CNN CNN

مدونات: فيلم "الممثلة والشيخ" و3 ملايين فقير بالسعودية

عرض/ محمود غريب
الثلاثاء، 09 تشرين الأول/أكتوبر 2012، آخر تحديث 18:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تناول المدونون العرب على صفحاتهم هذا الأسبوع، العديد من القضايا التي تشغل الشارع العربي، لعل من أبرزها الجدل الذي ما زال مستمراً حول "تحريف" وسائل الإعلام الإيرانية لخطاب الرئيس المصري، محمد مرسي، بالإضافة إلى الضجة التي أثارها أحد شيوخ السلفيين بتوجيهه اتهامات بـ"الفجور" للممثلة إلهام شاهين، والتي امتدت إلى أروقة القصر الرئاسي في مصر، واختلاف التصريحات حول عدد فقراء السعودية.

فمن مصر، أبرز المدون أبو المعالي فائق، على مدونته "لقمة عيش"، عنواناً يقول: فيلم الموسم "الممثلة والشيخ" احجز مقعدك.. وجاء تحت هذا العنوان:

منذ عدة أسابيع، والصحف والمجلات والفضائيات، حتى حواديت المصاطب وسيارات الأجرة، لم تخلو من الحديث عن السيدة "إلهام شاهين"، بين مدافع عنها وناقم عليها، وكأننا في مصر نتربص بأي معركة وهمية تبعدنا عن الهدف الأساسي، وهو بناء اقتصاد دولة كاد أن ينهار.

والحقيقة أنا أعتب على كل الأطراف الذين جعلوا من الممثلة "إلهام شاهين" بؤرة الحرية في مصر، وتحول الموضوع وكأنه فيلم الموسم - وعلى فكرة يمكن لمخرج هاو أن يخرج فيلم عنوانه (الممثلة والشيخ) - فضلاً عن الألفاظ التي واكبت هذا الفيلم من كل الأطراف المؤيدة والمعارضة، وبخاصة تلك الألفاظ التي يعف اللسان عن ذكرها، والتي هي أكثر إثارة وقبحاً من مشاهد العري التي تعرض كل يوم على شاشات التلفاز.

وأصبحت الفتاوى الدينية، للأسف الشديد، فتاوى حسابات شخصية، فهذا الشيخ يخرج "إلهام شاهين" من الملة، وذاك الشيخ يكاد يجعلها من الصحابيات، وكله باسم الدين، وكأن القضية هي مبارزة بين شيوخ الفضائيات، الذين يخرجون ليل نهار لإصدار الفتاوى المتناقضة، التي لا تصب أبداً في أي مسار إصلاحي، اللهم إلا مسار الفتنة والبلبلة.

والمستفيد الوحيد من مثل تلك الفتاوى المزاجية، هم أمثال الممثلة "إلهام شاهين"، التي لو كنت مكانها لأخرجت مكافأة من إيراد أفلامها لمن جعلوها في قمة الشهرة والانتشار.

وليت الأمر توقف عند مهاجمة "إلهام شاهين"، بل تدخلت فيه الرئاسة، وكأن الرئيس مرسي قد تفرغ من مشاكل مصر ولم تبقى إلا مشكلة الست "إلهام."

ومن سوريا، تناولت مدونة "كبريت" عنواناً يقول: في ضيافة الولي الفقيه.. وكتب المدون أحمد الشامي، قائلاً:

من المشهور عن "غولدا مائير" رئيسة وزراء إسرائيل السابقة قولها: "شعب فلسطيني؟.. من قال إن هناك شعباً فلسطينياً؟".. جاء هذا في معرض رفضها لقيام دولة فلسطينية، معتبرة أن "العرب كله واحد، فلسطيني على سوري على مصري على..".. هذه النظرة الفوقية والعنصرية لم تعد حصراً على دولة الفصل العنصري الإسرائيلية، بل أصبحت قاسماً مشتركاً مع نظام الولي الفقيه في إيران.

