CNN CNN

أوباما: سنواصل دعم العراق بعد الانسحاب العسكري

الخميس ، 05 كانون الثاني/يناير 2012، آخر تحديث 11:00 (GMT+0400)

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- وعد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بالحفاظ على علاقات جيدة مع العراق في مرحلة ما بعد الانسحاب العسكري منه، مشيراً إلى أن واشنطن ستواصل مساعدة بغداد دبلوماسياً واقتصاديا وعسكرياً، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك بواشنطن مع رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، الذي أكد مواصلة بناء العلاقات بين البلدين.

واعتبر أوباما أن الولايات المتحدة أنجزت أهدافها في العراق، مضيفاً أن انتهاء الحرب في ذلك البلد يسمح بالتركيز على "بناء علاقات طبيعية بين دولتين."

كما أشار إلى أن واشنطن ستعزز الشراكة مع العراق في قضايا العلاقات التجارية ودعم بناء المؤسسات الديمقراطية وتعزيز الروابط العسكرية، وخاصة لجهة مساعدة بغداد على بناء سلاح جوي فعال بعد أن دمرت الحرب على نظام الرئيس الراحل، صدام حسين، القدرات الجوية العراقية.

من جهته، قال المالكي إن العلاقات بين الولايات المتحدة والعراق "لن تنتهي برحيل القوات الأمريكية، مضيفاً أن القوات الأمنية العراقية تعتمد حالياً على قدراتها الذاتية، مع المساعدة التي توفرها واشنطن وحلف الناتو عبر التدريب.

وتابع رئيس الوزراء العراقي بالقول: "لقد أثبتنا نجاحنا، وما من أحد كان يتوقع أننا سنتمكن من إلحاق الهزيمة بتنظيم القاعدة."

وظهر التباين في الموقف بين أوباما والمالكي حيال الوضع في العراق، إذا رفض رئيس الوزراء العراقي دعوة الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى مغادر منصبه، وقال إنه لا يحق لزعيم دولة ما توجيه دعوة مماثلة إلى نظيره في بلد آخر.

وتابع المالكي قائلاً: "أعرف أنه يجب أن يحصل الناس على الحرية والديمقراطية وحقوق المواطنة، وقد حققنا نحن هذه الحقوق ونحن معها، ولكن ليس لدينا الحق بدعوة رئيس للتنحي، لا يمكننا منح أنفسنا هذا الحق."

وذكر المالكي أنه طلب من واشنطن الحصول على معدات عسكرية، بينها طائرات مقاتلة من طراز F16، وقد أشارت الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أن أمريكا قررت بالفعل بيع بغداد 18 طائرة من هذا الطراز.

وعلى هامش المؤتمر الصحفي، أثار المراسلون قضية الطائرة الأمريكية العاملة دون طيار، والتي أعلنت إيران أنها أسقطتها فوق أراضيها، فقال أوباما إن واشنطن طلبت من طهران إعادة الطائرة، وأضاف: "سنرى كيف سيكون الرد الإيراني."

واعتباراً من الاثنين، لم يعد للجيش الأمريكي سوى نحو 6 آلاف جندي وأربعة قواعد عسكرية فقط، في الدولة التي غزتها القوات الأمريكية، بمشاركة تحالف دولي، قبل سبع سنوات، للإطاحة بنظام الرئيس الراحل، صدام حسين.

وبحسب الكولونيل بالجيش الأمريكي بالعراق، باري جونسون، فإن القواعد الأربعة هي:

- قاعدة "كالسو"، الواقعة بالإسكندرية، وتبعد حوالي 20 ميلاً (32 كيلومتراً) إلى الجنوب من بغداد.

- قاعدة "إيكو"، في الديوانية، وتبعد 111 ميلاً (178 كيلومتراً) عن جنوب العاصمة العراقية.

- قاعدة "أدر"، قرب الناصرية، وتبعد نحو مائتي ميل (320 كيلومتراً) إلى الجنوب الشرقي من بغداد.

- قاعدة "البصرة"، في محافظة البصرة، وتبعد نحو 340 ميلاً (547 كيلومتراً) إلى الجنوب الشرقي من بغداد.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال المالكي إن العراق أصبح مكاناً أكثر استقراراً، وأضاف أن الشعب العراقي كله يجب أن يشعر بالفخر بما تم إنجازه، وشدد على أن ما تحقق لا يُعد نجاحاً لأي حزب سياسي بعينه، أو طائفة محددة.

وبينما لا زال أمام الولايات المتحدة حتى 31 ديسمبر/ كانون الأول الجاري لسحب قواتها من العراق، بموجب الاتفاقية الموقعة بين البلدين في عام 2007، فقد سعت واشنطن لإبقاء عدة آلاف من المدربين والمستشارين في العراق.

إلا أن المسؤولين الأمريكيين لم يستطيعوا التغلب على مأزق منح القوات الأمريكية حصانة تتجاوز الموعد النهائي للانسحاب، ما دفع بالرئيس أوباما إلى الإعلان عن عدم بقاء أي جندي بعد 2011.

وقال مسؤول عسكري أمريكي مطلع على خطة الانسحاب إن "عدداً صغيراً" من الجنود سيبقى تابعاً لسفارة الولايات المتحدة في دور أمني، ولكن الآلاف من المتعاقدين والدبلوماسيين الذين لا يزالون في العراق سيعتمدون على نحو 5 آلاف متعاقد خاص لتوفير الأمن.