CNN CNN

مدونات: قنوات "الفتنة" بمصر والقاعدة ترد الجميل

الثلاثاء، 16 تشرين الأول/أكتوبر 2012، آخر تحديث 13:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لم تغب الاحتجاجات التي شهدتها الكثير من العواصم العربية والإسلامية، على مدار الأسبوع الماضي، ضد الفيلم "المسيء" للنبي محمد وللمسلمين، عن مناقشات المدونين العرب، خاصة التداعيات التي خلفتها تلك الاحتجاجات، بالإضافة إلى طائفة من القضايا الأخرى.

فعلى مدونة "لقمة عيش"، كتب صاحبها أبو المعالي فائق تحت عنوان: قناة الأمة الفضائية والنفخ في نار الفتنة الطائفية في مصر.. يقول:

هناك بعض القنوات المسماة بالدينية، تبذل قصارى جهدها في زرع الفتنة بين المصريين، وحينما توجد كلمة فتنة في مصر، فالمقصود بها الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين، وقد تهون كل مشاكل مصر إلا مشكلة الفتنة الطائفية، التي إن وقعت فليس لها من دون الله كاشفة.

وهناك البعض ممن يتصور أنه يدافع عن الإسلام وعن نبي الإسلام، وهو يسيء إليه إساءة بالغة، وتلك الإساءة إمّا عن تعمد مدفوع الأجر مع سبق الإصرار والترصد، وإمّا عن جهل فاضح بماهية الدين الإسلامي، وإحداهما أضل من الأخرى.

ويؤسفني أن أجد على شريط قناة "الأمة"، لصاحبها أبو إسلام أحمد عبدالله، هذا الكلام الذي يراه الناس يومياً، وكأنه تحريض مباشر لتمزيق وحرق ما يعرف بالكتاب المقدس - الإنجيل - لدى الإخوة الأقباط، الذين كانوا أول من أدانوا الفيلم المسيء للرسول (ص) في مصر، وكذلك أدانوا الرسومات المسيئة.

فما ذنب أقباط مصر فيما يحدث من تجاوزات من بعض أقباط المهجر، الذين طالب بعض القيادات الكنسية المصرية منهم بإسقاط الجنسية عنهم، عبر لافتات وزعوها وعلقوها في شوارع بلادهم.

فهل يعقل أن يكتب على شريط القناة هذا الكلام: "بشرى لكل أبناء الأمة الإسلامية، في تمام الساعة .... بعد عصر يوم .... ووسط جموع حاشدة أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة، ألقى الأستاذ أبو إسلام بياناً قصيراً، أنهاه بأول حدث تاريخي في العالم، أن قام بتمزيق الكتاب المقدس ... ثم قام بحرقه، كإنذار أول لكلاب المسيحية في العالم، ممن يعتدون على مقدسات المسلمين."

ومن سوريا، تناولت مدونة "كبريت" عنواناً لافتاً يقول: القاعدة ترد الجميل.. وكتب أحمد الشامي تحت هذا العنوان:

حين أصدر "فرانسيس فوكوياما" كتابه الشهير "نهاية التاريخ" عام 1993 كان مقتنعاً، بعد سقوط التجربة السوفيتية وانتصار الليبرالية الغربية الساحق، أن التاريخ قد انتهى، وأن لن يكون هناك صراع في المستقبل!.. لماذا الخلاف العقائدي حين يتبنى الجميع اقتصاد السوق الحر في كل مكان، وتسود الطبقة الغنية في المجتمع، والتي تلقي ببعض الفتات للطبقات اﻷدنى؟

مع ذلك، جاءت الحرب على "الإرهاب"، وعشرات الحروب الصغيرة هنا وهناك، لتؤكد أن الصراع مستمر بين الكبار، ولكن بوسائل أخرى.. أهم هذه الوسائل هي الحروب بالوكالة، التي يشنها خصوم القوة اﻷكبر في العالم ﻹضعاف أمريكا والحد من نفوذها، إضافة إلى "مقالب" ونغزات يقوم بها منافسو أمريكا، وبعض أصدقائها، لتذكيرها بوجودهم وبمصالحهم.

بين هذه الغمزات يأتي رفض "شيراك" المساهمة في غزو العراق عام 2003، رداً على تفرد أمريكا بالقرار، أيضاً عدم سماح تركيا للأمريكيين بعبور أراضيها لإسقاط صدام.. الكويتيون "قاموا بالواجب" وأكثر.

تورط أمريكا العسكري في كل من أفغانستان والعراق، جاء برداً وسلاماً على الجميع، خصوم أمريكا (وليس أعداؤها فهي أقوى من أن يكون لها أعداء) ساهموا بقسط وافر في إلحاق الأذى بجنود العم "سام"، ومنافسو أمريكا وأصدقاؤها وجدوا ﻷنفسهم "باب رزق" في حروب السيد "جورج والكر بوش" غير المدروسة، سواء عبر مقايضة دعمهم للمغامرات العسكرية الأمريكية، أو عبر تعكير صفو القوة اﻷعظم من حين لآخر.

في هذا المجال تحتل "القاعدة" مكانة خاصة في قلوب خصوم أمريكا جميعاً، فهي الأداة المفضلة لهؤلاء من أجل إنهاك القوة اﻷكبر وإيلامها، دون تحمل مسؤولية عمليات "الشيخ أسامة" وخليفته "الدكتور أيمن".. بكلمة أخرى، الحرب على الإرهاب حلت محل الحرب الباردة.

هذا يفسر قتل الشيخ "أسامة بن لادن" دون محاولة اعتقاله، ولا التحقيق معه، على عكس أوليات المنطق.. الأمريكيون لم يكونوا بحاجة للتحقيق مع "بن لادن" لمعرفة صلاته وداعميه، فهم يعرفون أعداءهم جيداً، ويتظاهرون بعدم الفهم، فلعبة اﻷمم تقتضي بعض المسرحيات والبهارات.

ومن السعودية، تعرضت مدونة "سعوي بنق" لحادثة غريبة، بعنوان: سعودي يضرب مسئول حكومي ويقيده ويعرضه على اليوتيوب.. وكتب صاحبها قائلاً:

تهجم مواطن سعودي على رئيس جهة حكومية خدمية في محافظة طبرجل بالمملكة العربية السعودية وقيّده في صهريج عند مزرعة وضربه.. وصوّر المواطن ما حدث مع رئيس الجهة الحكومية، ونشره عبر موقع "يوتيوب"، حيث يبدو فيه الموظف الحكومي يحاول صد الشخص المعتدي عليه ومنع التصوير، فيما يردد المعتدي "هذه عوايل ما فيه نظام يسمح لرئيس البلدية يدخل علي"، فيما يرد الموظف بالقول "عيب عليك."

وكان الموظف الحكومي قدم للتأكد من وجود مخالفة في مزرعة بمحافظة طبرجل، لكن أشخاصاً داخل هذا المكان ادعوا أنه انتهك حرمة المكان، واعتدى أحدهم عليه بالضرب، وحضرت الجهات الأمنية إلى المكان، وحولت أطراف القضية إلى شرطة محافظة طبرجل للتحقيق معهم.