CNN CNN

الأردن: الاعتراف بالمجلس الوطني السوري غير وارد

متابعة: هديل غبّون
الخميس ، 12 كانون الثاني/يناير 2012، آخر تحديث 23:00 (GMT+0400)

عمّان، الأردن (CNN) -- أكدت الحكومة الأردنية الثلاثاء عدم نيتها الاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض، فيما رجحت تخفيض رحلات الطيران مع الجانب السوري في سياق قرارات الجامعة العربية بفرض عقوبات على سورية، بينما ذكرت أوساط برلمانية أن مسؤولين حكوميين تعهدوا بعدم السماح باستخدام أراضي البلاد لتنفيذ عمل عسكري ضد دمشق.

وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، راكان المجالي، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، إن الحكومة ستخفض رحلاتها إلى دمشق خلال الفترة المقبلة،  مشيرا إلى أن حركة التجارة والطيران ما تزال طبيعية.

وقال المجالي إن العلاقة مع سوريا في غاية الحساسية مضيفا بالقول: "الموقف الأردني لن يكون على الأقل إعلاميا كما الموقف اللبناني على سبيل المثال، وسيكون هناك تفاهم مع جامعة الدول العربية بشأن طلب استثناء الأردن من فرض العقوبات الاقتصادية على سوريا."

وشدد المجالي على رفض الأردن الاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض، كما أكد عدم تقصير الحكومة بالتعامل مع النازحين السوريين حتى الآن، وأكد أن الحركة على الحدود الأردنية السورية اعتيادية، فيما أشار إلى ارتفاع عدد النازحين بشكل غير قانوني إلى 620، كما شدد بأن الحكومة لم تتخذ أي قرار حيال وجود شأن السفير السوري في عمّان.

وبالمقابل، أعلن ناشطون في العاصمة الأردنية ظهر الثلاثاء عن إطلاق الهيئة العربية لنصرة الشعب السوري بمشاركة هيئات ممثلة عن ليبيا والكويت، وسط قلق نيابي وتهدئة حكومية أردنية حيال التعامل مع الأزمة السورية.

وجاء إطلاق الهيئة التي أسسها ناشطون من تيارات إسلامية ويسارية، احتجاجا على ما وصفوه بـ"ضعف الأداء السياسي الرسمي الأردني والعربي حيال سوريا،" فيما أعلنوا توجيه دعوات لهيئات عربية أخرى لحشد التأييد لدعم الثورة السورية.

وانتقد ناشطون سوريون وعرب، عدم إيلاء القضية السورية اهتماما سياسيا كافيا، مشيرين إلى ما وصفوه بـ"التقصير حيال النازحين السوريين وتقديم الدعم لهم على الأراضي الأردنية،" داعين إلى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض.

ودعا الناشط المعارض السوري، محمد عناد سليمان، الفعاليات الشعبية والسياسية إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات الاحترازية لحماية النازحين السوريين ودعم الناشطين المعارضين في الداخل والخارج.

وأشار سليمان إلى وجود قرابة أربعة آلاف نازح  سوري على الأراضي الأردنية، لافتا إلى وجود تقصير بإغاثتهم وان البعض منهم لا يجد المأوى للإقامة وأن الجمعيات الخيرية المشرفة على إغاثتهم لا تستطيع تغطية كل احتياجاتهم.

وأكد سليمان وصول قافلة مساعدات خلال الأيام الثلاثة المقبلة إلى الأراضي الأردنية قادمة من أوروبا عبر الأراضي السعودية، للنازحين السوريين، وكانت مفوضية شؤون اللاجئين للأمم المتحدة، قد أعلنت عن تواجد مالا يزيد عن 1500 نازح سوري.

ونددت الهيئة بمحاولة عاملين في السفارة السورية احتجاز مراجعين سوريين معارضين بعد حدوث مناوشات أدت إلى إصابة المعارضين بجروح، دعت الهيئة الحكومة الأردنية إلى طرد السفير السوري في عمان، بهجت سليمان.
وقال القيادي في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، رئيس الهيئة الأردنية لنصرة الشعب السوري، علي أبو السكر، إن الهيئة الأردنية هي نواة للهيئة العربية التي انضمت إليها كل من الهيئة الليبية الشعبية والهيئة الكويتية لنصرة الشعب السوري.

وطالب أبو السكر الحكومة الأردنية بترحيل السفير السوري في عمان، منددا باعتداء موظفين في السفارة على مراجعين سوريين، مشيرا إلى أن السفير عاد إلى ممارسة "دوره الأمني" وليس الدبلوماسي.

وأكد أبو السكر مطالبة الهيئة بتدخل عربي لإنهاء الأزمة في سوريا، ورفض التدخل الأجنبي أو الحل العسكري، داعيا الحكومة الأردنية الاعتراف بالمجلس السوري المعارض.

من جهته، لم يخف النائب في البرلمان الأردني علي الخلايلة، تحفظ عدد من النواب على دعم القضية السورية، مؤكدا تعرضه للتهديد من مجهولين اتصلوا به من الأراضي السورية بقطع رأسه، على خلفية انتقاده للنظام السوري خلال كلمة ألقاها مؤخرا في جلسات مناقشات الثقة بالحكومة في البرلمان الأردني

وأكد المحامي في المنظمة العربية لحقوق الإنسان، عبد الكريم الشريدة، لـCNN بالعربية، تواجد نحو 250 أردنيا بين معتقل ومختف في سورية منذ الثمانيات، لم تطالب بهم الحكومة الأردنية حتى الآن.

ودعا ناشطون خلال المؤتمر إلى إيجاد حلقة وصل مع البرلمانات العربية، وإطلاعهم على حقيقة الأوضاع في سوريا، وذلك في سياق توجيه النقد السياسي لضعف دور وأداء البرلمانات العربية في تأييد الثورة السورية.

وعقد رئيس الوزراء الأردني عون الخصاونة، ووزير الخارجية ناصر جودة، اجتماعا مغلقا الاثنين مع 85 نائبا في البرلمان، للحديث حول السياسية الخارجية الأردنية حيال الملف السوري.

وأكدت مصادر نيابية حضرت اللقاء غير المفتوح أمام وسائل الإعلام، بأن الحكومة تعهدت أمام النواب بعدم الدفع باتجاه أي تدخل عسكري أو خارجي في سورية أو فتح الأراضي الأردنية أمام ذلك.

وأشارت مصادر حزبية معارضة لـCNN بالعربية، إلى توقع إعلان ائتلاف "ديمقراطي" جديد، يضم الأحزاب اليسارية والقومية الأردنية، بشكل منفصل عن الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، حزب جبهة العمل الإسلامي.

وكانت الخلافات بين الأحزاب القومية واليسارية المنضوية في إطار موحد مع حزب الحركة الإسلامية الأردني، قد تفاقمت منذ بدء الأحداث في سوريا، وقالت النائب عبلة أبو علبة إن الاختلافات على الموقف من الملف السوري وعدد من ملفات الإصلاح الداخلي تعد سببا رئيسيا لتشكيل ائتلاف جديد، مؤكدة أنه بصدد الدراسة والبحث.