القاهرة ، مصر ( CNN)-- "مصر تتحرر الآن" هكذا رأى حارس مرمى منتخب مصر والنادي الأهلي الأسبق، نادر السيد، المشهد المصري منذ 25 يناير/كانون ثاني الماضي، وأن خروج ملايين المصريين للتظاهر مطالبين بحقوقهم يعبر عن مدى الغضب والقهر الذي يشعرون به منذ سنوات طويل.
وقال السيد في مقابلة مع CNN بالعربية، إن خروجه مع المتظاهرين "شرف ما بعده شرف، ولا يمكنه أن يفوت تلك الفرصة لمشاركة ملايين المصريين في ثورتهم، لأن مصر بلد تستحق التضحية لأنها أكبر بلد في المنطقة وتاريخها يؤكد ذلك."
ورأى السيد أن ما يحدث في مصر حاليا "ليس مجرد انتفاضة كما يحلو للبعض أن يصفها، ولكنها ثورة شعب لتحرير نفسه، وهو أمر أصعب من تحرير الأرض، بعد أن عاني المصريين من الظلم والقهر والفقر على مدار سنوات طويلة، وجدوا فيها أن خير بلادهم يذهب لأشخاص بعينهم."
وأشار حارس مرمى منتخب مصر إلى ان المظاهرات التي اندلعت في البلاد منذ 25 يناير/كانون ثاني الماضي، أعادت لمصر كرامتها ومكانها مكانتها وسمعتها، وأنه رأى مصر الحقيقية في ميدان التحرير، وغير غاضب من بعض الرياضيين الذين هاجموه بسبب مشاركته في مظاهرات الغضب.
وكان هذا نص الحوار :
كيف ترى المشهد في الشارع المصري حاليا ؟
أنا فخور بما يحدث في مصر في الوقت الحالي لأننا نتحرر من القهر والفقر، وأثبت شباب المتظاهرين أنهم على قدر المسؤولية ويقدّرون اسم بلدهم أكثر مما قدرّه بعض المسؤولين في السابق، وأرى أن مصر تدخل مرحلة تغير واسعة ومشرفة، والتغيير ليس معناه فوضى كما كان البعض يتصور، وأثبتنا أن بلدنا بلد كبير.
هل شاركت في المظاهرات منذ بدايتها؟
في بداية إندلاع المظاهرات كنت في أمريكا، وعدت إلى مصر يوم الجمعة الدامي الذي شهد اعتداءات واسعة من الشرطة على المتظاهرين، وشاركت في هذا اليوم الغاضب، وأتشرف بأني كنت في ميدان التحرير وساهمت في تحرير مصر.
لماذا شاركت في المظاهرات رغم أنك نجم من نجوم كرة القدم ؟
لأنني مواطن مصري يشعر بالقهر مثلي مثل ملايين المصريين، فلم أكن قابلا لوضع الإهانة الذي يشعر به كافة المواطنين في مصر، والإهانة يشعر بها كل مصري، أكره منظر المتسولين في الشوارع لأن في ذلك إهانة لهم، وأكره منظر المريض الذي لايجد علاجا في الوقت الذي كان كبار المسؤولين يعالجون في الخارج على حساب الدولة، بلدنا ليست فقيرة، بل أنها بلد غني بموارده وأبنائه، وكنت أنتظر ثورة المصريين منذ سنوات طويلة، فمصر بلد كرمها الله في القرآن الكريم عندما قال "ادخلوا مصر إن شاء الله امنين."
ولكن البعض يرى أن المظاهرات أثرت سلبا على استقرار مصر ؟
الاستقرار ليس معناه الاختيار ما بين الأكل أو الأمان، الاستقرار ليس معناه الاختيار ما بين الحرية أو أكل العيش، الاستقرار بدون تعليم جيد وعلاج وعمل ودخل كريم لا معنى له، فقد عانى الشعب المصري على مدار عشرات السنوات من الفقر والذل والإهانة، ويكفى ما حدث على مدار سنوات طويلة، فهذا ليس استقرارا ولكنه جمود وعندما هربت الشرطة من الشارع المصري وتركت المجتمع بلا حماية قام المصريون لحماية بلدهم وهب الشعب المصري ليؤكد للجميع أنه قادر على حماية الوطن، كما أن للانتفاضة أضرار، ولابد وأن نتحملها من أجل مستقبل بلدنا.
