CNN CNN

تيسير فهمي: الفن ليس سلاحاً كافياً لإحداث التغيير

السبت، 20 تشرين الأول/أكتوبر 2012، آخر تحديث 17:00 (GMT+0400)

الرباط، المغرب (CNN)-- قالت الممثلة والناشطة السياسية المصرية، تيسير فهمي، إن الشعب المصري لم ينخدع بلعبة بعض الفنانين، الذين حاولوا "الركوب" على ثورة 25 يناير/ كانون الثاني من العام الماضي، وميز بين من أيدها بصدق، ومن سعى إلى استغلالها.

وبالرغم من أن تيسير فهمي كانت من الفنانين السباقين إلى النزول للشارع، والانضمام إلى ميدان التحرير قبل لحظة الحسم في مسار الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق، حسني مبارك، إلا أنها لم تتردد في تقديم الاعتذار للشعب المصري عن شعوره بـ"خذلان" أهل الفن له زمناً طويلاً.

وعن علاقة الفن بالنضال السياسي في تجربتها الخاصة، أوضحت الممثلة المصرية، التي تحظى هذا العام بتكريم الدورة السادسة لمهرجان "سلا" لفيلم المرأة، أنها كانت تعتقد في وقت من الأوقات أن واجبها ينحصر في تقديم فن جيد، يخدم قضايا المجتمع، لكنها خلصت إلى أن "الفن ليس سلاحاً كافياً لإحداث التغيير المطلوب، وعلى الفنان، كأي مواطن آخر، أن يعبر عن التزامه العملي، والتحرك ميدانياً، من أجل حرية وكرامة الشعب."

وحرصت تيسير فهمي على التأكيد على أن "التأخر"، الذي طبع سلوك بعض الفنانين في الانضمام إلى حركة الشعب ضد الاستبداد، لا يحجب محاولات بعض المخرجين وصناع الفن الدرامي والسينمائي، الذين طالما بشروا بالثورة المصرية في أعمالهم.

وفيما لفتت الممثلة والناشطة المصرية، صاحبة أكثر من ثلاثة عقود من الممارسة الفنية، منها أكثر من 25 فيلماً ومائة  مسلسل، إلى "دور الفن في تعبئة الناس، وتحسيسهم بقضاياهم المشتركة"، فإنها أكدت أن الفن لا يغني عن الضغط من أجل تحقيق الإصلاح السياسي، خصوصاً أن "الميدان الفني عانى في المراحل الأخيرة، تحت ضغط النظام السابق، من فساد المنظومة المجتمعية، وغياب وعي حقيقي بأهميته الطليعية."

كما شددت فهمي، خلال ندوة صحفية على هامش المهرجان، على أن "الثورة مسار نضالي طويل النفس، لا مجال فيه لليأس.. وهي لا تنتهي بالإطاحة بالنظام القائم، بل تبدأ ببناء الدولة والمجتمع."

ووصفت أوضاع مصر بعد الثورة بأنها "مرتبكة ومشوشة"، معتبرة أن الخطوة الكبرى في بلادها لن تتحقق إلا بإقرار وثيقة دستورية تحدد معالم مصر المستقبل، وتجسد أهداف الثورة في المواطنة والمساواة والعدالة الاجتماعية والحرية.

وبينما تحاشت تيسير فهمي، وهي رئيسة حزب "المساواة والتنمية"، اعتبار حزبها مناهضاً لحكم الإخوان، فإنها أبرزت أن التحالف الذي انضوى فيه، والذي يضم 15 تنظيماً حزبياً، "مهم لإحداث التوازن السياسي المطلوب والضغط لربح معركة الدستور."

وقالت إن شباب التحالف يعمل على تحسيس المواطن المصري، في مختلف ربوع البلاد، بالدور الحاسم للوثيقة الدستورية في رسم خارطة مصر مستقبلاً.