CNN CNN

لندن تحذر إيران من عواقب مهاجمة سفارتها ومجلس الأمن يندد

الخميس ، 29 كانون الأول/ديسمبر 2011، آخر تحديث 19:00 (GMT+0400)

طهران، إيران (CNN) -- أعلنت بريطانيا سحب بعض موظفي سفارتها من إيران، الأربعاء، تزامناً مع توضيح سيقدمه وزير الخارجية، ويليام هيغ، إلى البرلمان بشأن "العواقب الوخيمة" التي هدد بها إيران بعيد مهاجمة حشد من الطلاب الإيرانيين للسفارة البريطانية في طهران الثلاثاء.

ندد مجلس الأمن الدولي "بأشد العبارات" بالهجوم الذي تعرضت له السفارة البريطانية في إيران الثلاثاء، ودعا في بيان له طهران إلى "حماية الممتلكات والشخصيات الدبلوماسية واحترام التزاماتها الدولية في هذا الصدد،" في حين عبرت وزارة الخارجية الإيرانية عن "أسفها" لما حصل، بينما حذرت لندن من "عواقب جدية" لما جرى.

وقال وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، إن بريطانيا تأخذ الهجوم على سفارتها "بجدية كبيرة،" محملاً إيران المسؤولية الكاملة عن الفشل في حماية السفارة، وأضاف: "من الواضح أنه سيكون هناك عواقب أخرى وإضافية وجدية لما جرى."

من جانبها، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن قائد الشرطة، العميد أحمد رضا رضان، أنذر المجموعات الطلابية الموجودة في مقر السفارة البريطانية بوجوب إخلائها فوراً، في حين عبرت الخارجية الإيرانية عن "أسفها" للحادث الذي سببته مظاهرة للطلاب "خرجت عن نطاق السيطرة."

وندد البيت الأبيض باقتحام السفارة البريطانية، وحض إيران على "الاحترام الكامل لواجباتها الدولية وإدانة الهجوم وملاحقة المهاجمين والتأكد من عدم تكرار هذا الحادث مستقبلاً ضد السفارة البريطانية أو أي سفارة أخرى."

وأضاف البيان أن الخارجية الأمريكية على تواصل مع نظيرتها البريطانية، مشدداً على أن الولايات المتحدة "مستعدة لدعم حلفائها في هذا الوقت الصعب،" كما صدر بيان تنديد من موسكو التي عبرت عن "دعمها للدبلوماسيين البريطانيين وأملها في أن تستعيد السلطات الإيرانية فوراً سيطرتها على الوضع."

وكانت وزارة الخارجية البريطانية قد دعت الثلاثاء رعاياها في إيران إلى "البقاء في منازلهم وتجنب الظهور وانتظار المزيد من التوجيهات،" وذلك بعد قيام مجموعات طلابية باقتحام سفارة لندن في طهران وتحطيم نوافذها وأبوابها وإزالة العلم البريطاني من فوقها واستبداله بالعلم الإيراني، الأمر الذي أدانته بريطانيا واعتبرته "غير مقبول."

وذكرّت الخارجية البريطانية السلطات الإيرانية بواجباتها وفق القانون الدولي واتفاقية فيينا لجهة "المسؤولية الواضحة عن حماية الدبلوماسيين ومقرات السفارات."

وقالت الخارجية البريطانية إن السفارة تعرضت للاقتحام من قبل "عدد كبير من المحتجين،" وأشارت إلى أن الوضع في المقر ما زال "غير مستقر مع استمرار ورود المعلومات" رغم ما أعلنته الشرطة الإيرانية حول سيطرتها على الموقف.

وبحسب البيان البريطاني، فقد قامت لندن بإخطار القائم بالأعمال الإيراني في لندن بضرورة حض السلطات الإيرانية على "التصرف بأقصى سرعة لضمان تأمين الوضع."

وكانت مجموعات طلابية في العاصمة الإيرانية طهران قد اقتحمت مقر السفارة البريطانية الثلاثاء، وقامت بتحطيم أبواب مقرها وبعثرة الملفات التي كانت موجودة فيه، كما عمد الطلاب إلى انتزاع العلم البريطاني واستبداله بالعلم الإيراني، كما حكموا النوافذ من خلال إلقاء الحجارة عليها، وقف ما شاهده طاقم عائد لـCNN، وذلك في سياق التوتر الحاصل للعلاقات بين البلدين.

وكان مجلس الشورى في إيران قد صادق، وبغالبية الأصوات، الأحد، على خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا، وذلك رداً على العقوبات الجديدة التي فرضها الغرب على الجمهورية الإسلامية على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية، إرنا، أن 171 نائباً صوتوا لصالح القرار، ومعارضة ثلاثة وامتناع سبعة عن التصويت للقرار، الذي تقول طهران إنه رد علی مواقف لندن المعادية لها.

ونص القرار الذي جاء اثر فرض بريطانيا عقوبات صارمة على المصارف الإيرانية"، علی أن أي قرار قد تتخذه طهران في المستقبل لاعادة العلاقات مع بریطانیا إلى حالتها الطبیعیة یجب ان یأتي من خلال قرار يعتمد من قبل البرلمان الإيراني"، بحسب المصدر.

وتأتي الخطوة الإيرانية بعدما أمرت وزارة الخزينة البريطانية كافة المصارف المحلية بقطع علاقتها مع نظيراتها الإيرانية، بما فيها المصرف المركزي الإيراني، تزامناً مع إعلان أمريكا وكندا عن عقوبات اقتصادية جديدة على طهران في خطوة منسقة بين البلدان الثلاثة.

وردت بريطانيا بعنف معتبرة أن قرار مجلس الشورى الإيراني بخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية معها "مؤسف،" ولكنها شددت على أنه لن يساعد طهران على مواجهة "عزلتها المتزايدة والقلق الدولي حيال برنامجها النووي وسجلها في مجال حقوق الإنسان،" وهددت بـ"رد قوي" في حال قررت الحكومة الإيرانية السير بالخطوة.

وقال بيان وزارة الخارجية البريطانية إن رد لندن على خطوة خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية في حال حصولها سيتم بالتنسيق مع شركاء بريطانيا في العالم.

وبررت بريطانيا قرارها بما تضمنه التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول إيران، الذي عبرت فيه عن قلق متزايد من الأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي لطهران.

 وكانت وزارة الخزينة البريطانية قد قررت قطع كافة العلاقات المالية مع إيران، بسبب القلق حيال برنامجها النووي، لتكون بذلك أول دولة تفصلها لندن عن نظامها المالي، في حين أعلنت مصادر أمريكية عن تصنّيف طهران ومصرفها المركزي على أنهما "مصدر رئيسي للقلق" على صعيد تبييض الأموال.

وكان مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد صوّت الجمعة الماضية لصالح قرار يعرب عن "القلق العميق والمتزايد حيال القضايا العالقة في برنامج إيران النووي، وخاصة تلك التي بحاجة لتوضيح من أجل استبعاد وجود أبعاد عسكرية."

وشدد قرار الوكالة على أن إيران والوكالة الدولية بحاجة إلى "حوار مكثف" لتوفير توضيحات سريعة تعالج القضايا العالقة. كما حض القرار إيران مرة جديدة على "التعاون الكامل ودون تأخير،" وطالبها بتنفيذ التزاماتها حيال قرارات مجلس الأمن الدولي وحيال مجلس حكام الوكالة.

ويشتبه الغرب في سعي إيران لإنتاج أسلحة نووية، فيما تؤكد الجمهورية الإسلامية من جانبها بأن برنامجها النووي سلمي ولأغراض مدنية.