هل كانت لك أي خلفيات سياسية قبل اندلاع المظاهرات ؟
خلفيتي السياسية هي مصر، وليس لي أجندة خاصة، فأجندتي الوحيدة هي بلدي، وغير مقبول أن يتهم أحد هؤلاء الثوار بما ليس فيهم، فالشعب المصري لا ينظر إلا لبلده، وعيب على كل من اتهم المتظاهرين باتهامات سخيفة، فالمصريون ساسه من قديم الأزل، حتى ولو خنعوا لبعض الوقت، كنا نعاني في الماضي من عدم معرفتنا بحقوقنا وواجباتنا ولا نعرف القانون ولا الدستور وهذا كان مقصودا من النظام المصري لتغيب الشعب ولقلب الحقائق، فلا يصح أن نمط القانون لصالح أشخاص بأعينهم، فمصر بلد كبير، والعدل أساس الملك.
ألم تخش من خروجك للتظاهر ضد النظام ؟
عندما خرجت للتظاهر مع الناس في الشارع لم أفكر في شيء سوى بلدي وأبنائي، ولم تكن لي حسابات خاصة ، فقد وجدت أن مصر تحتاج لجهود كل أبنائها من أجل التحرر، فمن خرج للتظاهر تجاه ما يحدث له لا يقل شرفا عمن دافع عن مصر عام 1973 لتحرير الأرض، فتحرير وطن أغلى من تحرير أرض، وهو شرف لا يجب أن يفوتني حتى أفتخر به أمام أولادي، وقد شعرت في ميدان التحرير باحترام الذات، فالمظاهرات أعادت لنا كرامتنا وسمعتنا ومكانة بلدنا.
في رأيك لماذا خرج ملايين المصريين للتظاهر ؟
لأن المصريين يشعرون أن خير بلدهم ليس لهم، ولكن لبعض المنتفعين المقربين من النظام، فالمصريون يعانون منذ سنوات طويلة بالغضب والقهر، لماذا أنافق مسؤولا حتى أحصل على حقي ؟ ولماذا أهادن في هذا الحق ؟ ولماذا أتنازل عنه أمام سلطان جائر؟ كل هذا دفع الملايين الذين خرجوا للشارع للمطالبة بحقوقهم، فليس هناك شيء بعد الكرامة.
كيف رأيت المتظاهرين في ميدان التحرير ؟
رأيت في ميدان التحرير مصر الحقيقية، فقد رأيت شابة منقبة وفتاة تدخن وشبان ملتحون،وآخرون يرتديون أحدث صيحات الملابس، ورأيت الشيوخ والأطفال، رأيت ملايين المصريين لا يوجد بينهم اختلاف، فهؤلاء هم الشعب المصري، ولم تحدث واقعة واحدة تشين المتظاهرين.
ما رأيك في مطالبة البعض للمتظاهرين بالعودة لمنازلهم بعد أن تحققت مطالبهم ؟
بداية من خرجوا للشارع في ميدان التحرير وغيره من المدن المصرية ليسوا متظاهرين، ولكنهم ثوار، فما حدث في مصر منذ يوم 25 يناير/كانون ثاني ثورة وليس مجرد انتفاضة كما أطلق عليها البعض، فهؤلاء الناس ضحوا بدمائهم من أجل بلدهم، والمقابل للدماء لابد وأن يكون غاليا من حرية وكرامة، كما أن ما طالب به الشعب المصري ليست مجرد مطالب، بل هي حقوق، والحق الأول لهم لم يتحقق برحيل الرئيس مبارك، لذا فإنهم مصممين على الاستمرار في ميدان التحرير وغيره، لحين تحقيق هذا المطلب.
لماذا خرج العديد من الرياضيين في مظاهرات مناهضة ؟
لكل إنسان قناعاته ووجهة نظره ، ولابد وأن نحترم كافة الآراء لأننا في النهاية أبناء مصر، ولست ألوم من خرج لتأييد الرئيس مبارك، رغم أن بعضهم هاجمني في وسائل الإعلام على موقفي، ولكني لست غاضبا منهم، خاصة وأننا تعودنا لسنوات طويلة على نفاق الحاكم والمسؤول والمدير، وهذا يحتاج لوقت لنشفى منه، وهدف الجميع أن تكون مصر بلدا جيد.