CNN CNN

مدونون: سقوط مملكة الصمت.. وحرب اللحى السلفية

عرض: يوسف رفايعة
الثلاثاء، 07 شباط/فبراير 2012، آخر تحديث 00:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)-- حفلت عدة مدونات عربية بمشاركات سياسية واجتماعية مختلفة، تركزت في معظمها على الثورات العربية، خصوصا الشأن السوري، إذ تحدثت مدونة سورية عن "سقوط مملكة الصمت" في البلاد، بينما تحدثت أخرى عن الأوضاع في كل من ليبيا ومصر، وما آلت إليه الثورات هناك.

فتحت عنوان "بين الساعة الثانية عشر وساعة الصفر،" كتبت المدونة السورية شيرين الحايك على مدونتها "طباشير"، تقول: "زين العابدين بن علي في السعودية، حسني مبارك في السجن، القذافي جثّة تحت الثرى، علي عبد الله صالح، آخر الساقطين، سيتحسس بقيّة عمره آثار الطغيان عندما يواجه الثورة على وجهه، هكذا أعلنت 2011 نهايتها."

وأضافت أن بائع الخضار التونسي محمد البوعزيزي "احترق وأعلن باحتراقه إشعال الفتيل الذي بدأ بإحراق الأنظمة الفاسدة واحد تلو الآخر طوال عام من أكثر الأعوام التي تعتبر أنها مغيّرة للتاريخ عربيا أو حتى عالميا، بشكل مباشر أو غير مباشر."

وبقي على الساحة العربية حاليا كل من "الثورة السورية والبحرينية اللتان تنتظران إسقاط الأنظمة فيهما قبل أن تبدأ رحلة الإصلاح الأكبر. البحرين التي أعتبر، بشكل شخصي، أنها الأصعب والأطول مشوارا لأسباب يطول شرحها - أهمّها الإهمال الإعلامي والتكاتف الملكي الخليجي ضدها. أمّا الثورة السورية فهنا تبدأ قصّة مملكة الصمت التي نطقت كالموت الذي يحيا،" وفقا للحايك.

ومن سوريا أيضا، وتحت عنوان: "أول الانتصارات.. حلم" نشرت مدونة "كبريت" مقالا للكاتبة ليلى السمان من جريدة "سوريتنا" الجديدة، قالت فيه: "أغمض عينيك.. عامٌ واحدٌ للوراء.. بضعة أنفاسٍ للخلف هنا.. أَتَذْكُر..!؟ تَلَمَّس أطرافَ لسانك… أَتَذْكُر طعم الخوف!؟"

وأضافت: "ذاك المرارُ الذي يسكن وسط الحروفِ التي تمضَغُها عنوةً فتزدادُ غربةُ ذاتِك عن ذاتِها.. تحسس صوتك… وسطَ الهمسةِ الأولى والثانية.. حيثُ تغيب الأسماء في رحيل الأزمنة.. أَتَذْكُر الصمت !؟ مرآتك… قف أمامها… تأمل عينيك.. أهو موتٌ سبق الموت… أم حياة كانت في توقٍ للسماء !؟ أتذكر وجهك !؟ حيُّك وجيرانك… جدران المدن.. وطريق المدرسة المعبَّد بصيحات الآخرين , وعهود من انتظرناهم ولم يأتوا.. ومن طوبناهم أبداً خلف أبد… أَتَذْكُر !؟ طفلك الذي كان يحاول التقاط أحلامه قبل أن يسرقها الكبار."

وتابعت في مقالها النثري تقول: "أغلق قبضتك على قلمك… دعه ليبوح… نقطةً تلو أخرى… سطراً يعانق الآخر… وكلماتٌ لا تجد مكانها على دفاترك… لكنها تجد موتها الأخير مع كل الأفكار التي أغلقت عليها الباب كي لا يسرق عمرك سجانٌ برائحة الكراهية.. أتذكر الخوف!؟ واليوم!؟ وطعم الحرية يدخل الحرية روحك… وصوتك الذي ينشد وسط الألوف رغم اقتلاع الحناجر ابتسامتكَ الممتزجة بألم الغياب… ذاكرتك التي يسكنها آلاف الشهداء وعشرات آلاف الذين لا تعرف أين أخذهم عنك الطريق… فيدخل العشقُ قلبك… عشقٌ طوباويٌّ لأناسٍ ربما لم تعرفهم يوماً.. لكنك تعرفهم أكثر من أيِّ أحد."

