CNN CNN

انتخابات مصر.. قلق من الإسلاميين ومقاطعة للفقراء

الثلاثاء، 20 كانون الأول/ديسمبر 2011، آخر تحديث 16:00 (GMT+0400)

القاهرة، مصر (CNN)-- تباينت أراء المصريين حول مشاركتهم في الانتخابات التشريعية، التي تنطلق جولتها الأولى في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، لاختيار من سيمثلهم تحت قبة البرلمان، في أول تجربة انتخابية بعد ثورة 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، التي أطاحت بنظام الرئيس السابق، حسني مبارك.

فبينما عبر عدد من المواطنين تحدثوا لـCNN بالعربية، عن قلقهم من إمكانية سيطرة التيارات الإسلامية على البرلمان المقبل، مقارنة بشباب الثورة والأقباط، رغم تأكيدهم على أهمية الصوت والمشاركة بالانتخابات، فإن البعض الآخر أكد على عدم اهتمامهم بالانتخابات أو المشاركة بها، كما أشاروا إلى عدم فهمهم للعملية الانتخابية.

محمد صلاح، من مدينة الفيوم ويعمل علي عربة لبيع الفول، قال إنه لن ينتخب أياً من المرشحين بدائرته، وأشار إلى أنه لا يعلم شيئاً عن القائمة النسبية والفردية، وقال: "أسمع من الناس أن العملية محسومة للجماعة بتوع الإخوان"، في إشارة إلى "الإخوان المسلمون."

وأضاف صلاح، الذي ترك التعليم في الصف الخامس الابتدائي، أنه أدلى بصوته فيما أسماه "انتخابات نعم ولا"، في إشارة إلى الاستفتاء على التعديلات الدستورية في مارس/ آذار الماضي، وقال إنه صوت بـ"نعم، علشان العملية تمشي"، أي تعود الحياة إلى طبيعتها، إلا أنه أشار إلى أن الأمور أصبحت أسوأ مما هي عليه، وأن "كل واحد عاوز حتة من التورتة، دون النظر إلى مصالح المواطنين."

أما محمد حسن مصطفى، يعمل سائق تاكسي، فقال إنه لن ينتخب أحداً ولا يهتم بالعملية الانتخابية وبما يجري في البلاد، وتابع بتعبير شعبي: "احنا انضحك علينا ومحدش عوضنا بعد الثورة"، كما أكد أنه لا يعلم شيئاً عن نظام القوائم والفردي وشكل العملية الانتخابية.

وأضاف مصطفى أنه لا يمتلك بطاقة رقم قومي، بعد تعرضه لحادث بلطجة منذ عدة أسابيع و"تثبيته" من قبل أربعة بلطجية، استولوا على هاتفه المحمول وحافظة النقود وبطاقته الشخصية، مما أدى لجلوسه في البيت قرابة شهر، وقال: "مش هطلع بطاقة تانية، وربنا يستر على البلد، وياريت يمشوها بسلام."

من جانبها، قالت نانسي ميلاد، وتعمل بإحدى المصالح الحكومية، إنها ستدلي بصوتها في انتخابات مجلس الشعب لأول مرة، حيث لم يسبق لها المشاركة من قبل، بسبب ما وصفته بـ"تزوير" الانتخابات في عهد النظام السابق، وحسم الانتخابات لصالح الحزب الوطني المنحل.

وأضافت أنها تثق بنزاهة العملية الانتخابية، غير أنها عبرت عن قلقها حيال توقعات بسيطرة التيارات الإسلامية على البرلمان المقبل، مقارنة بانخفاض حصة شباب الثورة، وغياب واضح للأقباط والكثير من التيارات المشاركة بالثورة.

وقال محمود عزت، خريج كلية التجارة ويعمل في مجال المقاولات، إنه سيذهب للإدلاء بصوته في الانتخابات مثلما قام بالتصويت في الاستفتاء على الدستور لإيمانه بأهمية الصوت.

وأضاف عزت أن اعتقاد البعض بحسم العملية الانتخابية قبل أن تبدأ لصالح التيارات الإسلامية، والإحجام عن الذهاب إلى لجان الاقتراع، يعود بالبلاد إلى أسوأ مما كانت عليه في عهد مبارك، وينسف الديمقراطية والعملية الانتخابية، كما شدد على أهمية احترام من يأتي إلى البرلمان من خلال صناديق الاقتراع.

وفي مترو الأنفاق تاجر متجول يبيع منتجات صينية "كل حاجة بجنيه"، يدعي محمد حسن مسعود، قال: "انتخابات إيه؟.. مش لما نلاقي نأكل الأول"، وبسؤاله عن امتلاكه لبطاقة رقم قومي والتي سيتم الاعتماد عليها في التصويت بالانتخابات، أكد أنه يمتلكها وأنه لن يعطي صوته إلا لمن يدفع له أجر اليوم الذي سيذهب فيه للانتخاب، تعويضاً عن الوقت في طوابير ولجان الاقتراع.

كما عبر وائل، خريج سياحة وفنادق وبدون عمل في الوقت الراهن، عن مخاوفه لـCNN بالعربية، قائلاً: "لا أفهم في السياسة ولا أهتم بها، وقد لا أذهب للتصويت في الانتخابات القادمة، وإذا ذهبت للتصويت سأمنح صوتي لمرشح الجماعة السلفية، لأني أشعر أنهم أفضل من غيرهم، وأرفض أن أمنح صوتي للإخوان المسلمين لأنهم "بيركبوا الموجة."

وأضاف قائلاً: "لا أعرف الأحزاب الجديدة، وليس لدى ثقة في أحد، لأن أي جماعة تصل للحكم ستعمل لمصلحتها الخاصة، وستظل البلد على حالها."

من جانبها، أبدت رشا خطاب، موظفة سابقة ولا تعمل حالياً، رفضها للتيارات الدينية، وقالت: "مش عاوزة مصر تكون زي السعودية أو إيران أو أفغانستان، لذا فلن أمنح صوتي لأي مرشح ينتمي للتيار الديني، وأنا خائفة من حصولهم على الأغلبية في مجلس الشعب، وإذا حدث ذلك فستكون مصيبة وحلت على مصر."

وأضافت قائلة: "الأحزاب الجديدة ليس لها صوت في الشارع، وكثرة الأحزاب التي نشأت بعد الثورة ستضر بهم جميعاً، لأن الناس في الشارع لا تعرفهم، وسأمنح صوتي للكتلة المصرية، وتحديداً مرشحي حزب المصريين الأحرار، وإن كنت غير متفائلة لما سيحدث في الانتخابات القادمة."