CNN CNN

الحركة الإسلامية بالأردن تواصل مطالبتها بالإصلاح

السبت، 19 شباط/فبراير 2011، آخر تحديث 01:56 (GMT+0400)
إسلاميو الأردن يطالبون بحل البرلمان وتشكيل حكومة منتخبة
إسلاميو الأردن يطالبون بحل البرلمان وتشكيل حكومة منتخبة

عمان، الأردن (CNN)-- حذرت الحركة الإسلامية في الأردن من التباطؤ في الإصلاح السياسي في البلاد، مستشهدة بالتطورات السياسية في كل من مصر وتونس وعدد من البلدان العربية، وجددت مطالبتها بحل البرلمان وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، تمهيداً لتشكيل حكومة منتخبة.

وجددت قيادات من الحركة، ممثلة بجماعة الإخوان المسلمين، وذراعها السياسية حزب "جبهة العمل الإسلامي"، مطالب الحركة في الإصلاح خلال مهرجان جماهيري دعت إليه الجمعة في العاصمة عمان، حضره ما يزيد عن عشرة آلاف من أنصار الحركة، فيما قدرته الحركة بما يزيد عن 30 ألف مشارك.

وفيما حمل المهرجان الجماهيري عنوان "مهرجان الانتصار في ظلال المولد"، نسبة للمولد النبوي، طالبت الحركة الحكومة الأردنية بإطلاق هامش الحريات العامة والتعبير عن الرأي، مؤكدة على حق الشعوب في العيش بكرامة، معتبرين أن الأزمة التي يمر بها الأردن ليست "بمنأى" عن الأزمات التي تعصف بالمنطقة، مشيرة إلى أن" هدوءاً نسبياً مرحلياً فقط تعيشه البلاد اليوم."  

من جهته، قال القيادي البارز وأمين عام حزب "العمل الإسلامي"، حمزة منصور، في كلمته الخطابية: "إننا في الأردن لسنا حالة استثنائية عما يدور في المنطقة العربية، وأن الأردن أصابه ما أصاب مصر وتونس من تفرد بالسلطة."

وحذر منصور بوضوح الحكومة الأردنية من الهدوء النسبي الذي تشهده البلاد ، في إشارة إلى توقف الاحتجاجات الشعبية مرحليا وبعيد وقوع اعتداء على متظاهرين في اعتصام سلمي ظهر الجمعة، مضيفا بالقول: إن على الحكومة أن لا تستخدم أزلامها وأرباب السوابق من استخدام العنف مع المتظاهرين، "محملا الحكومة مسؤولية أي اعتداء يستهدف المتظاهرين والمعتصمين.

وأكد على أن "الأردنيين قادرين على النزول إلى الشوارع  حيث يمتلك الحيوية والوعي والسبب للاحتجاج."

وذهب منصور في كلمته الجريئة بالإشارة إلى أن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تمر بها البلاد ، وقال:" قد تصدى لها الفاسدون والمفسدون واحرقوا البلاد والعباد وهدموا نسيج المجتمع الأردني،" مضيفا "أن الإصلاح بات ضرورة وتحقيقا للمبدأ الدستوري، الذي يقول إن الشعب مصدر السلطات."

وطالب منصور بحل مجلس النواب، الذي وصفه بأنه جاء بعد عملية تزوير،  داعيا إلى إقرار قانون انتخاب جديد يعتمد القائمة النسبية، وإجراء انتخابات مبكرة، وتكليف كتلة الأغلبية في البرلمان أو ائتلاف برلماني بتشكيل الحكومة."

وبين منصور أن مطالب الحركة في الإصلاح تتطلب تعديلا على الدستور الأردني، وتعديل القوانين الناظمة للحريات وتحرير البلاد من "تدخل الأمن والقبضة الأمنية."

وتعهدت الحركة الإسلامية بمواصلة حراكها الاحتجاجي للإصلاح، فيما أشارت في وقت سابق إلى أنها بصدد منح حكومة معروف البخيت الجديدة، التي تشكلت في التاسع من فبراير/شباط الجاري، خلفا لحكومة سمير الرفاعي، مهلة لاختبار جديتها في الإصلاح السياسي، مشيرة إلى عزمها على "جدولة" ذلك الحراك  وبأشكال مختلفة من بينها المهرجانات.

أما المراقب العام لإخوان الأردن الدكتور همام سعيد، فقال من جانبه "إن الشعب الأردني يريد إصلاح النظام والتخلص من الفساد والمفسدين وإطلاق الحريات العامة."
وقال: "لا عاصم اليوم للأنظمة العربية من قبضة الشعوب، وان قطار الحرية الذي استقلته الشعوب انطلق، ولن تعيقه البلطجية."

واعتبر سعيد أن ما يجري في بعض البلدان العربية لا يحتمله الأردن ، من إراقة للدماء ، قائلا:" لا نريد دماء تسفك في ساحاتنا ودعوا البلطجية يعودوا إلى بيوتهم ونترك الشعوب تعبر عن أرائها."

وفيما حظيت القضية الفلسطينية باهتمام بالغ في المهرجان، والتأكيد على ضرورة جعلها قضية مركزية، حظيت الولايات المتحدة الأمريكية ببعض من رسائل التحذير، حيث قال سعيد:"ارحلي عن بلادنا فلا معسكرات لك اليوم ولا بوارج."

وبينما رحبت الحركة الإسلامية بتصريحات وزير العدل الأردني المحامي حسين مجلي مؤخرا حول ضرورة الإفراج عن الجندي الأردني أحمد الدقامسة، الذي أثارت تصريحاته  جدلا واسعا لدى إسرائيل، طالب سعيد مجددا بإسقاط معاهدة وادي عربة، والإفراج الفوري عن الدقامسة."

وتزامن المهرجان مع ولادة حراك عشائري في عدد من محافظات المملكة ، لمطالبة الحكومة وقف التصرف بأراضي العشائر المعروفة باسم "الواجهات العشائرية"، وإعادتها إليهم، فيما تتهم العشائر الحكومة والنظام بتفويض بيعها إلى متنفذين وشركات خاصة.

وتوافق وزير الإعلام الأردني الأسبق هاني الخصاونة في كلمة ألقاها عن الشخصيات الوطنية، مع موقف الحركة بالإشارة إلى مرور البلاد في أزمة  خطيرة وجادة"، معتبرا إياها "ما تزال قابلة "للسيطرة". 

 وقال الخصاونة إن" الدولة الأردنية بنيت على أعمدة من النزاهة ما يدعو إلى  إطلاع الأردنيين التعرف على كيفية بلوغ المديونية العامة للبلاد إلى 17 مليار دولار وكيفية بيع ممتلكات الدولة، ولماذا تم الاستيلاء على أراضي الخزينة،" بحسب قوله.

وشارك في المهرجان عدد كبير من قيادات الحركة وأنصارها، بما في ذلك القيادي الإسلامي البارز في جماعة الإخوان المسلمين في مصر، عصام العريان، الذي تحدث للجموع عبر الهاتف، بينما كان متواجدا في ميدان التحرير بالقاهرة.