CNN CNN

إيران تتجنب التطرق للحج وتعتبر السعودية "دولة قوية"

الخميس ، 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، آخر تحديث 19:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- واصلت إيران بث الرسائل المتناقضة حيال السعودية بعد اتهام طهران بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي بالولايات المتحدة، عادل الجبير، فبعد انتقادات وجهتها للرياض بسبب موقفها المساند لواشنطن، عاد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست، ليقول بأن المملكة "بلد كبير وقوي،" متجنباً التعليق على ما قد تقوم به السعودية من إجراءات حيال بعض المراسم الإيرانية خلال موسم الحج.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن مهمانبرست قوله إن موقف طهران حيال السيناريو الأمريكي الأخير ضد إيران "لم يتغير،" وإن طهران "مازالت تعتقد بأن هذا السيناريو مؤامرة أعدتها واشنطن،" رغم قيامها بطلب وثائق رسمية حول القضية من الجانب الأمريكي.

وأضاف الناطق الإيراني: "نعتقد بأنه لو طرحت أية مزاعم فيجب أولا طرح الوثائق المتعلقة بها وتأييد الاتهامات،" داعياً دول المنطقة إلى "التحلي باليقظة حيال مؤامرات الأعداء،" كما شدد على ما وصفها بـ"الوحدة والتضامن بين بلدان المنطقة."
 
وبشان احتمال قيام السعودية بردود فعل حيال إقامة مراسم "البراءة من المشركين" التي تقيمها إيران في مناسك الحج خلال العام الحالي بسبب قضية سفيرها بواشنطن قال مهمانبرست: "يجب على كافه بلدان المنطقة أن تؤدي دورها بشكل جاد للحفاظ على الأمن و الاستقرار في المنطقة وأن تكون حذرة تجاه المؤامرات التي ترمي لإثارة الفتنة بين دول المنطقة."

وأشار مهمانبرست إلى العلاقات القائمة بين طهران والرياض قائلاً: "نعتبر السعودية بلدا كبيرا وقويا، ونرى بأن الهدف من وراء المؤامرة الأمريكية الأخيرة بث الخلاف" بين الجانبين، وأضاف: "يجب على دول المنطقة أن تعلم بأن أية خلافات تنشب بينها تمهد السبيل لتواجد القوات الأجنبية في المنطقة.

وتأتي تصريحات مهمانبرست بعد مواقف قاسية أدلت بها شخصيات إيرانية حيال السعودية بسبب القضية، تضمنت اتهام الرياض بالتبعية لواشنطن بسبب انتقاداتها لطهران، وصولاً إلى حد التلويح بالقدرات العسكرية الإيرانية.

يشار إلى أن السعودية سبق لها أن أكدت عزمها تشديد الأمن في موسم الحج، محذرة من استغلال تلك المناسبة الدينية التي تحل بعد أيام، الأمر الذي نظر إليه البعض على أنه رسالة للجانب الإيراني.

يُذكر أن مراسم "البراءة من المشركين"، التي كانت قد بدأت في عهد قائد الثورة الإسلامية الإيرانية، روح الله الخميني، وقد جرت طوال سنوات، تتضمن تنظيم مسيرات ضخمة خلال موسم الحج، رأى خبراء أنها كانت في سياق السعي الإيراني لإثبات قوة الثورة في مناسبة يجتمع فيها ملايين المسلمين من حول العالم.

غير أن إحدى هذه التظاهرات، خلال موسم الحج عام 1987، تحولت إلى صدامات دامية، عندما حصلت اشتباكات بين البعثة الإيرانية وقوى الأمن السعودية، أسفرت عن سقوط المئات من القتلى والجرحى، معظمهم من الإيرانيين.

كما شهد مواسم الحج في السنوات الأخيرة بعض التوترات بين إيران والسعودية، عندما دعت طهران إلى تنظيم مراسم "البراءة من المشركين" في صحراء صعيد "عرفة"، لإطلاق "الصيحات" التي غالباً ما يتخللها تنديد بالولايات المتحدة وإسرائيل، وسبق أن تسبب تنظيمها بتوترات.