لاعبين موهوبين. وأرى أن لاعبي أفريقيا ينتشرون في أوروبا منذ سنوات طويلة، واكتسبوا من خلالها خبرات كبيرة أثرت بالإيجاب على منتخباتهم الوطنية. وقدمت منتخبات كوت ديفوار وغانا والجزائر مستوى طيب في البطولة، ولا أستبعد أن يأتي يوما تفوز فيه القارة الأفريقية ببطولة كأس العالم، بعدما يكتسبون الخبرات اللازمة لذلك، في ظل امتلاكهم الموهبة الكبيرة والفطرية، بالإضافة إلى القدرات البدنية الهائلة، على عكس العديد من نجوم أوروبا. وعلى المستوى الشخصي، فقد فوجئت من غياب منتخب مصر عن المونديال الأخير، بعد فوزه ببطولة الأمم الأفريقية لثلاث دورات متتالية، وهو إنجاز يصعب تكراره لأي منتخب في العالم، وكنت أتمنى أن أرى منتخب "الفراعنة" في كأس العالم، لاسيما وأني أعرف بعض لاعبيه جيدا، مثل قائد الفريق أحمد حسن، الذي عرفته خلال فترة احترافه في الدوري التركي، عندما كنت أعمل فيه.

بماذا تفسر فشل المنتخبات الأفريقية من الوصول للأدوار النهائية في كأس العالم؟

الفشل في كرة القدم أمر وارد مثل النجاح، وفشل المنتخبات الأفريقية في الوصول للأدوار النهائية في كأس العالم ليس معناه وجود تقصير ما، ولكن الأمر قد يعود لنقص الخبرات. ولولا وجود لاعبين أصحاب خبرات كبيرة في منتخب أسبانيا ما نجحنا في الفوز بالبطولة الأخيرة لكأس العالم، لأن الخبرة من الأمور المهمة في كرة القدم. وقد رأينا في المونديال كيف كان منتخب غانا قريبا من التأهل للدور قبل النهائي، وفشل في ذلك في الدقيقة الأخيرة من مباراة أروغواي، عندما أهدر " أسامواه غيان" ضربة جزاء، ولو أن الفريق الغاني يمتلك الخبرات اللازمة لنجح في الوصول للمربع الذهبي لأول مرة في تاريخ أفريقيا، وهو ما يؤكد وجهة نظري في أن أفريقيا أصبحت قريبة من الفوز بكأس العالم في المستقبل.  

ما تفسيرك لتراجع المنتخبين المصري والجزائري بشكل كبير في الآونة الأخيرة؟

لا أتابع عن قرب مستوى المنتخبين، ولكن ما تعلمته من كرة القدم على مدار سنوات طويلة أن هبوط وتراجع مستوى أي فريق أمر عادي ووارد بشدة ، خاصة بعدما يصل لقمة مستواه وأدائه الفني، وأتصور أن ذلك هو ما حدث مع " الفراعنة " و " الخضر" مؤخرا. ومن الضروري مساندة المسؤولين والجماهير للفريقين في هذه الفترة، وعدم القسوة على اللاعبين والجهاز الفني، لأن الفترة التالية تشهد استعادة المستوى الفني، ومن غير المقبول الحديث عن تغيير اللاعبين وجهازهم لمجرد تراجع المستوى، والإقدام على هذه الخطوة من شانها التأثير السلبي على مستقبل الفريق، لأن وجود جهاز فني جديد يحتاج لبعض الوقت للتعرف على اللاعبين، وهو ما يؤثر سلبيا على الفريق.

ولكن الإتحاد الجزائري أقال المدير الفني وجاء بمدرب جديد؟

لن يكون ذلك في صالح الفريق، وسيدفع المسؤولين ثمن ذلك في المستقبل القريب، لأن المدرب الجديد في حاجة للوقت للتعرف على قدرات لاعبيه، ووضع تصوره للفريق، الأمر الذي سيؤثر على النتائج.