القاهرة، مصر (CNN) -- قال صحفيون حاولوا تغطية الاضطرابات غير المسبوقة في مصر، إنه تم استهدافهم، وضربهم واعتقالهم وتعرضوا لأنواع المضايقة، من قبل قوات الأمن والشرطة، الخميس، لليوم الثاني.
وقال مسؤولون بوزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، إن الولايات المتحدة لديها معلومات تشير إلى أن وزارة الداخلية المصرية متورطة في عمليات اعتقال وتجميع للصحافيين الذين يغطون الاضطرابات في البلاد.
وأصدرت قناة الجزيرة بيانا طالبت فيه الإفراج عن ثلاثة من الصحفيين العاملين بها، اعتقلتهم قوات الأمن المصرية، بينما تم الإبلاغ عن فقدان رابع، بحسب الشبكة القطرية.
وقالت صحيفة "كاثيميريني" اليونانية اليومية إن مراسلها بيتروس باباكونستانتينو تعرض للضرب من قبل المتظاهرين في ميدان التحرير في القاهرة.
وأشارت زينيا كونالاكي رئيسة قسم الأخبار الدولية في الصحيفة إن باباكونستانتينو تعرض للضرب بالهراوات على رأسه، وطعن في قدمه، إما بسكين أو مفك، لاتفة إلى أن مصورا أيضا أصيب بجروح طفيفة، وعولج الاثنين في مستشفى القاهرة وأطلق سراحهما.
من جهتها ذكرت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن شهود عيان، أن مديرة مكتبها في القاهرة، ليلى فاضل، والمصورة ليندا ديفيدسون بين صحفيين اعتقلا صباح الخميس من قبل وزارة الداخلية المصرية.
كما اعتقل بن راجيش بهاردواج وهو مصور صحفي تابع لشبكة CNN-IBN، في ميدان التحرير بالقاهرة، موقع الاشتباكات الدامية بين مؤيدي ومعارضي الرئيس حسني مبارك.
واقتيد بهاردواج بعيدا من جانب الجيش المصري ثم أطلق سراحه في وقت لاحق، ولكن بعد أن دمرت بطاقة هويته والأشرطة التي كانت بحوزته، وفقا لما أكده سوهاسيني حيدر محرر الشؤون الخارجية بالشبكة.
وبالإضافة إلى ذلك، أفادت منظمة العفو الدولية ومنظمة "هيومان رايتس ووتش" إن ممثلين عن المنظمتين اعتقلا من قبل الشرطة في القاهرة بعد أن سيطرت قوات الأمن على مركز هشام مبارك للدراسات القانونية.
ويومي الأربعاء والخميس، بدأ بعض المتظاهرين الغاضبين، من أنصار الرئيس المصري حسني مبارك، يستهدفون الصحفيين في شوارع القاهرة بعد أن اشتبكوا مع المتظاهرين المعارضين للنظام.
فقد قام عدد من الرجال الذين يرتدون ملابس مدينة باعتقال صحفي بلجيكي وضربه الأربعاء واتهموه بأنه جاسوس وذلك في حي شبرا بوسط القاهرة، وفقاً لعضو في منظمة معنية بشؤون الإعلام.
وفي حادثة مماثلة، عثر على صحفي مصري وقد تعرض لضرب مبرح بعد ساعات على قيام مجموعة من الرجال بالقبض عليه في ميدان التحرير بوسط القاهرة.
كذلك تعرض صحفيون عاملون في شبكات التفلزة العالمية، BBC وABC News وCNN لهجمات، ومن بينهم الزميلان أندرسن كوبر وهالة غوراني.
وأثارت الهجمات التي تعرض لها الصحفيون إدانة المنظمات المدافعة عن حرية الصحافة، التي اتهمت إحداها صراحة الحكومة المصرية بأنها تقف وراء تلك الهجمات.
وقال منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، محمد عبدالدايم: "الحكومة المصرية توظف إستراتيجية تقليل الشهود على تصرفاتها.. لقد لجأت الحكومة للرقابة والقمع وأخيرا تنفيذ سلسلة من الاعتداءات الآثمة على الصحفيين من قبل البلطجية من أنصار الحكومة."
وقال كوبر انه أصيب في رأسه من قبل المتظاهرين، بينما قالت غوراني إنها تعرضت للتهديد بعد أن وقعت في التدافع بين معارضي وأنصار الحكومة وخصوصاً من راكبي الجمال والخيول الأربعاء.
وأضافت غوراني: "لقد دفعت إلى البوابات وتم تهديدي من قبل أحد مؤيدي مبارك المحتجين الذي قال لي 'انصرفي.. انصرفي!' وقالها بينما كان وجهه قريباً من وجهي.. إن أنصار مبارك، أياً كانوا، وأيا كان من أرسلهم، كانوا يلقون بتهديداتهم أمام أطقم التصوير والصحفيين، وأي شخص قد يبدو لهم أنه من المتفرجين.. بعض العناصر هناك كانوا قطاع طرق، وبدا أنهم عازمون على التسبب في حدوث مشاكل."
وبعد ساعات، قال كوبر إنه والمنتجة في CNN ماريان فوكس والمصور، تعرضوا لهجوم من قبل أنصار مبارك قبالة المتحف المصري بينما كانوا يحاولون الوصول إلى منطقة عازلة بين أنصار مبارك ومعارضيه.
وقال كوبر إن أنصار مبارك أمسكوا بهم ولكموهم على رؤوسهم، الأمر الذي دفعهم إلى العودة والمشي بهدوء، بينما تزايد الحشد وتواصلت اللكمات والركلات ومحاولة الإمساك بنا."
وأوضح كوبر أن الرد على تلك اللكمات ما كان ليجدي نفعاً، بل يمكنه أن يلهب الموقف أكثر، لذلك فإن "كل ما يمكن القيام به هو مجرد محاولة السير بالسرعة الممكنة والبقاء معاً والسعي للوصول إلى مكان آمن."
غير أن مصير بعض الصحفيين كان أسوأ، ومن بينهم مراسل قناة العربية، أحمد عبد الله، الذي اختفى لمدة ثلاث ساعات الأربعاء، وبعد العثور عليه، تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج إثر إصابات تعرض لها على أيدي خاطفيه.
وفي بيان معد سلفاً، قال جان فرانسوا جوليار، الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" إن "استخدام العنف ضد الإعلاميين أمر مثير للصدمة."
وقال إن هذه الهجمات تبدو أعمالاً انتقامية ضد وسائل الإعلام الدولية لتغطيتها الاحتجاجات المطالبة برحيل الرئيس المصري حسني مبارك.
وحث جوليار المجتمع الدولي على الرد بقوة على هذه التجاوزات، مضيفاً: "ونذكر الحكومة المصرية بأن عليها العمل على تطبيق القانون وعلى وجه السرعة لاستعادة الأمن للجميع، بما في ذلك العاملين في المجال الإعلامي.