CNN CNN

تقرير: سوريا أكثر الدول الخاسرة في الربيع العربي

الأحد، 16 تشرين الأول/أكتوبر 2011، آخر تحديث 19:25 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في سبتمبر/أيلول الماضي، تعهدت دول مجموعة الثمانية ومؤسسات مالية دولية بدعم اقتصاديات عدد من دول "الربيع العربي"، بنحو 80 مليار دولار، ضمن مبادرة شراكة تهدف إلى مساعدة هذه الدول على تجاوز تداعيات الثورات والاحتجاجات الشعبية المتواصلة منذ مطلع العام الجاري.

وبموجب مبادرة الشراكة، التي يُطلق عليه اسم "دوفيل"، نسبةً إلى المدينة الفرنسية التي استضافت قمة قادة مجموعة الثمانية مؤخراً، فإن المؤسسات المالية الدولية ستقدم مساعدات بنحو 40 مليار دولار، على أن تقدم دول المجموعة مساعدات بالقيمة ذاتها، في إطار ثنائي مع الدول العربية التي تستفيد من هذا البرنامج.

وأقرت قمة "دوفيل"، أواخر مايو/ أيار الماضي، تقديم دعم إلى كل من تونس ومصر، بقيمة 20 مليار دولار، إلا أن المؤسسات الدولية قررت مؤخراً، مضاعفة المبلغ إلى 40 مليار دولار، على أن يتم توسعة المبادرة لتشمل أيضاً المملكتين الأردنية والمغربية، إضافة إلى دعوة المجلس الانتقالي الليبي.

والتساؤل هو هل يمكن لهذه الأموال أن تنقذ دول الربيع العربي التي بلغ إجمالي تكلفتها الاقتصادية أكثر من 55 مليار دولار، بحسب تقرير صدر الجمعة عن مؤسسة "جيوبوليسيتي" المستقلة، وأشار إلى أن تكلفة الربيع العربي في ثلاث دول فقط، هي مصر وسوريا وليبيا، بلغت حوالي 50 مليار دولار.

وكشف التقرير أن الانتفاضة بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي في سوريا وحدها، بلغ أكثر من 27 مليار دولار، في حين لم تتجاوز التكلفة في اليمن المليار دولار.

وقال التقرير الذي جاء بعنوان "تكلفة الربيع العربي وخارطة طريق لدعم مجموعة العشرين والأمم المتحدة؟" أن الشهور الأخيرة أدخلت المنطقة العربية في أتون الاضطرابات هي الأكبر من نوعها منذ عقد الخمسينيات من القرن الماضي، مشيراً إلى أن مصائر ملايين البشر في شمال أفريقيا وبلاد الشام باتت على المحك، وكذلك ثروات العديد من الأسر الحاكمة والمصالح الدولية الهائلة، سواء العامة أو الخاصة.

غير أن من أهم التغييرات الناجمة هي إعادة تشكيل المزاج في العالم العربي، بما فيه العلاقات مع إسرائيل.

ويحدد التقرير العوامل الرئيسية للتغيير والتكاليف الناجمة عنها إلى جانب إطار تعزيز الدعم الدولي والإقليمي للتحول الاستراتيجي في المنهجية أو ما وصفه التقرير بأنه "تغيير القنوات."

علاوة على ذلك فإن الابتعاد عن الاعتماد على النفط يتطلب توافر قطاع خاص ومجتمع مدني قويين.

وحول تكلفة الربيع العربي، أشار مركز "جيوبوليسيتي" إلى الخسائر في الإنتاجية كنتيجة للصراعات أو الانتفاضات في 6 دول عربية مرت أو تمر بانعدام استقرار كبير، معتمداً في ذلك على بيانات صادرة عن صندوق النقد الدولي، وقدرت بنحو 20.56 مليار دولار بالنسبة لإجمالي الناتج المحلي في الدول عربية الست.

أما التكلفة بالنسبة للتمويل العام فبلغت 35.28 مليار دولار.

وبحسب الدراسة، التي شملت دول ليبيا وسوريا ومصر وتونس والبحرين واليمن، فقد بلغت التكلفة الإجمالية للربيع العربي فيها 55.84 مليار دولار

وأوضحت أن التكلفة الإجمالية للثورة في ليبيا بلغت 14.2 مليار دولار، بينما وصلت في سوريا إلى 27.3 مليار دولار،.

أما في مصر فبلغت تكلفة ثورة 25 يناير 9.79 مليار دولار، وفي تونس 2.52 مليار دولار، في حين بلغت التكلفة في اليمن 0.98 مليار دولار.

وكشف التقرير أن الربيع العربي كانت له نتائج إيجابية على اقتصادات الدول المنتجة للنفط في منطقة الخليج، حيث بلغ الناتج المحلي الإجمالي في الإمارات العربية المتحدة 62.8 مليار دولار، وفي السعودية 5 مليارات دولار، أما في الكويت فبلغ النمو في الناتج المحلي الإجمالي حوالي مليار دولار.