طرابلس، ليبيا (CNN) - قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن حكم الزعيم الليبي معمر القذافي وصل إلى نهايته، وإن على القذافي التنحي فورا، وذلك في بيان صدر عن البيت الأبيض مساء الأحد. وأضاف أوباما بالقول: "الليلة، وصل الحراك الشعبي ضد القذافي إلى مرحلة متقدمة، فطرابلس بدأت تسقط من حكم الطاغية."
وأضاف أوباما في بيانه: "الطريقة الأفضل لمنع سيل الدماء في ليبيا بسيط للغاية: على معمر القذافي ونظامه إدراك فكرة وصول حكمه إلى نهايته."
وقد أطلق الرئيس الأمريكي هذه التصريحات في الوقت الذي ترد فيه أنباء عن تفرق الثوار الليبيين من الساحة الخضراء وسط طرابلس، بعد أنباء عن اقتراب كتائب القذافي من المنطقة. كما أشارت مصادر CNN إلى اشتعال حريق كبير في طرابلس على بعد عشرة أميال من الساحة الخضراء.
وكان مسؤولون في المجلس الوطني الانتقالي الليبي قد أعلنوا في وقت سابق اعتقال اثنين من أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي، وهما سيف الإسلام والساعدي، في العاصمة طرابلس، وتجري محكمة الجنايات الدولية حاليا مشاورات مع الثوار في ليبيا لإجراء عملية نقلهما لعهدتهما، كما ذكر مدعي عام محكمة الجنايات الدولية، لويس مورينو أوكامبو لـCNN.
وتأتي عملية الاعتقال هذه في الوقت الذي تمكن الثوار من الوصول إلى الساحة الخضراء وسط العاصمة طرابلس صباح الاثنين، حيث يحتفلون بإنجازهم، حاملين الأعلام الليبية ورافعين علامات النصر.
فقد تجمعت أعداد كبيرة من المعارضين الليبيين في الساحة الخضراء، وهو المكان ذاته الذي لطالما تجمع فيه مؤيدو معمر القذافي لشهور، حيث قاموا بإطلاق العيارات النارية احتفالا بالنصر القادم، وحذروا في الوقت ذاته من أن المنطقة قد تحتوي حتى الآن على بعض القناصة التابعين لنظام القذافي.
وقال علي سعيد، الأمين العام للمجلس الوطني الانتقالي في بنغازي، إن سيف الإسلام القذافي في عهدة الثوار حاليا، بعد أن تم اعتقاله مساء الأحد، بينما أكد مدعي عام محكمة الجنايات الدولية أوكامبو أن سيف الإسلام سيمثل أمام المحكمة بتهمة "المشاركة في جرائم ضد الإنسانية ضد الشعب الليبي."
ولاحقا، أكد جمعة إبراهيم، المتحدث باسم الثوار في غرب ليبيا، اعتقال الثوار نجل القذافي الآخر، الساعدي القذافي أيضا فجر الاثنين.
وقال إبراهيم إن الثوار تمكنوا من الوصول إلى الساحة الخضراء في طرابلس، وإنهم "سيطروا على أجزاء كبيرة من العاصمة الليبية."
من ناحية أخرى، أكد محمد معمر القذافي، النجل الأكبر للزعيم الليبي، في اتصال هاتفي لقناة الجزيرة، أنه قيد الاعتقال والإقامة الجبرية في منزله.
وكان بث التلفزيون الليبي قد تعرض للانقطاع عدة مرات فجر الاثنين، وهو ما وصفه القائمون عليه بأنه "حملة إعلامية معادية" على المحطة.
وكانت الأحداث قد تسارعت بشكل كبير على جبهة العاصمة الليبية طرابلس خلال ساعات ليل السبت، إذ أطلق الثوار عملية عسكرية للسيطرة على المدينة، بدأت بتحركات في داخلها، حيث أبلغ السكان عن معارك شرسة في عدد من الأحياء.
وكانت الأحداث قد بدأت ليل السبت بإعلان الناطق العسكري باسم الثوار في الجبل الغربي، جمعة إبراهيم، أن قوات الثوار، "أطلقت بشكل رسمي عملية من داخل طرابلس، ويتوقع أن تنتشر بسرعة في كامل أحيائها."
وبعد ذلك بوقت قصير، أبلغ سكان في العاصمة الليبية عن وقوع اشتباكات في عدة أحياء، وسط إطلاق كثيف للنيران، حيث أشار الثوار إلى أنهم تحركوا من داخل المدينة ضمن عملية أكبر تمهد لوصول المجموعات المؤيدة لهم من المناطق التي يسيطرون عليها حول طرابلس.
وعلق مسؤول الشؤون السياسية في المجلس الانتقالي الليبي، فتحي باجا، بالقول إن العملية تسير "بسهولة"، مؤكداً على أن الثوار يتقدمون في الأحياء نحو مقر القذافي في باب العزيزية.
وبحسب جمعة إبراهيم، فقد سيطر الثوار على مقر الاستخبارات في طرابلس، كما انضم إليهم عدد من جنود الكتائب الأمنية التابعة للقذافي، وفرضوا معهم السيطرة على مطار المدينة، إذ أشار الناطق باسم الثوار إلى أن العملية منسقة مع عناصر ثورية في أحياء فشلوم وسوق الجمعة وبن عاشور مناطق في العاصمة.