أما المدون الليبي ناجى الفيتوري، فكتب على مدونة "بنغازي" يقول: "فتى وفتاة يتغنيان بحب ليبيا: ليبيا ما أغلاك علي، درس في الحب.. حب الوطن على طريقتهم، برهن الليبيون على حب الوطن، الروح ترخص ..المال لا يهم، لا نبالي إن سلمت من هلك، ليس لوحات معدنية في الشوارع مكتوب عليها "حب الوطن من الإيمان" ثم لا حب ولا إيمان، نهب وسلب.. قتل وتشريد.. والوطن آخر من يعلم."

وتابع المدون يقول: "الناس في بلدي صاروا يتلكمون لغة أخرى، ليبيا للجميع وبالجميع، لا قائد يفهم في كل شيء والباقي تبّع، لا سيد والباقي عبيد، بل أرفع راسك فوق.. أنت ليبي حر، نريد أن يحكمنا موظفون في دولة قانون، يعني عبد الجليل موظف، انتدبه الشعب من سلك القضاء وليس هو المستشار الوحيد، مؤقت مش مؤبد، ولأنه اقرب الناس للقانون فالأولى به احترامه واحترام عقولنا."

وأضاف الفيتوري: "من يحترم عقول الليبين لا يعطيهم درسا في الحساب، كيف يحسبون الأغلبية، ويصر على البقاء لأن بنغازي لا تمثل الليبيين ومن تظاهروا بميدان الشجرة لا يمثلون كل أهل بنغازي، يقول أي كلام يبرر به بقاءه أطول فترة ممكنة، والناس غير مقتنعة بما يقول، وينسى أن شرعيته مستمدة من رضا الناس، والناس غير راضية، ويغتر بالسلطة وسلطانه مؤقت مهما أصر على البقاء، لا ينسى أن الناس قبلت به في فترة حرب مع الطغيان ولم يكن لديها مجال للاعتراض أو الاختيار، ولم تنس أنه كان وزيرا لعدل القذافي."

وعلى مدونته الشخصية، كتب المدون الجزائري عمر دخان، معلقا على خبر نشره حول تحذير من هيئة "النهي عن المنكر بتهديد صالونات الحلاقة بعدم حلق اللحى في بور فؤاد بمصر،" يقول: "إن نفس التصرف حدث من طرف سلفيي الجزائر عندما شعروا بأنهم كادوا يحصلون على السلطة بعد الفوز المزيف لهم في التسعينيات، قاموا بحمل العصي والهراوات وشكلوا ما يسمى بالشرطة الدينية والتي قامت بما يقوم به هؤلاء اليوم، من تعدي على الحريات الشخصية وترهيب للمدنيين وفرض أفكارهم بالقوة والعنف إن اقتضى الأمر."

وأضاف: "ثم يأتيني أحدهم ليقول لي: كيف تقول أن جنرالات الجزائر أنقذوا الجزائر؟ نعم، أنقذوها من أمثال هؤلاء الذين لولا تدخل المؤسسة العسكرية وإلغائها للانتخابات لكانت الجزائر اليوم مثل مصر وربما مثل أفغانستان وإيران."

وتابع دخان: "هذه علامات خطر حقيقية على مصر وحضارتها وثقافتها من حَمَلَةِ الجهل المستورد هؤلاء، والذين لن يهنأ لهم بال إلا بعودة المصريين إلى العيش في الخيام والتنقل على ظهور الجمال وفق السُنَة."

وختم المدون بالقول: "مثل هذه الخطوة، وإن حاول السلفيون المسيسون التبرؤ منها ومن أي صلة لهم بها، إلا أنها لا تعد سوى محاولة لجس نبض الشارع المصري من قبلهم، وهذه الهيئة هي بالتأكيد ذات علاقة وثيقة بالأحزاب المتأسلمة نظرا لأنها تحمل نفس الأجندات القائمة على قمع الرأي الآخر، محاربة الحداثة وتشجيع الجهل والتخلف، هذا عدا استخدام مثل هذه الهيئة مستقبلا لقمع كل من فضح انتهازيتهم وتجارتهم بالدين."