سترة، البحرين (CNN)-- تجمع الآلاف من أنصار المعارضة في منطقة "سترة"، جنوب غربي العاصمة البحرينية المنامة، للمشاركة في تشييع جنازة طفل سقط قتيلاً صباح الأربعاء، الذي يوافق أول أيام عيد الفطر عند الشيعة في المملكة الخليجية، وسط استمرار التضارب في الأنباء حول أسباب مقتله.
وبينما تتهم المعارضة قوات الأمن بقتل الطفل علي جواد الشيخ، البالغ من العمر 14 عاماً، أعلنت وزارة الداخلية عن رصد مكافأة مالية قدرها عشرة آلاف دينار، حوالي 26 ألف و400 دولار، لمن يدلي بمعلومات تقود الوزارة لمعرفة "الجاني" في الحادث، الذي أثار حالة الغضب بين جموع الشيعة في البحرين.
وكان عدد من أقارب الطفل القتيل ومصادر بالمعارضة قد أكدوا لـCNN الأربعاء، أن الطفل علي جواد الشيخ كان ضمن مجموعة توجهت إلى مقبرة "سترة"، في أول أيام العيد، لقراءة الفاتحة على قبر أحد القتلى الذين سقطوا في وقت سابق، خلال الاحتجاجات التي تشهدها المملكة الخليجية منذ مطلع العام الجاري.
وأضافت المصادر أن قوات مكافحة الشغب قامت بملاحقة هؤلاء الأشخاص داخل المقبرة، وأطلقت عدداً من قنابل الغاز المسيل للدموع عليهم لتفريقهم، مما أدى إلى إصابة الطفل علي بإصابة بالغة في رأسه، نُقل على إثرها إلى أحد المراكز الطبية القريبة، إلا أنه لفظ أنفاسه بعد قليل من وصوله.
كما أفاد بعض شهود العيان بأنهم شاهدوا الطفل يسقط على الأرض بعد قليل من قيام قوات مكافحة الشغب بإطلاق عدد من قنابل الغاز المسيل للدموع على محتجين كانوا يتجمعون في منطقة سترة، إلا أن تقريراً طبياً استبعد أن يكون الطفل أُصيب نتيجة تعرضه لإحدى القنابل المسيلة للدموع.
وقالت الناشطة البحرينية زينب الخواجة لـCNN الخميس، إنها تتواجد حالياً في منطقة سترة، حيث يتجمع الآلاف في الشوارع للمشاركة في تشييع جثمان الطفل القتيل، وأضافت أن هناك حالة من الغضب تسيطر على جموع المشيعين، الذين رددوا شعارات تنادي بإسقاط النظام والملك حمد بن عيسى آل خليفة.
من جانب آخر، أعلن رئيس نيابة المحافظة الوسطى، أسامة العصفور، أن الطبيب الشرعي المنتدب من قبل النيابة العامة خلص في تقريره إلى أنه "تبين من فحص جثة المتوفي وجود أثر إصابي تكدمي بخلفية العنق، مستطيل الشكل أطوال ضلعيه تسعة سنتيمترات طولاً وثلاثة سنتيمترات عرضاً."
وتابع المسؤول القضائي قوله، بحسب ما نقلت وكالة أنباء البحرين "بنا"، إن "هذا الشكل الإصابي لا يجوز حدوثه فنياً من المقذوفات المسيلة للدموع"، كما أكد أنه بفحص دم وإدرار المتوفي، "تبين خلوه تماماً من أية آثار تشير إلى تعرضه للغازات المسيلة للدموع."
وسعى المتحدث باسم وزارة الداخلية، العميد طارق الحسن، خلال مؤتمر صحفي عقده الخميس، إلى تبرئة قوات الأمن من دم الطفل القتيل، وأعاد التأكيد على ما تضمنه تقرير الطبيب الشرعي، كما أكد رفض الوزارة إلصاق التهمة بالسلطات الأمنية من أجل تحقيق "مكاسب سياسية."
وجاء في تصريحات سابقة لمدير عام الشرطة بالمحافظة الوسطى، أن غرفة العمليات تلقت بلاغاً من مركز سترة الصحي صباح الأربعاء، بجلب "طفل متوفي" يبلغ من العمر 14 عاماً، مشيراً إلى أن الأشخاص الذين أحضروه لم يقدموا أية معلومات حول الواقعة التي تعرض لها، أو كيفية العثور عليه.
وفيما أكد المسؤول الأمني أنه في وقت الإبلاغ عن الوفاة لم يكن هناك أي تعامل مع أشخاص خارجين عن القانون في منطقة "سترة"، فقد أقر بقيام قوة أمنية بتفريق مجموعة صغيرة مكونة من 10 أشخاص، في حوالي الساعة 1.15 صباحاً، وأشار إلى أنه تم إخطار النيابة العامة للتحقيق بالواقعة.
ويُعد الطفل علي جواد هو أول ضحية بعد خطاب عاهل البحرين قبل يومين، والذي تعهد خلاله بالعفو وعودة المفصولين وفتح صفحة جديدة مع من أساءوا إليه، كما أنه ثامن قتيل يسقط بمنطقة "سترة"، وثاني طفل يُقتل في الشارع على أيدي قوات الأمن، منذ بدء الاحتجاجات في 14 فبراير/ شباط الماضي.