في اﻷلعاب اﻷولمبية التي أقيمت في برلين عام 1936، غادر "أدولف هتلر" المنصة الرئاسية على عجل، لكي لا يضطر إلى مصافحة "جيس اوين" الرياضي الأمريكي اﻷسود، الذي فاز بجائزة ذهبية في الجري.. الجمهورية اﻹسلامية اجترحت لتوها "سنة" محمودة هي قلب الحقائق والتلاعب بالترجمة!.. كان يكفي المترجم اﻷلماني عام 1936 أن "يخربط" بين الجائزة الذهبية والفضية، لكي يوفر على "الفوهرر" موقفاً محرجاً.. هل هذا يعني أنه كان لدى "هتلر" من اﻷمانة والصدق مع النفس أكثر مما لدى الجمهورية اﻹسلامية؟

حين يسمح المترجم اﻹيراني لنفسه "بشطب" الشعب السوري والثورة السورية من الوجود، واستبدالهما "بالشعب البحريني"، فأن نظام القرون الوسطى القائم في طهران "يلغي" وجود وانسانية الشعب السوري وكأنه لم يكن.. من المستحيل أن يكون اﻷمر "مجرد خطأ في الترجمة"، فقد تكرر مرتين والمترجم، وهو في النهاية إنسان "خطاء"، لم يصحح "خطأه"، لا في المرة اﻷولى ولا الثانية، مما يؤكد أن اﻷمر هو سياسة مدروسة ومقررة سلفاً.

اعتذار السلطات اﻹيرانية المتأخر والفاتر عن هذا "الخطأ" في الترجمة، كان بقدر سوء الذنب، فالسلطات اﻹيرانية، على حد علمنا، لم تعد إذاعة الخطاب بعد تصحيحه، ولم تحدث فضيحة إعلامية تسمح للإيرانيين بمعرفة أن سلطات بلدهم اﻹعلامية تضللهم.. هذا يدل، أن كان هناك من ضرورة، على أن اﻷمر متعمد ومخطط على أعلى مستويات السلطة في بلاد الولي المفترض أنه "فقيه."

ومن السعودية، أبرزت مدونة "حلم أخضر" عنواناً لافتاً يقول: من أجل الفقير.. لا دفاعاً عن الوزير.. وجاء فيه: 

لم أسلم من عتب و"غضب" كثير من المغردين، عندما أوضحت حقيقة التصريح المتداول لوزير الشؤون الاجتماعية عن عدد الفقراء في السعودية في هاش تاق "ستمائة فقير في السعودية"، وأنه خطأ من الصحيفة التي أوردته قبل ثلاث سنوات، ولم يقل الوزير بذلك، فحسب بعضهم أنني أدافع عن الوزير وأقلل من خطر الفقر.

وتابع المدون قائلاً: للحقيقة أن تصريح الوزير الذي ذكر فيه أن "عدد الفقراء في المملكة 600 حالة"، يعود إلى خطأ ارتكبته صحيفة اليوم أثناء تغطيتها لمناسبة "حفل تكريم المتقاعدين والمتقاعدات من وزارة الشؤون الاجتماعية"، والذي أقيم في مركز الأمير سلمان الاجتماعي بمدينة الرياض... حيث ذكرت أن الوزير قال إن "عدد الحالات المستفيدة من الضمان الاجتماعي يبلغون 600 حالة."

والصحيح هو ما جاء في صحيفة الرياض، التي أوردت تصريح الوزير بأن "الحالات المستفيدة من الضمان الاجتماعي يبلغون 600 ألف حالة"، وهو عدد ليس بالقليل إذا ما اعتبرنا أن كل حالة تمثل أسرة، وأن متوسط الأسر الفقيرة في السعودية يبلغ تعدادهم من 6 إلى 8 أشخاص، أي أننا نتحدث "حينها" عن رقم ضخم، يصل إلى الـ3 ملايين فقير وأكثر.

وأشار المدون السعودي إلى أن الوزير ناقض نفسه بنفسه في نفس الخبر، وقال إنه "لا وجود لـ3 ملايين فقير في المملكة"، وحاول أن يخفف الرقم بذكر عدد الحالات المستفيدة من الضمان، ولم يوضح للناس بأن كل "حالة" تعني "أسرة"!!..