CNN CNN

جسر الشغور.. هل تتحول لشوكة في خاصرة النظام السوري؟

الأربعاء، 06 تموز/يوليو 2011، آخر تحديث 20:00 (GMT+0400)
من مظاهرات احتجاحية ضد النظام السوري
من مظاهرات احتجاحية ضد النظام السوري

جسر الشغور، سوريا (CNN) -- أصبحت المدينة السورية الصغيرة القريبة من الحدود التركية أحدث شوكة في خاصرة النظام السوري وربما تتحول الأحداث فيها إلى ركيزة أساسية في الأزمة السورية.. إنها مدينة جسر الشغور.

هذه المدينة ليست جديدة على الانتفاضة ضد النظام السوري، فقد دفعت ثمناً خلال الثورة الإسلامية على النظام قبل ثلاثة عقود، وأصبحت مسرحاً دموياً خلال الأيام القليلة الماضية من الصراع الحالي في سوريا.

ففي العام 1980، أمر الرئيس السوري الراحل، حافظ الأسد، والد بشار، بقصف المدينة لوضع حد للانتفاضة فيها، غير أن أحداث مدينة حماة في ذلك الوقت طغت على أحداث جسر الشغور، بالنظر لحجم المذبحة التي وقعت في مدينة النواعير بعد عامين، حيث قتل نحو 30 ألف مواطن سوري.

والآن يأتي بشار الأسد الذي ورث الحكم عن أبيه وتولى قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي في العام 2000، يقف جاهزاً لاستعراض المستوى نفسه من العنف والقسوة، بحسب ما يقوله معارضون للنظام ومراقبون.

فقد هدد الأسد بالرد على قتلى "القوات الأمنية في جسر الشغور، والتي تقول الأنباء السورية الرسمية إن عددهم وصل إلى 120 شخصاً، فيما يتهم النظام "جماعات مسلحة:" في المدينة بأنها استولت على نحو خمسة أطنان من المتفجرات، غير أن ذلك يعتمد على مدى ولاء أجهزته الأمنية وقواته المسلحة.

وتكشف اللقطات التي بثها معارضون للنظام على موقع يوتيوب حجم القتل المتوقع، خصوصاً وأن المدينة تفتقد للكهرباء منذ الجمعة وكذلك للوقود والخبز، بينما تمكن عدد من سكانها من الفرار من منازلهم وفقاً لما ذكره بعضهم لـCNN.

وأوردت منظمة العفو الدولية "أمنستي" اسماء 54 شخصاً قتلوا رمياً بالرصاص على أيدي القوات الأمنية في المدنية مع بداية الأسبوع الحالي.، مع العلم أن CNN لم يسمح لها بالدخول إلى سوريا لتغطية الأحداث ولا يمكنها التأكد من صدقية خذخ الأنباء من مصادر مستقلة.

وكان التلفزيون السوري قد أورد في الأحد أن مدينة جسر الشغور الواقعة شمالي البلاد تشهد مواجهات شرسة بين القوى الأمنية، ومن وصفهم بـ"مئات المسلحين،" مضيفاً أن المعارك أدت لمقتل 80 شرطيا (ارتفع عددهم لاحقاً إلى 120 قتيلاً)، وأن السكان يطالبون الجيش بالتدخل، في حين ذكرت منظمات حقوقية أن المدينة وما حولها من القرى شهدت مقتل 45 من المحتجين المدنيين خلال يومين.

ونقل التلفزيون السوري كلمة مصورة مقتضبة لوزير الداخلية، اللواء محمد ابراهيم الشعار، قال فيها إن سوريا "شهدت في الأيام الماضية هجمات مسلحة ومركزة استهدفت دوائر حكومية وعامة وخاصة ووحدات شرطية ومراكز أمن في عدد من المناطق كان أخرها في منطقة جسر الشغور حيث قامت مجموعات إرهابية مسلحة بحرق وتدمير عدد من هذه المواقع واستخدمت الأسلحة مطلقة الرصاص والقنابل اليدوية على موظفي هذه المواقع من مدنيين وعسكريين."

وأضاف الشعار: "انطلاقا من مسؤولية الدولة في الحفاظ على حياة المواطنين من مدنيين وعسكريين وحماية المنشات الحكومية التي هي ملك الشعب فإننا سنتعامل بحزم وقوة ووفق القانون ولن يتم السكوت عن أي هجوم مسلح يستهدف أمن الوطن والمواطنين."

وقالت وكالة الأنباء السورية إن قوات أمنية تعرضت لـ"كمين نصبته عصابات مسلحة بالقرب من جسر الشغور" وأضافت أن عناصر الأمن والشرطة "كانوا في طريقهم إلى جسر الشغور تلبية لنداء استغاثة من مواطنين مدنيين كانوا قد تعرضوا للترويع وهربوا من منازلهم باتجاه مراكز الشرطة والأمن" على حد تعبيرها.